12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

نجمة دواد بين الحقيقة والتزوير

2020/11/17 04:25 PM | المشاهدات: 851


نجمة دواد بين الحقيقة والتزوير
الدكتور محمد سالم

وجدت تلك الزخرفة في العديد من العمائر والتحف الإسلامية منذ القرون الإولى من الهجرة , أما ما يدعيه اليهود من كون تلك النجمة من تراثهم وأن من استخدامات دواد وسليمان عليهما السلام فلا أساس له من الصحة , لأن بالبحث في التوراة لا يوجد ذكر لتلك النجمة مطلقا , وتبقى الإشكاليتان الأولى أصل النجمة والثانية كيف انتقلت للصهاينة ؟ أما عن أصل النجمة المسدسة فالذي أميل إليه أنها مصرية قديمة  , منها مثلا ما هو موجود بسقف مقبرة سنفرو , وللنجوم مدلولات كثيرة في الحضارة المصرية القديمة من أهمها وجود المبدأ السماوي نتر (neter) الذي تجسد وتجلى على الأرض وقد أتسمت العقيدة المصرية القديمة بسمات النجومية فمن النصوص الدالة علي ذلك هذا النص والذى جاء فيه " سوف تتجلى في هيئة نجمة وكأنك أحد الألهة النجوم .."   ,كما نشرت جريدة الأهرام في ديسمبر سنة 2010م مقالا بعنوان " الباحثون يؤكدون : النجمة السداسية مصرية " جاء فيه : ((لدكتور سعيد محمد ثابت الباحث الأثري ورئيس جمعية محبي الآثار المصرية أكد أنه تم اكتشاف هذا الأثر بإحدي المقابر الأثرية الموجودة بمدينة أون عاصمة مصر فيما قبل الأسرات وهي بمنطقة عين شمس والمطرية, وأن صاحب المقبرة كما ورد عن المصري القديم هو كاهن المراسم بالمعبد الكبير بالمدينة, حيث وجدت لديه مجموعة من خبز القربان يتكون من3 أرغفة بأحجام مختلفة أولهم يحمل خاتم الملك وهو غطاء الرأس الملكي, وثعبان الكبري الملكية وكان يزين جبين الملك, والرغيف الثاني ويحمل بصمة قاعدة العصا الملكية أو الصولجان, أما الرغيف الثالث وهو أصغرهم حجما فيحمل الرمز الشخصي للملك, وهو النجمة السداسية, ويوجد منفردا في صندوق خاص به ذي غطاء شفاف ليظهر ما بداخله.
وكان هذا الخبز من الوجبات المقدسة التي عرفتها العقيدة المصرية القديمة قبل أن توجد العقيدة اليهودية أو المسيحية.
ويرجع السبب في وجود هذا الأثر كمايقول الباحث أن الملك ثيش قدمه قربانا للمعبد الكبير في مناسبة دينية أو نذر لحادث أو فعل معين, حيث أمكن العثور علي بعض الأدلة التي تشير الي أن الملك أمر بصنعه, ثم ختمه بالشارات الملكية, وسلمه لكاهن مراسم المعبد الكبير ليوضع في موضع القرابين بالمعبد, لتصبح عادة وطقسا بعد ذلك خاصا بالمملكة, لذا احتفظ به كاهن مراسم المعبد للتبرك به كأول خبز للقربان قدمه الملك للمعبد, ثم احتفظ به في مقبرته للتبرك به, واثبات اشتراكه الفعلي في هذا الطقس وأول نوع من هذا الخبز المقدس.
وتضيف الباحثة مها صلاح عضو الجمعية أن الاسرائيليين سطوا علي هذا الرمز المصري وهو النجمة السداسية, ليثبتوا أحقيتهم في أجزاء من مصر, حيث هدفهم لتكوين دولة من النيل الي الفرات فاستحوذوا علي هذا الرمز برغم أنه رمز وثني, وأن المرجح أن الإسرائيليين اختاروا هذا الرمز المصري القديم ولهذا الملك الفرعوني لأنه اقتصر علي العماليق في أرض الشام ليؤمن بالله في مصر متشابها مع ما قام به اليهود بحربهم في عصر النبيين داوود وسليمان عليهما السلام. ((  ,وقد نقلها المسلمون عن الحضارة المصرية وطوروا في شكلها وزخرفتها وزينت بها عمائرهم وكتبهم وتحفهم , بدليل ما عثر عليه من تحف وعمائر متقدمة تشتمل علي تلك النجمة منها المنبر المذكور ومنها خانقاة أيدكين البندقداري بمصر  وغيرها من العمائر والتحف , ولعل في ولع المسلمين بتلك النجمة تأثرهم أولا بالحضارات السابقة وثانيا لأن تلك النجمة لها أصل في كتاب الله فهي إشارة للإيام السته التي خلق الله فيها السماوات والأرض قال تعالى (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) الأعراف آيه 54 وغيرها من الأيات . 
تبقي القضية الأخري وهو انتقال تلك الزخرفة إلى الثقافة أو الهوية الصهيونية  . 
وقد أفرد الدكتور المسيري رحمه الله مطلبا خاصا للحديث عن تلك النجمة يقول فيه : 
نجمة داود star of david  : 
عبارة عبرية معناها العربي درع داود , وأصل تلك النجمة غامض حيث لا توجد له إشارت في التلمود أو في العهد القديم , وحتي إن وجدت علي بعض المعابد اليهودية في القرن الثالث الميلادي فإنه وجدت قبل ذلك بقرون طويلة علي معابد رومانية وكنائس مسيحية , هرت "نجمة داود" إلى الوجود لأول مرة عام 1648 م وحكايتها بدأت في مدينة براغ التي كانت في ذلك الوقت جزءاً من الإمبراطورية النمساوية، وعندما تعرضت براغ لهجوم من قبل جيش السويد كان هناك من بين المجموعات العرقية المتعددة والتي تولت الدفاع عن المدينة مجموعة من اليهود، فاقترح إمبراطور النمسا آنذاك فرديناند الثالث أن يكون لكل مجموعة من تلك المجموعات راية تحملها، وذلك للتمييز بينها وبين فلول القوات الغازية التي تحصنت في المدينة وبدأت بشن حرب عصابات، وعلى إثر ذلك الاقتراح، قام أحد القساوسة اليسوعيين بأخذ أول حرف من حروف "داود" وهو حرف الدال باللاتينية والذي هو على شكل مثلث وكتبه مرة بصورة صحيحة وأخرى مقلوبة ومن ثم أدخل الحرفين ببعضهما البعض، وبهذا حصل على الشكل الذي نعرفه اليوم تحت اسم "نجمة داود" وأخيراً قام ذلك القسيس برسم النجمة على الراية وعرضها على الإمبراطور فوافق على أن تكون شعاراً لمجموعة اليهود المدافعين عن مدينة براغ، ويبدو أن الفكرة أعجبت الجالية اليهودية هناك فاتخذت من نجمة القسيس رمزاً دينياً لها، وهكذا بدأ مشوار الخداع فيما يتعلق بنجمة داود وأصلها . 
      
صورتان لوثيقتان قديمتان فيهما النجمة المسدسة ,والصورة الثالثة , لقطعة أثرية تعود لعصر ما قبل الأسرات , والصورة الرابعة لقطعة سومرية تعود لسنة 2500ق.م محفوظة بمتحف الشرق الأوسط بالمانيا , والصورة الخامسة لزخرفة لقطعة خشبية محفوظة بمتحف المتروبوليتان بنيويورك