يعد التجسس أحد السبل الغير مباشرة والطرق الملتوية التي تتبعها الأنظمة السياسية لإحدى الدول تجاه دولة أو مجموعة أخرى من الدول تشهد العلاقات بينهما حالة من التوتر والعداء تختلف درجته باختلاف أسبابه
وفي هذا المقال سوف نتحدث عن شخصية من أبرز الشخصيات التي استعانت به المخابرات المصرية والذي كان له دوراً كبيراً في إمداد البلاد ببعض المعلومات السرية والبيانات ذات الحساسية في مواجهتها مع بعض الدول المعادية وخاصةً إسرائيل وهذه الشخصية هي (جمعه الشوان)" ابن السويس الذي تلاعب بالموساد" جمعه الشوان هذا اسم الشهرة ولكن اسمه الحقيقي هو أحمد محمد عبدالرحمن الهوان
الذي ولد في مدينة السويس عام 1937 وأجبرته ظروف الحرب إلى الهجرة مع أسرته إلى القاهرة وهناك حاول العمل ولكنه وجد صعوبة فاضطر إلى السفر لليونان لمقابلة رجل أعمال هناك وهذا الرجل يملك العديد من سفن الشحن وكان يدين للشوان بحوالي 2000 جنيه ولكنه لم يكن متواجدًا في اليونان آنذاك وهذه خطة من الموساد كي يعاني الشوان ويوافق على أي شيء
اقرأ أيضًا-------------
---------------------
وبعد مرور الوقت قرر الشوان العودة إلى مصر ولكنه عرف بأن بندانيدس الذي يدان إلى الشوان قد عاد فذهب الشوان لزيارته وهناك قام بندانيدس بإعطائه عملًا على إحدى سُفنه والتي كانت ذاهبة إلى انجلترا وعندما وصل الشوان تعرف هناك على فتاة يهودية تسمى "جوجو" والتي أحبها الشوان وقامت بإغرائه للعمل معها وكان هذا بالطبع تخطيطًا من الموساد
ويعد سفر السفينة التي كان يعمل عليها الشوان لم يكن أمامه سوى العمل بالشركة التي يمتلكها والد جوجو
وهناك قابله أحد رجال الموساد على أنه سوري ويسمى أبو داود
ولكنه في الحقيقة يسمى (شمعون بيريز وكان رئيس إسرائيل ورئيس وزرائها فيما بعد)
وأنه يعمل في الشركة وطلب منه أن يعود إلى مصر ويجمع بعض المعلومات عن السفن الموجودة في القناة
وبالفعل عاد الشوان إلى مصر وقام بفتح محل بقالة لبيع المواد الغذائية وأخذ يجمع المعلومات التي طُلبت منه ولكن الشك ملئ قلبه يومًا بعد يوم
فقرر الشوان الذهاب إلى مقر المخابرات العامة المصرية وهناك التقى بالضابط عبدالسلام محجوب والذي عرفه بالرئيس زكريا ثم حكى له كل ما لاقاه
ومن هنا قرر التعاون مع المخابرات المصرية لتلقين الموساد درسًا
وبدأ تعاون الشوان مع الإسرائيليين ومعرفة ما يريدونه وإخبارهم بما يريدونه المصريين مما جعله جاسوسًا هامًا بالنسبة للإسرائيليين
وقرب موعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجتهم إلى الشوان وسرعة إرسال المعلومات لهم
ولذلك قرروا إعطائه أحدث أجهزة الإرسال في العالم وذهب إلى إسرائيل للحصول على الجهاز
وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب والذي تدرب عليه جيدًا مما جعله ينجح في خداعهم جميعاً ليحصل على أصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت ليكون جاسوسًا دائمًا في مصر
وبمجرد وصوله إلى أرض مصر وفي المعاد المحدد للإرسال قام الشوان بإرسال رسالة موجهة من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الإرسال
ومن هنا انتهت مهمة جمعه الشوان
ولكن لم تدع إسرائيل جوجو فقامت بمحاولة القضاء عليها بجرعة زائدة من المخدرات ولكنها لم تَمُت
ومن هنا قررت جوجو الانتقام فقامت بمساعدة المخابرات المصرية بتأمين الشوان من إسرائيل آنذاك والاتصال به في الوقت المناسب
وقد أتت جوجو إلى مصر وأسلمت وسمت نفسها فاطمة
اقرأ أيضًا--------------
----------------------
موقف الشوان السياسي
فلقد تفاعل الشوان مع مطالب الجمعية الوطنية للتغيير لمؤسسها محمد البرادعي وقام بالتوقيع على بيان "معاً سنغير" قائلًا
" أي إنسان عاقل لن يرفض التضامن والتوقيع على الحق ولهذا أنضم لمطالب التغيير لأنني مواطنًا مصريًا أريد العيش في أمان
وفي برنامج تلفزيوني أكد شقيقه أنه قد شارك في أحداث ثورة 25 يناير ونزل إلى ميدان التحرير
ثم توفى أحمد الهوان "جمعه الشوان" في 1 من نوفمبر 2011 الموافق 5 من ذي الحجة 1432 ه
بمستشفى وادي النيل بالقاهرة عن عمر يناهز 72 عاماً بعد صراع طويل مع المرض
وأُديت عليه صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر 2 نوفمبر 2011 في مسجد الوفاء بمنطقة حدائق القبة وأقيم العزاء بمسجد عمر مكرم بالقاهرة
توفى جمعه الشوان ولكن ذكراه لازالت خالدة وستظل خالدة على مر الزمان
ويحق لنا الفخر والاعتزاز بأن مثل هذا البطل كان مصريًا فمصر لا تخرج إلا أبطالًا
اقرأ ايضا كوكب متوتر
اقرأ ايضا طائر السكرتيرة
اقرأ ايضا أشهر ثلاث سفاحات في التاريخ