12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

مقبرة سن نفر بالأقصر

2021/06/24 12:57 PM | المشاهدات: 545


مقبرة سن نفر بالأقصر
مي مخلوف

المصريون القدماء كما نعرف أنهم برعوا وتميزوا في جميع أنواع الفنون والعلوم، وهذا ما نجده ونشاهده بوضوح في مقابرهم والتي مازالت وإلى الآن آثار حضارتنا العريقة تثير دهشة الجميع وكيف أنهم تمكنوا من الحصول واستخدام هذه التقنيات وكيف وصلوا إلى كل هذه العظمة في وقتٍ كهذا، وأكثر ما يدهشنا جميعًا هو تلك النقوش والألوان الجميلة التي تحتفظ بها إلى وقتنا هذا بالرغم من مرور وقت عظيم على نقشها.

واليوم سنتحدث عن تحفة فنية غاية في الروعة والتي تقع بمنطقة مقابر النبلاء "بدير المدينة" غرب الأقصر، والتي تكشف لنا عن براعة وتميز المصريين القدماء في الفنون المختلفة_ وهي مقبرة "سنفر"، والتي تُعد أولى خطوات ابتكار تقنية ال"3D" ولازالت إلى الآن تحتفظ بنقوشها وألوانها المميزة المثيرة للعديد من التساؤلات، وهو أنهم كيف تمكنوا من ابتكار تلك النوعية منذ آلاف السنين.

إقرأ أيضُا/ مدينة القدس

فقد وصل الفن المصري إلى أوسع مدى يمكن أن تراه، فقد استطاع المصري القديم أن يُظهر عظمة براعته في مجال الفنون_ من خلال تصوير حياته اليومية على جدران المعابد والمقابر بالإضافة إلى تصوير المصريين القدماء لطقوسهم الدينية وقصصهم، وخلدوا بطولاتهم من خلال تصويرها على تلك الجدران.

تأريخ تلك المقبرة
يعود تاريخ بنائها إلى عصر الدولة الحديثة في الفترة مابين الأسرتين ال (١٩، ٢٠)، والتي شُيدت لحاكم طيبة "سنفر" في عهد الملك "أمنحتب الثاني"، تتميز بأنها تُظهر تقنية هامة كالتقنية ثلاثية الأبعاد_ وذلك من خلال وجود تدخلات وتعرجات بسقفها تحمل صور لكرم العنب تجعله يبدو وكأنه حقيقيًا، ولهذا تشتهر تلك المقبرة ب"العنباية"
فهي المقبرة الوحيدة من مقابر النبلاء التي تم استخدام بها تلك التقنية، ووضع الفنان المصري بها إبداعه لتُظهر مناظرها الملونة.
فقد صمم "سنفر" مقبرته على شكل غابة من أشجار العنب فنجد سقف المقبرة ك تكعيبة عنب يتدلى منها العناقيد فبدت وكأنها حديقة جميلة من الأعناب.

إقرأ أيضًا/ المومياء الحامل

تخطيط المقبرة 
تتكون تلك المقبرة من صالة تأخذنا  إلى ممر طويل يؤدي إلى حجرة القرابين وأداء الطقوس، ونجد بها أيضًا عدد من الأعمدة، عند النزول من السلم نجد الحجرة الأمامية التي توصلنا إلى حجرة الدفن، والتي نشاهد بها على يمين الداخل_ سنفر جالسًا وتقدم له ابنته عنفود عنب، ونجد خلفها عشرة من حاملي الأثاث الجنائزي في صفين، وعلى الحائط الأيمن نجد_ سنفر جالسًا وخلفه ابنته واقفة، وأمامه حاملي الأثاث الجنائزي من عقود وتماثيل وقناع للمومياء وغيرها.

نجد على جانبب المدخل المؤدي إلى حجرة الدفن_ منظر "لسنفر" وزوجته وهم يتعبدان، ونجد على يمين المدخل نجد منظر يمثل الابن مرتدي جلد الفهد ويقوم بالتطهير وإطلاق البخور أمام مائدة القرابين التي يجلس خلفها "سنفر" وزوجته، بينما نجد على الجدار الشرقي كاهن يرتدب جلد فهد ويصب مياه التطهير على (سنفر وزوجته) للالهين "أوزير" و"أنوبيس". 

تتميز عن غيرها من مقابر النبلاء_ من حيث السقف فقد أُستخدم بها طابع غريب غير معهود بتلك المقابر فلم يتم تسوية سقفها بل أنه تم نحته واحداث تداخلات وتعرجات ليبدو حقيقيًا ليحاكي عناقيد العنب والتي تُظهر به كرم العنب الحقيقي كما ذكرت.

إقرأ أيضًا/ المقابر الملكية في الدولة الحديثة