هل صادفت فى حياتك أشخاص يحتفظون بأشياء من المفترض أن يكون مكانها صندوق القمامة؟
هناك من يكتنز الأشياء التالفة، كالتذاكر المستهلكة، الطوابع، الحقائب البلاستيكية، الزجاجات الفارغة، الملابس القديمة، والأشياء الغير صالحة للاستخدام.
تشير الإحصائيات إلى أن هناك 2٪ إلى 5٪ من البالغين يعانون من مرض الاكتناز القهرى، وهو اضطراب يؤدى بصاحبه إلى الاحتفاظ بالأشياء الغير ضرورية والتي يتخلص منها الأشخاص العاديون.
ولكن هناك من قام باكتناز القمامة نفسها إلى أن اختبئت جثته وجثة شقيقه تحت 120 طن من القمامة، حتى أصبحت قصتهما مرادفًا لمرض الاكتناز القهرى.
اقرأ أيضًا/من هى أهم امرأة فى العالم؟
فى مارس 1947 بدأت قصة شهرة "منزل كولير" عندما أتى بلاغًا للشرطة عن رائحة تحلل تنبعث من منزل الأخوين كولير فى نيويورك، عندما وصلت الشرطة لم يتمكنوا من اقتحام المنزل لبلوغ القمامة حد السقف إلى أن اصبحت جدارًا صلبًا، تم فتح نافذة الطابق الثانى وبعد خمس ساعات من الحفر عبر ملايين القطع من القمامة، تم العثور على جثة "هومر كولير" الأعمى الذى كان يعيش مع شقيقه "لانجلي كولير" الذى تفرغ لرعاية أخيه الأعمى ولجمع القمامة أيضًا وبين الطب الشرعى أن هومر قد مات جوعًا، حيث كان في انتظار لانجلى الذى خرج ليأتى له بالطعام ولم يعد، وبعد بحث طال اسبوعين عثروا على جثة لانجلى نصف متحللة ملقاه بين القمامة أيضًا!
من هما الأخوين كولير وكيف أصيب هومر بالعمى ولماذا قام لانجلى باكتناز القمامة؟
هومر ولانجلى من احدى أكثر العائلات احترامًا وثراءًا فى نيويورك، كان والدهما كولير طبيب أمراض نساء، وكانت أمهما مغنية أوبرا، توفي الدكتور كولير في عام 1923، تلاه زوجته في عام 1929، تاركين الأخوين هومر ولانجلى يمتلكان عقار هارلم. كان هومر مهندسًا ولانجلى محامًا لكنه لم يعمل فى المحاماه فقد اهتم بالموسيقي حتى أصبح عازف بيانو محترف. كانت حياتهما طبيعية يعيش الأخوين فى المنزل الكبير ويختلطون بالجيران، وكان لانجلى يكرث وقته فى الموسيقي والاختراعات، فقام باختراع جهاز يوضع فى فراغ البيانو من الداخل لتحسين الصوت وجهاز توليد للكهرباء فى المنزل.
اقرأ أيضًا/قصة قناع آن المنقذة
بدأت مأساة الأخوين كولير عندما أصيب هومر بالعمى بسبب نزيف فى الجزء الخلفى من عينيه، فترك لانجلى عمله وتفرغ لرعاية شقيقه الأعمى؛ جمع آلاف الصحف حتى يتمكن شقيقه من قراءة الأخبار عندما يعود إليه بصره، كان لانجلى يريد اختراع علاجًا لأخيه من مئة برتقالة في الأسبوع، وخبز أسود، وزبدة الفول السوداني. بالطبع، لم تنجح. بل بدأت صحة هومر في الفشل وأصبح مشلولًا بسبب الروماتيزم الالتهابي، فأصبح عاجزًا، وبعد ذلك بدأت ظهور شائعات أنه يوجود ثروات داخل منزل كولير، مما حاول بعض اللصوص اقتحام المنزل، فاخترع لانجلى فخاخ متفجرة ووضعها فى جميع أنحاء المنزل، ومن هنا بدأ يصاب لانجلى بأعرض الوسواس القهرى مما جعله ينعزل هو وشقيقه فى عالم مظلم، يقضى النهار فى المنزل لحراسته ويخرج فى منتصف الليل بحثًا عن الطعام لأخيه.
تدهورت صحة لانجلى النفسية وأصبح أكثر غرابة وأكثر عزلة مما جعل الجيران أكثر فضولًا نحوهم، ظل يجمع الصحف لأخيه حتى أصاب بمرض الاكتناز القهرى فتطور الأمر وأصبح يجمع قمامة البقالين والجزارين والمارة واحضارها إلى المنزل.
وفى أحد الأيام خرج لانجلى ليلًا لإحضار الطعام لأخيه، وأثناء خروجه من المنزل لامس أحد الفخاخ المتفجرة التى وضعها للصوص، وظل ينتظره شقيقه هومر حتى مات جوعًا.
اقرأ أيضًا/طفلا وولبت وسر الفاصولياء
وفقًا للشرطة الأمريكية قد وجد فى القمامة عظم فك حصان، وآلة أشعة سينية مبكرة، وعربات أطفال، والكثير من البنادق، وأكثر من 25000 كتاب، وأعضاء بشرية مخللة في الجرار وفيما بعد ثبت أنها منسوبة لأشخاص تعرضوا للفخاخ المتفجرة، وثمانية قطط حية، وحرير غير مستخدم ، وأربعة عشر بيانو، وآلاف الصحف والمجلات، وأشياء أخرى، تم إزالة مجموعه 120 طنًا من الحطام والخردة من المنزل.
أصبحت جملة "منزل كولير" تطلق على أى مكان غير مرتب أو به قمامة؛ وفي قلب هارلم، في مدينة نيويورك، توجد حديقة صغير أطلق عليها "كولير براذرز بارك". نسبة إلى الأخوين كولير إنها واحدة من أصغر الحدائق في مدينة نيويورك بها مقعدين، وعدد قليل من النباتات المحفوظة بوعاء وعدد قليل من الأشجار.
