12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. فرعون سيدنا موسى عليه السلام 

2021/12/07 11:50 PM | المشاهدات: 8363


|شمس مصر|.. فرعون سيدنا موسى عليه السلام 
بسمة أشرف

الموضوع بدأ عندما حلم الطاغية فرعون بنار عظيمة تحرق كل المصريين وبيوتهم ما عدا بني إسرائيل، وفسر الكهنة الحلم على أنه يوجد طفل هيتم ولادته من بني إسرائيل وسوف يأخذ من فرعون كل ملكه، ولما علم فرعون بهذا أمر بقتل كل ذكر مولود من بني إسرائيل، وكان سيدنا موسى عليه السلام واحداً منهم، ونجاه الله عز وجل بعد وحيه لأم موسى بوضع الطفل في تابوت خشبي وإلقائه في الماء، حتى وصل التابوت لقصر فرعون، وبعد التقاط الطفل، تم تربيته في قصر فرعون حتى أصبح شاب، وبعد ما أوحى ﷲ سبحانه وتعالى بالنبوة لسيدنا موسى، طلب من فرعون وقومه الهداية وعبادة ﷲ الواحد الأحد، ولكن أستكبر فرعون وإدعى الألوهية، وبعد محاولات يائسة مع الطاغية وأصطحابها بمعجزات إلهية، قرر سيدنا موسى الخروج هو وقومه من مصر، ولكن أثناء الخروج لحقه فرعون وجنوده، ولكن نهايته كانت الغرق والموت.

-ولهذا السبب تعددت الروايات عن هوية الملك الطاغية فرعون الذي عاصر سيدنا موسى عليه السلام، وكل رواية لها مجموعة من الأدلة التي تثبت صحتها من وجهة نظر أصحابها!.

 

°الرواية الأولي /

-فقال المؤرخ اليهودي "يوسف بن متتياهو" أن أحمس الأول هو فرعون موسى، وأستشهد في كلامه بدليل المؤرخ المصري منتون الذي قال في كتابه في تاريخ مصر القديمة سنة 280 قبل الميلاد، أن الهكسوس هم نفسهم العبرانيين أو بني إسرائيل، وبما أن أحمس الأول هو طارد الهكسوس من مصر، فبهذا هو الذي أخرج بني إسرائيل من مصر، وبالتالي فإن أحمس هو الفرعون الذي عاصر سيدنا موسى عليه السلام.

-في بداية الموضوع هيتضح لنا أنه منطقي، ولكن إذا أخدنا الرواية على محمل الجد، فالرواية تفتقر لكل الأدلة المنطقية والتاريخية..

-أولاً: كتاب تاريخ مصر القديمة أتحرق سنة 48 قبل الميلاد مع حريق مكتبة الإسكندرية القديمة.

-ثانياً: والثابت تاريخياً أن بداية أستطان بني إسرائيل في مصر كانت بدعوة من سيدنا يوسف لسيدنا يعقوب عليهما السلام، وكان سيدنا يوسف في وقتها كان نائب لملك من الهكسوس، وهذا الملك كان مرحب جداً بمجيئ بني إسرائيل لمصر وأكرمهم، وأسكنهم أرض چاسان التي تقع في شرق الدلتا، وهذا يعني أن الهكسوس كانوا يسكنوا مصر قبل مجيئ بني إسرائيل من الأساس، وبالتالي يستحيل الخلط بينهم وذكر الهكسوس على أنهم بني إسرائيل، ومن المفترض أن أحمس هو فرعون موسى، فإن أحمس كان ينضال ويحارب الهكسوس حتى تم طردهم من مصر، في حين أن فرعون موسى كان متمسك جداً بوجود بني إسرائيل في مصر، لكي يسخرهم لمصلحته ويعاملهم معاملة العبيد، وبالتالي فإن كل الآراء متضاربة حول هذه الرواية.

-وجايز تكون هذه الرواية لغرض سياسي وهو: أن الهكسوس عاشوا في مصر أكثر من 200 عام، وبما أنهم هم بني إسرائيل على حسب الرواية فبالتالي لديهم الحق في مصر مثل المصريين.

 

إقرأ أيضًا /|شمس مصر|.. الرهبنة والديرية في مصر البيزنطية

 

°الرواية الثانية /

-أن توت عنخ آمون هو الفرعون الذي عاصر سيدنا موسى وقت الخروج من مصر، وقال طيب وعالم نفس يهودي أن سيدنا موسى عاصر إثنين من الفراعنة، أولاً الملك إخناتون، ثانياً ابنه توت عنخ آمون وهو الذي عاصر سيدنا موسى وقت الخروج من مصر، °ودلائل الرواية هي كالآتي :

-في البداية أن سيدنا موسى كان مصري الأصلي، لأنه تربى في قصر الفرعون إخناتون، وكان أحد الأمراء المقربين له، وأستمد دين التوحيد الذي نشره في بني إسرائيل من خلال عقيدة اخناتون التوحيدية، ولكن بعد ما تولى ابن إخناتون الملك توت عنخ آمون كان النفوذ المصري في المنطقة ضعيف جداً، بسبب أن أبوه إخناتون كان مشغولاً بنشر أفكاره الدينية، ولهذا قدر سيدنا موسى هو وأتباعه من بني إسرائيل الخروج عن طريق صحراء سيناء بشكل سري، وأستغل في خروجه ضعف الدولة المصرية بعد عصر الملك إخناتون، ولكن خروج سيدنا موسى وأتباعه تم في عهد الملك توت عنخ آمون ابن إخناتون.

