عندما حلَّت الفوضى والإستهانة بالكهنة بمصر في فترة من الفترات جاء الحكيم "آني" ليُعطيهم بعض النصائح.. فعلموا أخطاءهم وبسبب نصائحه تراجعوا عما كانوا يقومون به في حق رجال الدين والمعابد والمعاملات السيئة الأخرى، بل ويمكننا تطبيق تلك النصائح في حياتنا الآن فهي كنز ثمين.
فكان هناك وصايا لكيفية تعامل الزوج مع زوجته من أجل حياة وبيت مثالي والنهي عن سوء معاملتها ومعاملة الأم وغيرها_ سأذكر بعض تلك الوصايا:
١- حسن معاملة الوالدين فتحدث عن كيفية معاملة الأم، تأخذنا هذه النصيحة_ لقول الله تعالى (وبالوالدين إحسانًا).. فقال: "ضاعِف مِقدار الخُبز الذي تُعطيه لوالدتك، واحملها كما حملتك.. لقد كان عبؤها ثقيلًا في حملك ولم تتركه لأحد قط، وحين ولدتك حملتك كذلك ثانية بعد شهور حملك وقد أعطتك ثديَها ثلاث سنوات ولم تشمئزّ من برازك ولم تكن متبرّمة، ولم تقل يومًا "ماذا أفعل أنا؟!" ولقد ألحقتك بالمدرسة عندما تعلّمت الكتابة، وقد وقفت هناك يوميًّا بالخُبز من بيتها، وحينما تُصبح شابًّا وتتّخذ لنفسك زوجة وتستقر في بيتك، اجعل نصب عينيك كيف وضعتك أمك وكيف ربّتك بكل الوسائل.. فليتها لا تضرّك بألا ترفع أكُفّ الضّراعة إلى الله وليته لا يسمع عويلها". فما عظمة تلك الحكمة ولم يغفل عن الأب فقد أوصاهم بالأب أيضًا_ قائلًا: "قرِّب الماء لأبيك وأُمّك اللذين يسكنان في وادي الصحراء، ولا تنسَ أن تؤدي ذلك حتى يعمل لك ابنك بالمثل". فهنا أعطى الأبناء النصيحة وكأنه يقول لهم استوصوا بهم خيرًا حتى يستوصي بكم أولادكم فيما بعد عند الكِبر أو غيره.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. إهناسيا في عصر الإنتقال الأول
٢- معاملة الزوج لزوجته_ فقال:
"لا تُمثِّل دور الرئيس مع زوجتك في بيتها إذا كُنت تعرف أنّها ماهرة في عملها. ولا تقولنّ لها "أين هي؟ أحضريها لنا" إذا كانت قد وضعتها في مكانها الملائم، واجعل عينك تلاحظ في صمت؛ حتى يمكنك أن تعرف أعمالها الحسنة، وإنها لسعيدة إذا كانت يدك معها وبذلك يتجنّب الرّجُل تحريك الشِّجار في بيته"
(أي أنها إذا حركت شيء من مكانه ووضعته بمكان أفضل فلا يقلل مما فعلت أو يقول أين هذا الشيء لماذا تغير مكانه، ويهدأ وينظر لما تفعله ليرى مجهودها، ويخبره بأن يرى سعادتها إذا ساعدها في أعمالها المنزلية.. فبذلك سيكون البيت مثالي وحياتهم هادئة وجميلة).
٣- تعاليمه الدينية:-
فقال: "لا تسأل عن صورة ربّك"؛ فالإله لا أحد يعرف صورته_ سنتوقف عند هذه الجملة قليلًا فما معنى ذلك فهل معنى ذلك أن المصريين القدماء لم يعتبروا كل من الشمس والسماء والطيور وغيرها آلهة؟!
نعم فهم لم يعتبروهم آلهة فهم يعلمون بأن هناك إله خفي لا يمكن رؤيته ولكنهم أرادوا تجسيده في شيء يرونه فمرة جسده في الشمس وأخرى في السماء وغيرهم الكثير.
وأعطى وصايا عن الصلاة فقال: "إذا صَليت لله فلا تجهر بصلاتك".
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. المهندس إمنحتب بن حابو
وقال: إني مخبرك بكلّ فاضل وبما يجب أن تعيه في لُبّك، فاعمل به وبذلك تكون محمودًا، ويبتعد عنك كلّ شر وسيُقال عنك إنه على خلقٍ عظيم، ولن يُقال إنه قد أتلف، وإذا تقبّلت كلماتي فإنّ كل شر سيبتعد عنك.
٤- الحرص من غدر الزمان ومساعدة المحتاجين_ فيقول:-
"لا تأكلنّ الخُبز إذا كان هناك آخر يتألم من عدمه دون أن تمد يدك إليه بالخُبز.. فواحد غني وآخر فقير ومن كان غنيًا في السنين الخوالي قد أصبح هذا العام فقيرًا ولا تكُن شرهًا فيما يختص بملء بطنك.. وأنّ مجرى الماء الذي كان يجري فيه الماء في السنه الماضية قد يتحول هذا العام إلى مكانٍ آخر".
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الكاتب محمود تيمور
