"اتعب دلوقتي وهترتاح بعدين" جملة تتكرر دائما ونسمعها كثيراً على مدار يومنا، فقد نسمعها كنصيحة من شخص أكبر منا سناً وقد نسمعها في شكل سخرية من شخص لا يفهم معناها، وربما من شخص فهم معناها ولكنه لم ينجح في الاستفادة منها فيرى أنها غير منطقية ولا جدوى لها،
فقد تداولت هذه الجملة عبر الأجيال منهم من عمل بها ومنهم من تجاهلها حتى وصلت إلى الجيل الحالي وهنا لاقت هذه الجملة كل سبل السخرية.
اقرأ أيضاً/إعداد قائد
الكثير منا يريد أن يصبح شخص ناجح وعظيم ولكن فقط من خلال أن يغمض عينه ويفتحها، يبحث فقط عن الطريق السهل ليسير به.
تجد طالب يريد أن يحصل على أعلى الدرجات ولكن دون أن يدرس يريد أن يعتمد على الغش فهو أسهل بكثير، وتجد من يريد أن يعمل في مكان جيد فيبحث عن الوسطة فهي أسهل من أن تجتهد قليلاً لتصبح مؤهلاً للعمل،
كل هؤلاء مثل شخص أراد بناء مبنى بدون أعمدة في وقت قصير وبتكلفة أقل فيصبح رجيجاً وينهار في أي لحظة.
اقرأ أيضاً/الاستعمار في صورة أخرى
نعتقد أن الطريق السهل قصير وأفضل وأن الطريق الصعب طويل ولكننا مخطئين فالصعوبة دائماً تكون مجرد بداية لكل شيء سهل. لم يخطئوا من قالو لك اتعب قليلاً حتى ترتاح فيما بعد بل نحنا المخطئين لأننا لم نحدد من البداية كم علينا أن نتعب حتى نحصل على الراحة.
فطالب الثانوية العامة يتعب كثيراً فالدراسة اعتقاداً منه أنه سيرتاح بعد ذلك وإذا لم يتحقق هذا الاعتقاد يرى أن تلك الجملة خاطئة ويبدأ بالسخرية منها، فالمقصود بالراحة هنا هو الراحة من عبء الدراسة المتمثلة في الثانوية العامة وليس الراحة بمفهومها المطلق
اقرأ أيضاً/لا حياة بلا حياة
عندما يدخل شخص كلية قمة بعد الثانوية يعتقد أنه حصل على الراحة أخيراً فيظل فترة كبيرة في منطقة الراحة وهذا يؤدي إلى متاعب على المدى البعيد، فالحقيقة أنه ستكون هناك أيام صعبة قادمة ستختبر مدى استعدادك وجاهزيتك واستحقاقك، مهما طالت فترات الراحة التي قد تقدم ربحاً واستفادة سهلة.
وبالتالي يجب ألا تشعر بالتراخي لمجرد أنك غير مطالب بالمزيد من العمل ولابد أن يكون أمامك الكثير من الأهداف وعندما تمتلك خيارات واحتمالات متعددة، لا يجب أن تنظر إلى الأكثر راحة أو الأسهل حالياً، بل يجب أن يكون الأفضل على المدى الطويل.
