يختلف شكل المقابر في الدولة الحديثة عن العصور السابقة، فحينها ادرك الملوك بأن الأهرامات وغيرها والتي أُتُخذت مقابر للملوك في الدولة القديمة_ انها مطمع للصوص ولايمكن أن يبقى الجسد بها فسيسرق هو وباقي المقتنيات فمثل الاهرامات بارز للوصوص وكأنها بمثابة ارشاد لهم وتُعبر عن ما بها من كنوز، وأن تلك المقابر لم تنجح في حفظ ما شُيدوا من أجله_ وهو حفظ الجسد، وكان في اعتقاد المصري القديم انه لو فنى الجسد لا يمكن للمتوفي الخلود في العالم الآخر وسيهلك، وهذا ما دفعهم للحفاظ على الجسد، فقد توصل ملوك الدولة الحديثة لمدافن خفية عن اللصوص وأمنة.
فقاموا بحفر المقبرة في الصخر لأعماق بعيدة، بل وأخفوها واختاروا اماكن بعيدة عن الأنظار كوادي الملوك.
وفصلوا وأبعدوا بين المعبد الجنائزي والمقبرة حتى لا يُستدل من خلاله على وجود المقبرة، أول من قام بذلك كان الملك "امنحتب الأول".
اقرأ أيضًا/ مدينة القدس
نجد أجمل المقابر المصرية القديمة هي مقابر الدولة الحديثة من حيث نقوشها والمناظر الموجودة بها وايضًا وجود في بعضها العديد من المقتنيات التي كانت تلزم الملك في الحياة الأخرى بل ووجدنا مقابر تكاد تكون كاملة لم يمسها احد قبل_ أشهرها كانت مقبرة الملك الشاب "توت عنخ آمون" الملقب بالملك الذهبي؛ نسبةً لما وجدناه في مقبرته من المقتنيات الذهبية.
نجد في وادي الملوك ٦٢ مقبرة، منهم ٢٦ مقبرة ملكية، في حين الباقي لكبار الدولة والكهنة وبعض أفراد العائلة الملكية.
ماهي أسباب المصري القديم لإختيار وادي الملوك تحديدًا لتشيد افخر واعظم مقابرهم به؟
اولًا: لانها بمكان منعزل بعيد عن جميع الأنظار.
ثانيًا: لأهمية المكان الدينية والرمزية؛ لأن قمته في هيئه يُشبه الشكل الهرمي، والذي يرمز لعقيدة الشمس وبكدا لم يتخلوا عن عقيدتهم الهرمية!.
ثالثًا: طبوغرافية المكان، فتلك الجبانة تُشبه تلال الجبل الذي يعلو موقع الجبانة الملكية_ علامة الأفق، والتي ترمز لموضع غروب الشمس.
رابعًا وأخيرًا: ان وادي الملوك لا يتعرض للأمطار كثيرًا.
حدث تطور في المقابر الملكية خلال الدولة الحديثة ففي البداية كانت أكثر تعقيدًا، كما في الفترة بين عهد الملك "تحتمس الأول"، وحتى عهد الملك "توت عنخ آمون" فكانت تتميز بشدة انحدارها وان بها نسقط أفقي على شكل حرف(L).
بينما من عهد الملك "آي" وحتى نهاية الدولة الحديثة، فكانت المقبرة تُحفر على محور واحد في خط مستقيم تقريبًا يأخذنا من المدخل وحتى حجرة الدفن.
اقرأ أيضًا/ المومياء الحامل
التصميم المعماري للمقبرة:
فهي تتكون من مدخل يليه ممر، ثم بئر ومن خلاله نصل لغرفة والتي تأخذنا بدورها لغرفة الدفن، فهناك اختلاف في تلك المقابر من حيث الغرف التي تسبق غرفة الدفن والممرات، ففي بعض المقابر غرفة واحدة ومن ثم غرفة الدفن، وهناك مقابر تحوي أكثر من غرفة قبل غرفة الدفن، وكذلك الممرات، والتي تُعد كالمتاهة.
ومن ثم زينوا المقبرة بنقوش دينية، أشهرها_ نصوص كتاب الموتى (الخروج إلى النهار)، الإيمي دواتوغيرها، وأيضًا صوروا رحلة المتوفي في العالم الآخر وكيف تم قبولة به واستقباله من قبل الآلهة وعبوره من البوابات، ومناظر تعبديه.
اقرأ أيضًا/ حقيقة سنوهي وحابي وتيتي شيري