12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

أمراض الحساسية وطرق علاجها

2021/10/19 10:20 PM | المشاهدات: 1065


أمراض الحساسية وطرق علاجها
مها محمد الديب

ليست كل أعراض الزكام، العطاس والرشح الدائم والسعال الحاد، تؤكد الإصابة بأمراض الحساسية المزمنة، إنما مجرد تكرار تلك الأعراض وفي شكل موسمي يستدعي مراجعة الطبيب الإختصاصي الذي يحدد نوع الحالة المرضية ويصف لها العلاج المناسب، ولا شك أن مشكلات الحساسية تعد اليوم من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، نظراً إلى زيادة العوامل المحفزة لها، كالتغيير المناخي وارتفاع كثافة لقاحات النباتات في الجو، إضافة إلى أنواع أخرى من الغبار والعناصر النباتية.

 

 الحساسية هي تفاعل مناعة الجسم مع العوامل الخارجية التي لا تشكل خطراً على صحة الإنسان، ويصاب بها كل شخص لديه استعداد جيني لذلك. وقد تعاود الحساسية ظهورها من جديد إذا لم تتم معالجتها، كلما تعرض المرء للمواد المحسسة، أما أعراضها فهي شبيهة بأعراض أمراض أخرى وتظهر على شكل زكام، رشح دائم، عطاس متكرر، سعال حاد وصعوبة في التنفس.

 

وهناك عوامل بيئية وأنواع من الأطعمة تُحفز الإصابة بحساسية الجهاز التنفسي، حيث أن التلوث البيئي والتغير المناخي يزيدان مدة الحساسية ويغيران من أعراضها لتصبح أعراضاً مزمنة يصعب تصنيفها وتحديد المواد المحفزة لها. أما العوامل البيئية المسببة للحساسية فهي تشمل لقاح بعض النباتات، ومن المعروف أن لقاح النبات الذي نجده في كل المواسم، يكثر ويختلط خلال الربيع بعناصر محسسة أخرى تنتج عن الأشجار والأزهار والنباتات والفطريات المنتشرة في الطبيعة التي تحيط بنا، سواء كنا نعيش في المدينة أم في المناطق الجبلية.

ولا يمكن وصف الحالة المرضية بالحساسية إلا من خلال المعاينة الطبية التي تشمل الفحص العيادي والفحوص المخبرية، نبدأ دائماً بالفحص العيادي الذي يُمكِن الطبيب في غالبية الحالات من كشف الإصابة بالحساسية في حال وُجدت، ثم يأتي دور الفحوص المخبرية التي يتم اللجوء إليها في حال كانت الأمراض قوية ومتتالية، فهنا تبرز الحاجة إلى معرفة أي نوع من الشجر يحسس هذا المريض، الحامض أم الكرز أم التين مثلاً، يلجأ الأطباء عادة إلى فحص الجلد فتُحقن خلاله نسب محددة من المواد المحسسة تحت الجلد لمعرفة نوع الحساسية والمواد المسببة لها، قد يأتي التفاعل مع مواد متشابهة عدة، وهذا ما يُصعب المشكلة لأن العلاجات المتوافرة لا تشمل الوقاية من عوامل محسسة عدة في الوقت نفسه. إلى ذلك تأتي أيضاً فحوص الدم التي تقيس مستوى الأجسام المضادة وتكشف أي رد فعل.

 

وقد تظهر علامات الحساسية في عمر الطفولة، حيث تبدأ الأعراض باكراً جداً، لكن تشخيصها من خلال الفحوص المخبرية لايتم قبل بلوغ الولد السادسة من العمر.

 

إقرأ أيضًا/المرأة المطلقة بين تحمل قسوة الزوج وظلم المجتمع

 

بعد تحديد "مسببات الحساسية" عند المريض، هناك مواد يمكن تجنبها وأخرى لا، ومواد يمكن الحصول على لقاحات ضدها.

 

 بالنسبة إلى الحساسية الموسمية، لا توجد لقاحات تمنع وقوعها، إنما هناك علاجات حديثة وفعالة جداً تمنع تطور الحساسية إلى الربو، وتسمح للمريض بأن يعيش في شكل طبيعي وأن يتعايش مع الحساسية بأقل أضرار صحية ممكنة، خصوصاً أن مشكلة الحساسية تولد مع الشخص وترافقه طوال حياته.

 

 إن العلاجات الحديثة المعتمدة اليوم لا تشكل أي أعراض جانبية على صحة المريض، فهي تحتوي على مادة الكورتيزون التي لا يمتصها الجسم، إضافة إلى أنواع جديدة من الأدوية التي لا تسبب النعاس وليس لها آثار سلبية على سائر أعضاء الجسم.

 

إقرأ أيضاً/أطعمة يفضل تناولها لزيادة مناعة الجسم

 

ينصح الأطباء بإجراء بعض اللقاحات الضرورية بناءً على شرطين، الأول أن تكون الأعراض المرضية قوية ولم تتجاوب مع الأدوية الخاصة بالحساسية، والثاني ألا يكون هناك أكثر من مسبب واحد للحساسية، وتعطى اللقاحات مرة كل شهر وفي شكل منتظم، والهدف منها حقن الجسم بكمية صغيرة من المادة المحفزة للحساسية ليعتاد عليها، وتشمل التدابير الوقائية أيضاً علاقة الثقة بين المريض وطبيبه، إذ يحق للمريض أن يعرف أدق التفاصيل المتعلقة بحالته المرضية، مما يساعد على الوقاية وبالتالي الشفاء، كذلك تظهر الحاجة الماسة إلى مشاركة الجميع في الحد من التلوث البيئي الناتج عن ازدحام السير ودخان المصانع وتدخين السجائر، والتخفيف من إهدار المياه والإمتناع عن رمي النفايات الصلبة في الطبيعة، وبذلك نحمي أجسادنا من الغازات السامة المنبعثة منها.

 

إقرأ أيضاً/الفرق بين حمام الكريم وحمام الزيت