المرأة العاملة تعني" تلك المرأة التي في وظيفة رسمية خارج المنزل، في المصانع والهيئات الحكومية وتقدم مساهمات أساسية في الموارد الإقتصادية للأسرة وتساهم في إحداث التنمية في المجتمع ".
ويعد خروج المرأة إلى مجال العمل هو بداية تحرر المرأة وتغيير مكانتها الإجتماعية والتشريعية، مما يساعد على سرعة حدوث التغيير الإجتماعي فيما يختص بنظرة المجتمع للمرأة ومكانتها الإجتماعية حيث بدأ اشتراكها وقيامها بأعمال إنتاجية هامة تعود على مجتمعها بالفائدة.
ولقد أثبتت الدراسات أن خروج المرأة إلى ميدان العمل يحقق للمرأة إشباعات نفسية واجتماعية تتعلق بالأهمية والمكانة والشعور بالقيمة، ويحقق لها الأمن الإقتصادي ضد التهديدات الواقعية والمتوهمة التي تثير في نفسها المخاوف بالنسبة لمستقبلها ومستقبل أولادها، ويخفف من شعورها بالإحساس بالتبعية للرجل، كما غير من نظرة الزوج إلى الزوجة، وزاد من التعاون في العمل المنزلي بينهما.
=========
=========
ولقد ساعد خروج المرأة إلى مجال العمل على إحداث بعض التغيير في النظرة التقليدية نحوها، وساعد وجود الرجل والمرأة في عمل واحد على دحض الفكرة التقليدية عن المرأة التي تدعي أن المرأة لا تصلح إلا للمنزل.
دوافع خروج المرأة للعمل:
إن الوظيفة الأساسية للمرأة هي تكوين الأسرة وتربية الأبناء وهي أسمى خدمة تقدمها للمجتمع إلا أن قدراتها وإستعداداتها لمضاعفة العمل سمحت لها بتجاوز حدود المنزل والخروج للعمل مثلها مثل الرجل خاصة بعدما حطمت قيود الجهل ونالت قسطاً وافراً من التعليم، وقد تضاربت الآراء حول تقسيم وترتيب دوافع خروج المرأة للعمل بسبب إرتباطهما ببعضهما البعض وتشابههما وعموماً يمكننا تقسيمها إلى ثلاث دوافع هي:
==========
==========
1- الدافع الإقتصادي:
يعتبر الدافع الإقتصادي من أقوى وأهم الدوافع التي أدت إلى خروج المرأة للعمل بسبب حاجتها الملحة لكسب قوتها، أو بالأحرى حاجة الأسرة لدخلها، حيث أن خروجها للعمل جاء نتيجة أن الإستهلاك في تزايد مستمر نظراً لإرتفاع تكاليف المعيشة.
2- الدوافع الإجتماعية:
وهي عديدة منها إشباع الحاجة الإجتماعية بصحبة الآخرين وتكوين علاقات إجتماعية جديدة، إذ أن العمل يمنحها القيمة المعنوية أكثر من القيمة المادية ويشعرها بأنها تؤدي دوراً ووظيفة في المجتمع فهو يحقق ذاتها ويعبر عن وجودها ويجعلها جديرة بالإحترام والإعجاب من طرف الآخرين، إلا أنها من جهة أخرى تعمل على حساب راحتها وإستقرارها فعملها يؤدي في كثير من الأحيان إلى سوء العلاقة الزوجية.
3- الدوافع النفسية:
من أهم الدوافع النفسية الكامنة وراء عمل المرأة، رغبتها في تحقيق ذاتها والشعور بالمكانة والقيمة داخل المجتمع وبالتالي تكسب إحترام أفراده لها لأنها لا تستطيع إثبات قدراتها ومهاراتها إلا عن طريق العمل فهو يحقق لها الرضا النفسي والسكينة لأنه يحطم النظرة التقليدية التي ترى مكانها في البيت وينظم وقتها حيث يكون لكل من عملها داخل المنزل وخارجه وقت محدد ومنظم.
4- الدوافع الثقافية:
هناك العديد من الدوافع الثقافية التي تدفع المرأة إلى ميدان العمل نذكر منها شعور المرأة أن العمل يمكن أن يطور المستوى الثقافي لها نتيجة إحتكاكها بالآخرين أثناء العمل والتعرف على خبرات وثقافات الغير وأيضاً رغبة العاملات في تعلم مهارات فنية جديدة، وأيضاً إنتشار وسائل الإعلام بما فيها الصحف والمجلات، وطرحها الآراء والأفكار التي تطالب بتحرير المرأة.
==========
==========