12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

أصحاب الكهف

2024/06/03 07:28 PM | المشاهدات: 165


أصحاب الكهف
بسمله سامح المنشاوي

أصحاب الكهف «في المصادر الإسلامية» النيام السبعة أو القديسون أهل مغارة أفسس أو أهل الكهف «في المصادر المسيحية» هي رواية من العصور الوسطى يقال إنها حدثت في زمن الإمبراطور الروماني ديكيوس تتحدث عن فتية تعرَّضوا للإضطهاد بسبب إيمانهم بالله وتركهم لعبادة الأوثان فهربوا واختبأوا في كهف وناموا لمدة طويلة تقدر بعشرات السنين وعندما استيقظوا بأمر الله أرسلوا أحدهم إلى القرية ليحضر لهم الطعام فلاحظ أنَّ معالم القرية قد تغيَّرت واختلف الناس كما أنَّ النقود التي يملكها لم يعد أحد يستخدمها من مئات السنين فسأله أهل القرية عن حكايته فحكى لهم ما كان. 

يعود أقدم نص مكتوب لهذه الرواية إلى الأدب السرياني المسيحي الذي اشتُهر بين القرنين الخامس والسادس الميلادي.

 تُعيِّد الكنيسة السريانية لأصحاب الكهف في 24 من شهر أكتوبر من كل عام، وفي الكنيسة القبطية في يوم 20 من شهر مسرى «الشهر الثاني عشر في التقويم القبطي».

 

 

لا تختلف الرواية في المصادر الإسلامية كثيرًا عن نظيرتها المسيحية، باستثناء أن الرواية الإسلامية لم تذكر عدد النائمين داخل الكهف ولا أسمائهم ولا زمان وقوع الحادثة أو مكانها ذلك لأن النص القرآني يُركِّز على جوهر القصة والحكمة منها عوضًا عن الخوض في تفاصيل يعتبرها تشتت ذهن القارئ عن المغزى.

 

تجمع المصادر السريانية كافة بأن موقع الكهف هو على مرتفع يدعى جبل «انكيلوس» في ضواحي مدينة أفسس الواقعة في تركيا اليوم وهو ما أيده بعض المؤرخين والمفسرين المسلمين الذين تأثروا بالروايات المسيحية منهم الطبري وابن كثير والزمخشري والمسعودي وغيرهم إلا أن البعض الأخر نفى أن يكون موقع الكهف في مدينة «أفسس» مستندين على عدد من الروايات التاريخية التي تثبت أن العديد من الصحابة وقادة الجيوش الإسلامية قد ذكروا أن موقع الكهف يقع في جبل الرقيم بالأردن حيث زاروا هذا الموقع وعرفوه ومنهم الواقدي والصحابي عبادة بن الصامت الذي مر على الكهف في زمن عمر بن الخطاب وأيضا معاوية بن أبي سفيان وكذلك حبيب بن مسلمة وابن عباس قد دخلوا هذا الكهف ورأوا عظام أصحاب الكهف.

 

اكتسبت القصة زخمًا كبيرًا بعد إعلان الأردن رسميًا في عام 1963 امتلاكه للعديد من الأدلة والبراهين التي تثبت أنَّ كهف أهل الكهف هو ذلك الواقع في قرية «الرجيب» قرب العاصمة الأردنية عمان وهو ما أيَّده مجمع الفقه الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» بالرغم من ادعاء عشرات الدول الأخرى بوجود الكهف على أراضيها.

 

 

 

 

أصل الرواية والاختلاف بين المصادر

 

يشير موقع دائرة الدراسات السريانية أنَّ هذه القصة كُتبت بالأصل بلغة سريانية أصيلة نثرًا ونظمًا.

 أمَّا النثر فقد كتبه زكريا الفصيح «توفي سنة 536 ميلادية» ويوحنا الأفسسي «توفي سنة 587 ميلادية» وكلاهما من المُؤرِّخين الثقات وهما قريبا العهد من زمن الحادثة.

 أما النص الشعري السرياني للقصة فقد كتبه الشاعر السرياني مار يعقوب السروجي «توفي سنة 521 ميلادية» الذي نظم قصيدة على الوزن الإثني عشري تقع في أربعة وسبعين بيتًا وبالرغم بأنه سمح لفكره أن يسبح في الخيال إلا أنه احتفظ بعناصر القصة الرئيسية.

 

هناك خلاف بين المصادر المختلفة للرواية على عدد الأشخاص الذين ناموا في الكهف، اعتقد يهود ونصارى نجران أن عددهم هو ثلاثة فقط بينما ذكرت كنيسة المشرق السريانية أن عددهم كان خمسة معظم النصوص السريانية تتفق على أنَّ عددهم هو ثمانية من ضمنهم مراقب مجهول جعله الله لحراسة النائمين. 

