الوحدة ليست في العزلة فقط، إنما الوحدة القاتلة حقاً هي الوحدة وسط الناس وخاصة إن كان هؤلاء الناس مقربين أهل أو أصدقاء، زوج أو زوجة، وأبناء، الوحدة الأصعب تكون وأنت يحيط بك آلاف البشر، إن الوحدة تشبه السم الذي إذا توغل في أفكارنا وجميع حواسنا تفسد مشاعرنا وتجعلنا مضطربين متذبذبين اتجاه أي علاقة وأي طريق نسلكه. فالوحدة تختلف عن العزلة، فالعزلة هي اختيار بإرادتنا بالابتعاد عن الناس وفقدان الشغف تجاه أي عمل أو كلام فقدان الشغف حتى في تناول الطعام، أم الوحدة فهي الأصعب فالأولى كنا نشعر ونريد الانعزال لأن لا أحد بجانبنا.
-------------
اقرأ أيضاًتلميح دون توضيح
-------------
أما الوحدة فكثير من الناس حولنا ولكننا لا نشعر بهم فهم لايسلطون الضوء الكافي على حياتنا وهذه الوحدة تؤدي للانعزال أيضاً ولكن ربما لا يكون هذا الانعزال جسدي فقط، بل انعزال الروح في الجسد لأنها تشعر بالوحدة فلا أحد من حولها يهتم ولا يشعر بها، والمؤلم هنا أننا لا نعرف كيف نتحدث أو نصف هذه الوحدة، فإن قولنا أننا وحيدين سيقولوا هل لا يوجد أحد حولكم بالطبع سنقول يوجد ولكن قبل أن نكمل حديثنا هذا، سيبدأ هجوم الكلمات أنا معك والكثير حولك كيف أنت وحيد؟
لماذا لا يفهمون أن الوحدة طالت من أرواحنا فهي لا تجد من يشعرها بالونس من يكون لها داعماً متحدياً هذه الوحدة والقلق
-------------
اقرأ أيضاًإهانة ائتمان
-------------
ولكن إن استسلمنا لهذه الوحدة سوف تقضي علينا ولن نجد أحد سيشعر بنا لذلك يجب أن نتحد مع أنفسنا في أن نحاول الاستغناء عن هذه الضوضاء الكاذبة والبحث والاكتفاء بشخص واحد صادق في مشاعره شخص لا يجرؤ على السماح بالوحدة الدخول في حساباتنا شخص يكون هو العلاج لكل داء إن ضاقت علينا الدنيا بمصائبها يكون هو السند لنا، ليس الحل لكل مشكلة ولكن يكفي الدعم الذي يقدمه، وأنه يشعرنا بالمساندة، وهذا الشخص ليس بالضرورة أن يكون حبيباً، ربما صديقاً، ربما أخ، بجانب أن نجعل أنفسنا قوية قابلة لافعال الآخرين فلا يجب أن نتوقع الخير الكامل من شخص معين فإن جاء الغدر منه صارة النفس سجينة الأحزان.
-لذلك فلا يجب أن نترك أبناءنا أو من نحبهم يشعرون بالوحدة أو يبحثون عن أحد غيرنا يملئ وحدتهم، فذلك يقتلهم ويجعلهم يشعرون أنهم مهمشون لا قيمة لهم وهذا يؤثر على سلوكهم فيما بعد.
-------------
اقرأ أيضاًابتسامة كاذبة
-------------
