12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

فكرة الماعت والمعبودة ماعت

2021/09/20 07:42 AM | المشاهدات: 406


فكرة الماعت والمعبودة ماعت
مي مخلوف

• من هي ماعت وما قيمتها عند المصريين القدماء

 

ماعت ليست مجرد معبودة مثل باقي المعبودات التي قدسها المصري القديم، ولكن ماعت فكرة قد قامت عليها المملكة المصرية القديمة لأنها رمز للعدل والحق .. والنظام الذي يحمي الجميع_ كحماية الضعيف من بطش وظُلم القوي وكما هو معروف أن الفقير كان يتضرع إليها ليدخل الجنة وهذا لأنها تتم وضع قلب الميت على الميزان أمام ريشة الماعت التي تُمثل الحقيقة فإن كانت الريشة أثقل من القلب فهذا يعني أنه خالي من الأخطاء ومن هنا يذهب ليفوز بالأبدية والعيش في مملكة "أوزير"

أما إذا كان القلب هو الأثقل فهذا يعني أن هذا القلب مليء بالأخطاء ومن هنا يهلك صاحب هذا القلب للأبد ويلتهم هذا القلب الوحش "عمعموت" وهو آكل قلوب البشر 

 

ماعت هي ابنة للإله "رع" وزوجة ل "تحوت" كانت تُمثَّل في شكل إمرأة حسناء تحمل فوق رأسها ريشة أو صورة ريشة، قد تجسدت في إلهة الصدق والعدالة فهي أعظم من أن تُعامل كإلهة أنثى؛ فقد كانت أساس الحضارة المصرية والبُعد الخفي والعميق للمصريين القدماء.

فهي نظام مُحكم ومتماسك ومبدأ عميق وجوهري فهذا النظام يبدأ منذ ولادة الإنسان ويستمر بالعمل عند الوفاة بل يُسيطر على كل مراحل ما بعد الموت، فهي ليست قانون مدوّن هي المبدأ المولد للقانون وليست القانون نفسه.

 

إقرأ أيضًا/مقبرة وادي الملوك

 

ومن خلال الآثار المتبقية للحضارة المصرية القديمة يُمكننا القول بأن "ماعت" هي من كانت تُدير الحياة المصرية بأكملها فكيف نتخيل مجتمع كهذا تسوده العدالة فلا يُوجد خِلاف بين العدالة الإلهية والعدالة البشرية فكان مجتمع مثالي يسوده العدالة؛ ولذلك فكان مجتمع دائم التقدم والرخاء.

 

فكان يطلق عليها عدة ألقاب مثل 

"ابنة رع" و "عين رع" وأيضًا أُطلق عليها أنها "ام رع" و "مرضعة رع" و"سيدة السماء" و"ملكة الأرض" و "ربة العالم السفلي" و"سيدة الآلهة والربات" 

 

وضعت ماعت مبادئ وقوانين أساسية في الدولة المصرية القديمة وهي الدليل للعيش في المجتمع وجوهر الخير والفضيلة الإنسانية وكان عدد تلك المبادئ ٤٢ وهي كالتالي:

• أنا لم ارتكب خطيئة.

• أنا لم اسلب الآخرين مُمتلكاتهم بالإكراه.

• أنا لم اسرق.

• أنا لم أقتل.

• أنا لم اسرق الطعام.

• أنا لم اختلس القرابيين.

• أنا لم اسرق ممتلكات المعبد.

• أنا لم اكذب.

• أنا لم أخطف الطعام.

• أنا لم ألعن (أشتم).

• أنا لم أغلق أذناي عن سماع كلمات الحق.

• أنا لم أزنِ

• أنا لم أتسبب فى بكاء الآخرين (إيذاء مشاعر الآخرين).

• أنا لم أنتحب (أحزن) بدون سبب.

• أنا لم أعتدِ على أحد.

• أنا لم أغش (أخدع) أحد.

• أنا لم أغتصب أرض أحد.

• أنا لم أتنصت (أتجسس) على أحد.

• أنا لم أُلفق تهمة لأحد.

• أنا لم أغضب بدون سبب

• أنا لم أغو زوجة أحد.

• أنا لم أُدنس (ألوث) جسدي.

• أنا لم أقم بإرهاب أحد.

• أنا لم أُخالف القانون.

• أنا لم أتمادى في الغضب.

• أنا لم ألعن (أشتم) النترو.

• أنا لم أستخدم العنف ضد أحد.

• أنا لم أُهدد السلام.

• أنا لم أتصرف بغوغائية (بدون تفكير).

• أنا لم أتدخل فيما لا يُعنيني.

• أنا لم أتحدث بالمبالغة (النميمة).

• أنا لم أفعل الشر.

• أنا لم يصدر مني أفكار/كلمات/أفعال شريرة.

• أنا لم ألوث ماء النيل.

• أنا لم أتحدث بغضب أو استعلاء.

• أنا لم ألعن أحد بكلمة أو فعل.

• أنا لم أضع نفسي موضع شبهات.

• أنا لم أسرق ما يخص النترو.

• أنا لم أنبش القبور ولم أسيء إلى الموتى.

• أنا لم أخطف لقمة من فم طفل.

• أنا لم أتصرف بكبر وغطرسة.

• أنا لم أخرب المباني الدينية (المعابد).

وكانت تلك القواعد تُطبق على الجميع (الملك والشعب).

 

إقرأ أيضًا/أول مهندس في الإسلام

 

بعض أسماء المعبودة "ماعت" بالهيروغليفي:

• 𓆄𓏏𓆇𓁦

• 𓌷𓂝𓁦𓏏

وأيضًا يرمز لها ب

• 𓁧, 𓁦

كتصويرٍ لها على هيئة امرأة فوق رأسها ريشة طائر النعام.

 

فكانت فكرة الماعت تُطبق على الجميع في مصر القديمة فقيرها وغنيها، نساءُها ورجالُها، كبيرها وصغيرها.. وهذا سبب من أسباب جعل الامبراطورية المصرية بهذا الرُقي من علم وحضارة وغيرها ..

فنحن الآن لم نصبح على تلك الفكرة "فكرة الماعت" ف لماذا وصلنا؟

فقد وصلنا إلى الجهل والتخلف وعدم التقدم في شيء ومن حولنا العالم يتقدم ونحن نرجع إلى الخلف، فبعد أن كانت حضارتنا هي أول وأعظم وأرقى حضارات العالم ومازالت أعظم حضارة في تاريخ البشرية

ولكن نحن لم نضف أي شيء لتلك الحضارة، شبابنا لا يفعل شيء من أجل التقدم وبناء حضارة جديدة كما كان يفعل قدماء المصريين بل نحن في تراجع.

 

إقرأ أيضًا/تمثال الملك رمسيس الثاني