في الإسلام لم يذكر القرآن عددهم بالضبط بل وضع عدة احتمالات وهي أما أنهم ثلاثة ورابعهم كلبهم أو خمسة وسادسهم كلبهم أو سبعة وثامنهم كلبهم ثم ختمت الآيات التي تتحدث عن عددهم بقول الله: ﴿قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [الكهف:22] أي ما يعلم عددهم سوى الله وقليل من الناس.

 

كما تختلف المصادر في عدد السنوات التي نامها أهل الكهف ذكر المؤرخ الروماني جريغوري أن أهل الكهف ناموا لمدة 373 عامًا بينما تشير مصادر أخرى إلى أنهم ناموا لـ 372. 

أما المؤرخ الإيطالي جاكوبوس فقد قدر سنوات نومهم ب 196 عام «من عام 252 حتى 448». وتشير حسابات أخرى إلى 195 عام. 

أما الروايات الإسلامية بما في ذلك القصة المذكورة في القرآن فقد ذكرت أنَّ أهل الكهف ناموا لمدة 309 سنوات في التقويم القمري أي ما يعادل 300 سنة في التقويم الشمسي ذلك لأن التقويم القمري أقصر بـ 11 يومًا من التقويم الشمسي وهذه الايام الإحدى عشر تكافى 9 سنوات إضافية في التقويم القمري.

 

 

 

 

الرواية في المصادر المسيحية

 

لم تُذكر الرواية مطلقًا في الكتاب المقدس «التوراة والإنجيل» بل أن أصلها يعود إلى الأدب السرياني المسيحي الذي كان يزخر بالقصص المشوّقة سواء كانت مكتوبة بالسريانية أم منقولة إليها تعترف دائرة الدراسات السريانية بأنَّ الكثير من هذه القصص طرأ عليها زيادة ونقصان عن طريق بعض الكتّاب والنسّاخ الذين أرخوا لمخيلتهم العنان وأضافوا إلى هذه القصص أخبارًا هي أقرب إلى الأساطير منها إلى الواقع التاريخي.

 

القصة

 

مخطوطة من القرن الرابع عشر تظهر رجال الأمبراطور ديسيوس يغلقون مدخل الكهف بالحجارة بينما يجلس النيام السبعة داخله.

تقول القصة أن الإمبراطور الروماني ديسيوس «أو ديكيوس» اضهد المسيحيين عندما تولى الحكم حوالي عام 250 بعد الميلاد زار الإمبراطور مدينة أفسس وطلب من سكانها أن يقدموا الذبائح للأوثان مستخدمًا كل وسائل العنف والتخويف حتى بلغ الحال بالسكان أن سلموا أبنائهم للقتل كقرابين كان الإمبراطور يُقتل حتى الوثنيين إن لم يدلوا على أماكن المسيحيين فتحولت المدينة كلها إلى حالة من الرعب.

 

كان يعمل في قصر الإمبراطور جماعة من الشبان وقد وشى بعض العاملين في القصر بأمرهم وأخبروا الإمبراطور بأنهم لا يطيعون أمره وأنهم اعتنقوا المسيحية تذكر المصادر أن أسماء هؤلاء الشبان هم: مكسيمليانوس، يمليخا، مرتيلوس، ديونيسيوس، يؤانس، سرافيون، قسطنطينوس.

 مُنح الشبان بعض الوقت للتراجع عن إيمانهم، لكنهم رفضوا الوثنية والانحناء أمام الأصنام الرومانية. 

وبدلاً من ذلك اختاروا التبرع بممتلكاتهم الدنيوية للفقراء ثم الإختباء في كهف جبلي للصلاة حيث ناموا.

 بعد أن رأى الإمبراطور أن موقفهم من الوثنية لم يتغير أمر بإغلاق باب الكهف بالحجارة ليصير لهم قبرًا وهم أحياء.

 

كان للإمبراطور وكيلان آمنا سرًا بالمسيحية وهما» أنتودورس وآوبوس« تشاور الوكيلان معًا وكتبا إيمان هؤلاء الشبان على صحائف لتوضع داخل صندوق نحاس يُختم ويترك عند مدخل الكهف إكرامًا لأجساد القديسين.

 

توفي الإمبراطور ديسيوس عام 251، ومرت سنوات عديدة تحولت خلالها المسيحية من الاضطهاد حتى أصبحت الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية. في عام 447 بعد الميلاد أي في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني«408-450» ظهرت بدعة تنكر قيامة الأجساد كما ظهرت مدارس مسيحية مختلفة درات بينها نقاشات ساخنة عن قيامة الجسد يوم القيامة والحياة بعد الموت في تلك الأثناء أراد راعِ للأغنام بناء حظيرة بجوار الكهف فبدأ رجاله يقلعون الحجارة فنزعوا حجارة باب الكهف ووجدوا النيام السبعة بداخله. في اليوم التالي استيقظ الفتية متخيليين أنهم قد ناموا يومًا واحدًا فقط وأرسلوا أحدهم إلى أفسس لشراء الطعام وطلبوا منه توخي الحذر.