12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الأشهر الحرم لماذا سميت بذلك الأسم 

2020/06/29 01:40 PM | المشاهدات: 665


الأشهر الحرم لماذا سميت بذلك الأسم 
هدي أحمد جابر

الأشهر الحرم من جمع حرام، سميت بذلك الأسم؛ لأن القتال في تلك الأشهر حرام 

هي: الأشهر التي جعلها الله مُحرّمةً

(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ)

[سورة التوبة، آية: 5] .

ويخرج من حرمة تلك الشهور القتال الناتج عن دفاع عن النفس .

 

عن أبي بُكرة نفيع بن الحارث أنّ النبيّ ﷺ قال: (إنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ) [صحيح البخاري] 

 

وقال البعض إن النبي ﷺ قام بحصار الطائف في شوال، ولما دخل ذو القعدة لم يقاتل، بل صابرهم ثم رجع، 

 

خصائص الأشهر الحرم 

-تحريم القتال والظلم فيها. 

-مضاعفة الحسنات وأجر الأعمال الصالحة فيها. 

-أداء فريضة الحج. 

-الأيام فيها مابين الحج والصوم. 

-تغليظ دية القتل فيها. 

 

أقرأ أيضاأجر حافظ القران في الدنيا والاخرة

 

من مستحبات الأشهر الحرم 

كان رسول الله ﷺ، إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلِّغنا رمضان".

 

-صيام شهر رجب فرصةً للاستعداد لصيام رمضان. 

 

-الإكثار من الأعمال الصالحة لما فيها من مضاعفة الأجر والثواب 

عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ). 

 

أقرأ أيضا الخلفاء الراشدين

 

-الدعوة إلي دين الإسلام. 

 

-تثبيت المسلمين على دينهم. 

 

-هداية غير المسلمين. 

 

منكرات الأشهر الحرم 

-الظلم فيها أعظم قبح وأشد وزر. 

قال قتادة في الأشهر الحُرم: "الظُّلْمُ فِي الأَْشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ فِي كُل حَالٍ عَظِيمًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُعَظِّمُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ". 

 

-الذنوب والمعاصي أشد آثم 

وقال قتادة: "فَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ، فَإِنَّمَا تُعَظَّمُ الأُْمُورُ بِمَا عَظَّمَهَا اللَّهُ عِنْدَ أَهْل الْفَهْمِ 

وَأَهْل الْعَقْل

 

قال القرطبي رحمه الله: لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن الله ﷻ إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال، وقد أشار الله إلى هذا بقوله: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) [الأحزاب:30]

 

أقرأ أيضا سلسلة شرح الأربعون النووية

 

لماذا حرم الله القتال في تلك الأشهر ؟

ولعلّ الحكمة من تحريم تلك الأشهر؛ لترتاح النّفس فيها، ويأمن الناس على أنفسهم وأهليهم، فيتفرّغون للعبادة، والعمل، والطاعات، التي تعدّ مَظنة الراحة والأمن، ولذلك خاطب الله ﷻ نبيّه ﷺ يأمره بالعبادة والركون إلى الله حين تحقّق الفراغ: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ*وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب) [سورة الشرح، آية: 7-8] .

مَنْح النفوس فرصةً للمراجعة، والتفكير في تحقيق المصالح، والهداية والدعوة إلى دين الإسلام، وتثبيت المسلمين على دينهم، وبذلك تتحقّق مصلحة الدين الإسلامي.