-ولكن إذا نظرنا لهذه الرواية فهي تتعارض مع كل الحقائق التاريخية، ففي البداية أصل سيدنا موسى هو من بني إسرائيل وليس أصل مصري حتى لو تم تربيته في قصر فرعون، وأيضًا الكتب السماوية ذكرت التعذيب الذي تعرض له بني إسرائيل في مصر في عصر الطاغية فرعون، وهو يقول أن إخناتون هو الفرعون الذي عاصر بني إسرائيل قبل الخروج من مصر، ولكن إذا نظرنا إلى الحقائق التاريخية فهي تقول أن الملك إخناتون كان ملك مسالم بطبعه، وأيضًا ذكر في القرآن الكريم والكتب السماوية أن الفرعون الذي عاصر سيدنا موسى منذ ولادته حتى خروجه من مصر على أنه شخص واحد فقط وليس شخصين كما ذكر في الرواية، والرواية تقول أن الخروج تم بشكل سلمي دون مطاردة، في حين الكتب السماوية ذكرت مطاردة فرعون لسيدنا موسى وأتباعه أثناء خروجه من مصر ، وبعد هذه المطاردة أصبحت نهايته هي الغرق، ولم يقف الموضوع هنا، بعد فحص مومياء توت عنخ آمون وجدوا أن سبب الوفاة هو القتل عن طريق ضربة في الرأس، في حين أن فرعون موسى غرق ومات، وهذا يثبت أن هذه الرواية باطلة.

 

إقرأ أيضًا /|شمس مصر|.. سور القاهرة الأول

 

°والرواية الأشهر كانت عن المللك رمسيس الثاني، ويؤمن بها الكثيرون ومنهم مفتي الديار الأسبق الشيخ جمعة شخصياً، وأهم دلائل الرواية هي كالآتي...

-أولاً: سبب وفاة المللك رمسيس الثاني بمرض كان ناتج عن غرقه أثناء مطاردته لسيدنا موسى وأتباعه، ووجدوا داخل الجثة بعض الأعشاب البحرية، وهذا أول دليل قوي على أنه فرعون موسى، لأنه ذكر في الكتب السماوية أن كان سبب وفاته الغرق، وتم إجراء بعض الأبحاث الفلكية، ووجدوا أن يوم عاشوراء الذي يحتفل به المسلمين بمناسبة نجاة سيدنا موسى من فرعون هو نفس اليوم الذي توفي فيه الملك رمسيس الثاني، وبعض من صحابة الرسول صل الله عليه وسلم ذكروا على أن فرعون يتميز ببعض الصفات فمنها: أنه كان قصيراً، وأصلع، وأصرم، وأخنس، ومعظم هذه الصفات تنطبق على مومياء الملك رمسيس الثاني، ولكن في سبعينات القرن الماضي طلب الرئيس الفرنسي من الرئيس الراحل أنور السادات فحص مومياء الملك رمسيس الثاني بحجة علاج المومياء، لسبب ظهور بعض الفطريات عليها بعد اكتشافها، ولكن أتضح بعدها أن الهدف الرئيسي من سفر المومياء هو توضيح هل الملك فرعون موسى أم لا؟!، وبعد الموافقة على الطلب وفحص المومياء في فرنسا، وجدوا أن الملك كان يعاني من تصلب الشرايين وإلتهابات حادة في المفاصل، ولم يقدروا على أن يثبتوا أن سبب الوفاة هو الغرق، لأن الشئ الوحيد الذي يؤكد ذلك وجود الرئتين، ولكن كما نعرف أن المحنطين في زمن الفراعنة كانوا يخرجوا الأحشاء أثناء التحنيط، ولهذا السبب لم يأكدوا صحة الغرق من عدمه.

-كما ذكرنا أن الفحص أظهر لنا أن الملك كان يعاني من إلتهابات حادة في المفاصل وخشونة في الركبة، وهذا بسبب الشيخوخة والسن الكبير للملك الذي توفي عن عمر يتجاوز 90 سنة، ولهذا هل يعقل لملك يعاني من كل هذه الأمراض أنه يقدر على المشي وركوب الخيل ويلاحق سيدنا موسى وأتباعه. 

 

إقرأ أيضًا /|شمس مصر|.. جامع عمرو بن العاص

 

-وأيضًا كتب العهد القديم ذكرت أن فرعون موسى كان له ابن واحد فقط وقتل وهو رضيع، في حين أن الملك رمسيس الثاني له أكثر من 90 ابن وابنة. 

-الملك رمسيس الثاني كان يدون كل المعارك التي تخصه مع أعدائه على نقوش المعابد، ولكن لم يوجد أي نص من النقوش ذكر بني إسرائيل. 

-وأيضًا قال ﷲ تعالى في كتابه العزيز، بسم ﷲ الرحمن الرحيم: "ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون"، وهذه إشارة صريحة توضح أن ﷲ سبحانه وتعالى محى كل آثار ومباني فرعون، على عكس الملك رمسيس الثاني له العديد من الآثار والمعابد الموجودة حتى وقتنا هذا. 

-ونستنج من كل هذا أن هذه الرواية أيضًا بها العديد من الأنتقادات التي تجعلنا نشك في صحتها؛ وأيضًا ظهرت العديد من الروايات التي نسبت هوية فرعون موسى للعديد من الملوك مثل: تحتمس الثالث، وأمنحتب الثاني وغيرهم من الملوك، وكل رواية لا تخلو من الانتقادات.. 

°ولهذا سوف يظل لغز فرعون موسى مجهول حتى يظهر لنا دليل قاطع وقوي يخلو من الانتقادات ويتفق مع الكتب السماوية.