12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

شمس مصر/الاغراض المختلفة من نحت التماثيل.

2022/11/07 08:54 PM | المشاهدات: 620


شمس مصر/الاغراض المختلفة من نحت التماثيل.
إسراء جمال حسين

ما من مجتمع من المجتمعات القديمة إلا كان الفن فيها ظلا للدين، وإن كان يختلف من مجتمع إلى مجتمع آخر لاختلاف الدين، ولقد كان الحال في مصر مثل هذه المجتمعات، حيث كان يستوحي الفن عمله من العقيدة السائدة، وكان الفن لا يتعدى عن هذا الطريق إذ أنه من وراء العقيدة سلطة ملزمة، وهيَ السلطة المدينة التي كانت هي الأخرى من صنع العقيدة. 

اقرأ أيضًا.شمس مصر/ وادي موسى حارس البتراء.

فلما كان شغل المصري القديم الشاغل هو المصير الذي سوف يواجهه بعد الموت، فقد كان يؤمن بأنه هناك حياة أخرى في السماء بعد حياته الأولى على الأرض، وهذا الإيمان باتصال الحياتين هو الذي ألقى فى ورعة بأن يعمل على حفظ جسده كي لا تبعد عنه روحه ولكى تعود إليه، ومن هنا فقد عرف التحنيط، ولكنه عندما كان يخشى أن يتعرض إلى التلف أو السرقة منها عمل على أن يقيم تمثالا لنفسه على صورته وان يضعه في قبره، واحاطه بكل ما كان له في حياته من مأكل وملبس ومتاع كي لا تشعر الروح بفقدان اى شىء، وهكذا كان الايمان بالخلود هو الباعث الأول لظهور فن النحت، ولقد كان يسجل على هذه التماثيل بعض الرموز التي ترمز لصاحب التمثال حتى تستطيع الروح التعرف على صاحبها. 

اقرأ أيضًا.[ شمس مصر] العزيز بالله الفاطمي

الغرض الأول:كان من أهم العوامل التي تمنع فناء الموتى هو وجود ملجأ إليه الروح بعد موت صاحبها، وكانت الجثة المحنطة تحقق هذا الملجأ، ولكن لما كان المصري القديم يخشى أن يأتي الوقت وتُبلى جثته أو تسرق، عمل على إقامة تمثال يحاكى ملامحه لإرشاد الروح، ولهذا نراه بعد ذلك لم يقتصر الأمر على وضع تمثال واحد بل وضع أكثر من تمثال، ومن هذا بدأ في استخدام الاحجار الصلبة لمقاومة أحداث الزمن. الغرض الثاني: أداء بعض الطقوس الجنائزية الخاصة بالمتوفي، مثل طقس فتح الفم، والذي كان يتم أمام تماثيل الملك المتوفي. 

اقرأ أيضًا.|شمس مصر|... قصبة القاهرة الكبرى.

الغرض الثالث: لقد خرج أحد الباحثين وقال أن الغرض من التماثيل الخاصة بالمقابر هو أن يكون بديلًا عن جسد صاحبه إذا دب فيها الروح، ويرفض أنور شكرى هذا الرأي بحجة أن هذا الرأي لا يذكر اهتمام المصري القديم بحيث موتاهم وغلوهم في هذا الأمر، حيث أقام الاهرامات الضخمة والمقابر العظيمة، وأيضاً اكتشاف علم التحنيط وذلك للحفاظ على الجثمان، فلو كان المصري القديم يرى أن التمثال ينم عن صاحبه لما اهتم بكل هذه الأمور، كما أن قد ورد في متون الاهرام ما يضحض ذلك، إذ يقول النص"أن ترى اسمك في جميع الأقاليم وروحك في السماء وجسدك في العالم السفلي والتماثيل في المعبد". وهذا يدل على أنهم اعتقدوا أن للجسم وجودًا ذاتيًا، ولا بد أن نشير في النهاية إلى أن هذه التماثيل كانت توضع في حجرة تعرف باسم السرداب ويتجه وجهها إلى الشمال حيث روح الأبرار ونجوم الشمال التي لا تغيب والتي تكن فيها هذه الأرواح.كما كانت توضع أيضًا في المقابر ومعابد الآلهة.