12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

مكانة الثور في مصر القديمة و أسطورة سيرابيس

2021/03/31 08:31 PM | المشاهدات: 850


مكانة الثور في مصر القديمة و أسطورة سيرابيس
وروف احمد

إن القوة الجبارة للثور و هجماته القتالية التي لا تقاوم في الغالب، و اندفاعه المتهور حركت خوف و إعجاب الرجل المصري البدائي كما أن قواه الاخصابية جعلته و من فترة مبكرة حدا في التاريخ المصري القديم نموذج لمذهب العطاء في الطبيعة، فقد أطلق ملوك مصر القديمة لأللف السنين علي أنفسهم لقب "الثور القدير".

و قد وجد في مدافن ترجع إلي عصر ما قبل الاسرات نموذج رأس و قرني بقرة من الصوان و التي أصبحت في وقت لاحق ترمز إلي الربة حتحور "ربة الحب و الجمال و الموسيقي و الخصوبة".

و المحاربين القدامي في في الاسرتين الثامنة عشرة و التاسعة عشرة، كان يبهجهم أن يربط الناسخون الملكيون في التسجيلات التذكارية التي يكتبونها بين ثورة أسيادهم و زئير الأسود عندما يندفعون بعرباتهم الحربية لسحق الأعداء، الذين يدفعهم تهورهم لمناوأتهم، و لكنهم كانوا يفضلون أن يوصفوا بالثور القدير، الذي سحق أعداءه تحت حوافره، و نطح و دمر بقرنيه هؤلاء الذين نجوا من بين أظلافه. 

 

إقرأ أيضًا/محكمة الموتي

 

نتيجة للتوقير و الاحترام الذين وجها للثور قديما، نبعت عبادة ثورين محددين هما حاب، و مر-أور، الذين حورهما اليونانيون بعد ذلك إلي أبيس و منفيس، الحيوانين المقدسين لمدينتي ممفيس و هيليوبليس.

عبادة أبيس عمرها يرجع علي الأقل إلي بداية عهد الاسرات، و أبيس عند قدماء المصريين قد تم الرمز إليه أنه ابن الإله بتاح " الإله الخالق لدي المصريين القدماء" و لهذا السبب كان يتوج بقرص الشمس بين قرنيه.

و عبادة الثور استمرت في مدينة ممفيس حتي عهد البطالمة، عندما تم ربطها بعبادة اوزوريس إله محاكمة الموتي الذي سمي في كتاب الموتي "ثرامينتنت" أي ثور العالم السفلي، و في عصر بطليموس تم دمج كل من الالهين و كونا الإله سيرابيس و الذي أصبح إله العالم السفلي لدي المصريين و اليونانيين.

 

إقرأ أيضًا/توحيد البلاد

 

أي أن سيرابيس هو إله تم استحداثه من الرمز "اوزوريس- أبيس" لتوحيد سكان الاسكندرية من الاغريق و المصريين القدماء.

و قد تم تجسيد سيرابيس في هيئة عجل من البازلت، يحمل قرص من الشمس و الكوبرا الملكية بين قرنيه، و يشير النقش الموجود علي العمود الذي يدعم التمثال أنه تم نحته في عهد الإمبراطورية الرومانية.

و قد أصبح سيرابيس ذا شعبية ضخمة بين كل من المصريين و الإغريق، و تم تمثيله بعد ذلك في عهد البطالمة في شكل إله العالم السفلي "أي أنه هاديس في الميثولوجيا الإغريقية" ، جالسا علي عرشه ممسكا بيده اليسري بصولجانه، و يده اليمني علي كلبه الخرافي سيرابروس ذو الرؤوس الثلاثة الذي يقف علي مداخل مملكة الموتي يحرسها، مثيرا للرعب لكل من يجرؤ علي دخول المملكة.

 

إقرأ أيضًا/عبادة الحيوانات عند المصري القديم

 

الكلمات المفتاحية