12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الذوق مخرجش من مصر 

2021/08/21 10:25 PM | المشاهدات: 557


الذوق مخرجش من مصر 
آية ابراهيم سعد

في البداية الجملة دي ملهاش علاقة بالذوق ولا حسن المعاملة؛ طيب امال ايه معنى الجملة دي!
المقولة الشهيرة بتاعتنا دي بترجع لعصر المماليك من قرابة 763 عام - والمقصود من المقولة دي هو (حسن الذوق) طيب مين حسن الذوق ده؟!
كان الذوق أحد فتوات المحروسة "بمعنى رجل قوي وصاحب عقل حكيم" وكان من تجار منطقة الحسين وكان يعيش في الجمالية بعصر المماليك - يرجع أصله إلى المغرب- وكان الذوق معروف بين أهالي المحروسة بأخلاقه وصلاحه ورجاحة عقله ولذلك كان يلجأ إليه الناس لفض المنازعات والخلافات بينهم حيث كان رجل يضرب بيد من الحديد يحكم بالعدل.
وهناك العديد من الروايات التي تدور حول شخصية "الذوق" فمنهم من كان يرى أنه فتوى ومنهم من يرى أنه ولي من أولياء الله الصالحين أو أحد أفراد أل البيت.

اقرأ أيضا/ مسجد تاج محل


فالرواية الأولى تذكر أنه كان فتوى يدافع عن الحق ولم يسمح يوما بفرض إتاوات على الفقراء لايتحملونها بل كان دائما يسعى لحل المشاكل بين الناس دون انتظار تقدير أو عرفان؛ وفي يوما ما نشبت مشاجرة كبيرة بين فتوات المنطقة وحاول الذوق التدخل وفض النزاع والوصول لحل للمشكلة ولكنه لأول مرة في حياته يفشل في فض النزاع لدرجة أن الأمر وصل للحاكم العسكري الذي أمر بسجن أطراف النزاع ومن بعدها قرر الذوق الرحيل عن مصر لفشله في فض النزاع ولأنه ضاق ذرعا من كثرة النزاعات التي تنشب وعلى أسباب تافهة؛ ولكنه لم يتحمل الرحيل عن مصر فسقط متوفيا فور مروره عند باب الفتوح فتجمع الناس حوله وحزنوا لهذا الخبر المفجع وقرروا بناء قبر له مكان سقوطه يمين  باب الفتوح من الداخل ووضعوا على قبره الصغير لوحة استرشادية مكتوبا عليها "ضريح العارف بالله سيدي الذوق" - ومن بعد هذه الواقعة كلما قام شجار بين الفتوات يصرخ أحدهم قائلا ياجماعة عيب ده الذوق مخرجش من مصر أي ان الذوق مدفون بيننا.

اقرأ أيضا/ حياة العمال في مصر القديمة


وهناك رواية اخرى يرويها الناس أن الذوق عندما جاء الى مصر احبها بل عشقها وأقام فيها وبمرور الوقت عندما اشتد عليه المرض أراد أبنائه أن ينقلوه الى بلاده ليدفن فيها ولكنه رفض فأجبره أبنائه على الرحيل ولكنه توفى على بال الفتوح قبل أن يغادر مصر؛ ومن ثم تعامل أهالي المنطقة مع الضريح باعتبار صاحبه ولي من الأولياء الصالحين وكانوا يقدمون النقود قربانا إلى القبر عله يساعدهم في تحقيق أمانيهم. وهكذا ظلت القصص والأقاويل تتوالى حول صاحب الضريح فلا أحدهم يعلم اي منها الصواب واي منها الخطأ ولكن الحقيقة المؤكدة ان الذوق لم يخرج من مصر والدليل قبره.
وصف الضريح:
يقع الضريح خلف الحجاب الخشبي لباب الفتوح وتم دهنه باللون الأخضر (كان اللون المعروف عند الأولياء الصالحين) ويعلو هذا الضريح قبة خضراء صغيرة فوقها هلال ذهبي وهناك باب خشبي متأكل تم اغلاقه بقفل ولكن تم كسره وكُتب عليه لوحة ارشادية "ضريح العارف بالله سيدي الذوق" وتلك القبه الخضراء الصغيرة يمكن رؤيتها للمارة عند الدخول أو الخروج من باب الفتوح وعليها كتابات باللون الاسود.

اقرأ أيضا/ هرم أمنمحات الثالث فى دهشور