عبادة عظيمة وخلق جليل وصفة اتصف بها ربنا - سبحانه- ثم نبينا -عليه الصلاة والسلام- ثم صالحو الأمم وذوو المروءات منهم، إنها صفة "جبر الخواطر"، وقديما قيل: "من سعى في الناس جابرا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر".
إن من أسماء الله تعالى: "الجبار" ومن معاني هذا الاسم: أنه سبحانه يجبر الخواطر وكل مكسور، لقد جبر الله خواطر أنبياءه ومن تأمل القرآن علم ذلك علم اليقين، وجبر قلوب عباده، ومن تأمل أحوال الدنيا علم ذلك علم اليقين.
إقرأ أيضاً/ فاطمة الزهراء
وها هو النبي -صلى الله عليه وسلم- يسير في الصحابة جابرا لخواطرهم واحدا واحدا، فلست أعلم صحابيا إلا وله مع النبي -صلى الله عليه وسلم- موقف أو أكثر يجبر فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- خاطرهم فيه، وحتى من أرادوا الغدر به وقتله، ومن آذوه في نفسه وماله وعرضه كلهم قد جبرهم النبي -صلى الله عليه وسلم.
فيا أخي الكريم، لا يمنعك مانع من جبر الخواطر بما تستطيع، لا تتعلل بأنهم يكرهونك، أو بأنهم لا يستحقون، أو بأنك منشغل.
إقرأ أيضاً:حبذا التحلي بالصبر
اجبر خاطر كل من تعرف، ومن لا تعرف، فلا تدري ماذا يفعل جبر الخواطر بقلوب الناس وأحوالهم، ولا تتصور أجره عند الله.
اجبر خاطر الصغير، والكبير، الأم والأب، الأخ والأخت، الابن والابنة، العم والخال، الجار والضيف.
والزوجة أولى لأنك ناصرها ومعينها ورجلها الذي تتكأ عليه في هذه الحياة، ولها عليك من الحقوق ما ليس لغيرها في هذا الجانب، وكثير من المشاكل تحدث بسبب الإهمال في ذلك، ولا يحسب أحد أن جبر الخواطر خاص بالرجال، بل يمكن أن تجبر المرأة خاطر ألف رجل من محارمها، ولنا في خديجة أم المؤمنين قدوة ومثلا، فإن مشيت في الناس جابر لخواطرهم، اكتملت مروءتك وعظم قدرك ونلت -إن شاء اللّٰه- الحسنيين رضا الله ثم رضا الناس، والله يرضى عني وإياك، والله أعلم، وأستغفر الله عن الخطأ، والحمدلله رب العالمين.
إقرأ أيضاً/فضل قيام الليل
