12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

استمرار طاعه الله.

2021/05/18 08:24 PM | المشاهدات: 600


استمرار طاعه الله.
اسراء أشرف الطنطاوي

على مدار شهر كامل كنا نعيش أجواء روحانية نادرة اختص بها شهر القرآن، هذا الموسم العظيم الفاضل الذى أقبلت فيه القلوب على الله عبادةً وطاعة، وتنافس فيه العِباد بأنواع القربات وصنوف العبادات؛ فذاك حريصٌ على ختم القرآن، وآخر متفقدٌ حاجة المساكين والأرامل والأيتام، وثالثٌ مقبِلٌ على العبادة والصلاة والقيام، ورابعٌ يجمع لنفسه من صنوف الخيرات وأبواب العبادات ما ييسره له الملك العلام، ولكلٍّ فى الخير وجهة هو مولِّيها متسابقين فى الخيرات فما أعظم غنيمتهم، وما أكبر ربحهم، وما أحسن الخير الذى غنموه، فهنيئاً لهم ثم هنيئا، وها نحن اليوم قد ودعنا شهر رمضان، وتباينت أحوال الناس، ما بين الإقبال على الطاعة والنكوص بالعودة إلى المعاصى والذنوب.

 

قال اللهﷻ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).

 

يبقى السؤال:- ما هو واجب المسلم بعد رمضان حتى يستفيد بهذه الجرعة الإيمانية ويكون الصيام له زادا إلى رمضان المقبل؟

 

إقرأ أيضاً/المن والسلوى

 

تنبيه:

وصايا للمسلم بعد رمضان:-

 يحرص المسلم أن يكون دائم العبادة لله تعالى؛ إذ لا تقتصر العبادة على عبادة شهر رمضان فقط، ويُشار إلى أنّ هناك بعض الوصايا المُهمّة التي يمكن اتِّباعها بعد انقضاء شهر رمضان، ومنها ما يأتي:-

طلب العون من الله ﷻ على دوام الثبات والهداية في أداء الطاعات والعبادات، وإغتنام الأوقات جميعها وجعلها في طاعة الله، والحَذر من الشيطان وأعماله.

 

الشعور بقُرب الله ﷻ، والأُنْس به، ومَحبّة الطاعات والإقبال عليها، واستشعار توفيق الله تعالى في أداء الأعمال الصالحة، وإغلاق أبواب المعاصي، والشعور بتيسير الله لأبواب الخير، كالبُكاء من خشية الله، وقيام الليل، وما إلى ذلك.

 

المُحافظة على الطاعات التي أدّاها المسلم في شهر رمضان، ومُواظبته عليها، والامتناع عن العودة إلى الذنوب التي تاب منها المسلم في رمضان؛ فالتوبة من الذَّنب، ثُمّ الرجوع إليه علامة من علامات عدم قبول التوبة. 

 

الشعور بالتقصير في رمضان، والخوف من عدم قبول العمل، والتوجُّه إلى الله تعالى بالدعاء بأن يتقبّله، صيام الستّ من شوّال؛ فمن علامات قبول العمل إتباع الحسنة بالحَسنة، والطاعة بالطاعة، ومن ذلك صيام الستِّ أيام من شهر شوال.

 

إقرأ أيضاً/الصفا والمروة

 

شرح التعريف:

أسباب الثبات على الطاعة بعد رمضان:- 

يُعَدّ الثبات على الدين من الأمور المُهمّة في حياة المُسلم؛ لأنّها تتعلّق بخاتمته، وهي مِنّة من الله ﷻ على بعض عباده، والسَّعي إلى الثبات من الأمور المطلوبة من المُسلم، خاصّة مع كثرة الفِتن؛ ويكون ذلك من خلال الاستقامة على الإسلام، وتلاوة القُرآن، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المُنكَر، وغير ذلك من الوسائل، وحتى لا يشعر المُسلم بالفتور بعد رمضان، فإنّ عليه الاستعانة بمجموعة من الوسائل التي تُعينه، وتُثبّته على الطاعات، ومنها ما يأتي:-

 

المُحافظة على الصلوات المفروضة مهما كانت الظروف، والاستزادة من النوافل، وخاصّة قيام الليل؛ بأن يكون كقيام الليل في رمضان. تعويد النفس على الخُشوع في الصلاة، والتلَذُّذ بها.

 

الحرص على قراءة القُرآن بتدبُّر، وفَهم لمعانيه، والإكثار من النفقة؛ لإرغام النفس على حُبّ الله ﷻ أكثر من حُبّ المال؛ لأنّ النفوس مجبولة على حُبّ المال، وصِلة الأرحام؛ لِما في ذلك من ترقيق للقلوب، وإشاعة للمحبة ونشر للألفة بين الأقارب.

 

الإكثار من الدعوة إلى الله ﷻ؛ وذلك لِقُرب النفوس من الطاعات بعد خُروجها من رمضان، والتوبة إلى الله، والعَزم على عدم العودة إلى المعاصي، والمُحافظة على الاعتكاف ولو بشيء بسيط، وحِفظ الجوارح من المعاصي، وخاصّة اللسان مع استغلال الأوقات بما هو مُفيد ومُباح.

 

إقرأ أيضاً/فضل الصلاة ع النبي

 

قضاء ما فات من الصيام:-

 يتوجّب على كلّ مسلمٍ أفطر في شهر رمضان أن يقضي الأيام التي أفطرها إن أفطرها بعذرٍ، وإن تعذّر عليه القضاء، فعليه إطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ أفطره، ولا يتوجّب القضاء على الفَوْر بعد نهاية شهر رمضان، قال الله ﷻ: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).

 

صيام ستّة أيّامٍ من شهر شوّال:-

 شرع الله تعالى صيام ستّة أيّامٍ من شهر شوّال، وهو شهرٌ عظيمٌ يُعَدّ أول شهرٍ من أشهر الحجٍ، وتُشرع فيه عدّة عباداتٍ إلى جانب صيام ستّة أيّامٍ منه، كما أنّ العديد من الفضائل تترتّب عليه، فقد قال ﷺ: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ).

 

أثار حب الله لعباده:-

 قال الله ﷻ: (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ).