يتعرض الإنسان إلى العديد من المشاكل والضغوطات فى حياته اليومية وعندما تتراكم هذه الضغوطات وتتزاحم وعدم وجود حل لها، فإنها تزداد يوما بعد يوم، فتؤدى إلى " الاكتئاب"، فالاكتئاب هو مصطلح طبى يطلق على الأمراض النفسية الشائعة، وهو اضطراب مزاجى يعاني منه الشخص لأسباب كثيرة، ومن أهم هذه الأسباب الابتعاد عن الله تعالى، فقد يكون سببا فى ذلك.
الاكتئاب مرض قاس عصيب ويطلق عليه ب" المرض الصامت" فالشخص المصاب يتعرض لكثير من نوبات البكاء، والحزن الشديد، وتعكر المزاج، والقلق، قلة التركيز والتردد فى اتخاذ القرارات، والشعور بالذنب واليأس، وفقدان الأمل، و فقدان الاهتمام والحماس بالحياة.
كما له انعكاسات على الفكر والتصرف فمرضى الاكتئاب يشعرون بأنهم على وشك الجنون .
كما تهاجمهم الوساوس والأفكار السوداء بشكل كبير ومتواصل فى حين عدم الأستطاعة من التخلص من ذلك، فيبدو لهم الموت وسيلة للتخلص مما فيه فيقوم البعض منهم بالانتحار وهو أقصى درجاته.
-إن الله تعالى خلق الإنسان متغير حاله بين فرح، وحزن، ومرض، ودواء، فالله عزوجل جعل لكل داء دواء، وجعل دواء الاكتئاب التعلق به، والتوكل عليه، فإذا نظرنا فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم، نجد أن الاكتئاب لا مكان له فى حياته لأنه كان يشغل وقته بذكر الله وطاعته والتوكل عليه، وقد عالج الرسول صلى الله عليه وسلم الاكتئاب بالعديد من الطرق والأساليب لمواجهته منها:
.الدعاء: فهو من أقوى وأكثر الأساليب التى تساعد الإنسان على تجاوز الصعوبات، ففى موقف من مواقف النبى عندما كان أحد الصحابه جالسا فى مسجد غير وقت الصلاة فسأله النبى عن سبب ذلك فأخبره بأنه يعانى من الهم والدين، فعلمه النبى دعاء عظيما، فقال:( قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من البخل والجبن وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
.عدم التفكير فى الماضى و استغلال الوقت الحاضر والانشغال به.
.الصبر على البلاء الذى أصيب به، وعدم الاستسلام إلى الأوهام والوساوس فقد قال تعالى:( وبشرب الصابرين).
. القيام بالكثير من الأعمال الصالحة، مثل:(قراءة القرآن، كثرة الإستغفار، إعانة الفقراء والمحتاجين) فهي من أهم الأساليب فالعبد بذلك يتقرب من الله تعالى بدعائهم له، كما أنه يشعر بوجوده، وقدرته على الإنجاز والتحقيق.
. المسارعة فى التوبة إلى الله تعالى.
. يجب على العبد المؤمن أن يعلم أن ما أصابه من هم أو حزن فهو كفارة لذنوبه، فهناك قاعدة نبوية مهمة جدا فى علاج الاكتئاب وهى أن المؤمن دائما مصاب، وحال المؤمن خير، فإذا أصابه خير شكر الله تعالى فكان خيرا له، وإذا أصابه ضر صبر عليه فكان خيرا له.
- فأحساس المؤمن بالقرب من الله تعالى والأطمئنان والتوكل على الله والثقة بأنه لا منجى ولا ملجأ منه إلا إليه ف هو أقوى سلاح فى مقاومة الاكتئاب، فسوف يجد الراحة التى يبحث عنها بعد الضيق، والسعادة بعد الحزن.
