12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

لماذا في العمر بقيه !؟

2021/09/12 11:47 PM | المشاهدات: 877


لماذا في العمر بقيه !؟
فاطمه إبراهيم

اصبحتُ نسخة تُشبهني تماماً لكنها ليست أنا، تلك الشخصيه البائسه التي دموعها علي أطراف رموشها طُوال الوقت، تتساقط كالشلال كلما تذكرت امرٌ مزعج حتي وإن مرَّ سهل ذلك الحين . شخصية مريبة ممزوجة بالعواطف، لستُ أدري كم مرة.. علياتحملها، فهي صامتة طُوال الوقت، وتنهار أحياناً ،ومرات أخريَ لا تكف عن الحديث، وفي كل ليلة تتسلل الغرفة المقابلةللبكاء وسحب السيجار من تلك العلب الكثيرة التي تخفيها في مكان ما بالغرفه حتي لا يراها أحد، تقوم بسحب واحده تلو الأخرى لتري مع كل سيجارةماضٍ مؤلم وذكريات تكرهها، تستنشق دخان سجائرها لعله ينجح في خنقها هذه المره أو يُنسيها ما مرت به.

تتذكرحبيبها السابق، اهٍ من ذلك الوغد الذي أحبته.. بكل ما تملك من قوه.. ، ذلك الذي رسمت معه احلامُ وردية.. وحياه ابدية.. ولكنه أصابها بسهم الفراق الأبدي في منتصف الرحلة بعد تعرضها لحادث لاذنب لها فيه .

 

 

اقرأ ايضاً/ بعد منتصف الليل

 

 

حقاً لم يكن خطإي أن أترك وجهي للنار لتشوِّهُ فلماذا تركني؟! 

لماذا لم يتذكر في ذلك الحين كلامه أن الجمال ينبع من الداخل وليس الشكل المُبهر من الخارج فلتُجيبي أنتِ هل انا قبيحه؟!

في كل ليلة اسمع تلك الأحاديث تسمع بينها وبين كل سيجارة تُدخنها في ظُلمتها الدامسة وكلامها عن الوغد الآخر ذلك زوجها اللعين الذي أُجبِرت علي زواجه والتعامل معه فكان من أشباه الرجال الذين يشبعوا رغبتهم بضرب زوجاتهم 

 

تعلمين يا سيچارتي العزيزه أنني قد خَسرتُ طفلتي بسبب ضرب هذا الوغد ، وخسرتُ ايضاً.. نفسي لعدم الانجاب مره اخري ..بسبب ضرب هذا الحقير لي يوميا . انطفأتي !لكي الحق في هذا فأنا أيضاً انطفأتُ عند عودتي لبيت أبي بعد ما مررتُ به مع هؤلاء الأوغاد، كنت اظن أنني سوف أريَ نعيم الجنة في بيتي.

 

 

اقرأ ايضاً / البحث عن الذات

 

 

 لكن علمت أن أبي.. يشبههم تماماً، لا يملك ادني شئ من الرحمه.. بقلبه كقالب من الحديد الصلب علي هيئة بشر لكن ابتسامة تلك السيدة الجميلة في آخر الليل تُهون كل الآلام في لحظه رؤيتها، ينتابكي الفضول لتعلمي من هي؟ أراه واضحاً فأنت تزدادين توهجاً.

 ‏كانت تلك الجميله أمي حقاً كانت أجمل نساء الأرض، كانت تبدوا في العشرين ربيعاً من عمرها علي الرغم من التجاعيد التي كانت تشوب وجهها .

 ‏تعملين اتسائل كل يوم كيف تحملت كل هذه السنوات ؟ فمنذ أن رحلت رأيت كم أنا ضعيفه بدونها .

 

اقرأ ايضاً/ الغدر والخيانة

 

 

كان كل ما أراه في يومي يهون بسبب ابتسامتها اللطيفة وقلبها الحنون ، فبعد أن رحلت ازداد طغيان أبي وكل رجال هذا العالم السخيف انا أكرههم حقاً،بلا استثناء فهم مجرد اوغاد ملؤواالحياه مُرآ.

وفي نهاية حديثها قالت :-

لماذا لا أموت مثلها؟! 

لماذا في عمري بقيه؟!

هل لأنتقم من هؤلاء الأوغاد ام ماذا افعل؟!

لماذا لا تُجيبي ؟ انتي حقاً سجائر عديمهةالفائدةسأخلد إلي نومي مُجدداً واتمني ألااراكي ثانياً .