هي أميره وشاعره من الأندلس ومن بيت الخلافه الامويه بالأندلس ابنة الخليفه المستكفي بالله .
أمها هي جارية إسبانية اسمها سكرى وقد ورثت منها بشرتها البيضاء وشعرها الأصهب وعينيها الزرقاوين وكانت تخالط الشعراء في زمانها وتجالسهم بل وتنافسهم.
لقد كانت ولادة من أشهر الشاعرات العربيات في عصرها، وما يزال اسمها من ألمع الأسماء رغم مرور أكثر من عشرة قرون على وفاتها، وخاصَّة بسبب قصص الحب التي عاشتها مع ابن زيدون وابن عبدوس.
من أشهر الأبيات التي قالتها ولادة واشتهرت بهما هما بيتان من الشعر، وقد قيل أنها كانت تكتب كل منهما على جهة من ثوبها:
أنا واللَه أصلح للمعالي**
وأَمشي مشيتي وأتيهُ تيها.
َأمكنُ عاشقي من صحن خدّي**
وأعطي قُبلتي مَن يشتهيها.
بعد مقتل أبيها الخليفة المستكفي جعلت ولادة دارها منتدى لرجال الأدب وانصرفت إلى اللهو. وفي تلك الفترة اتصلت ولادة بابن زيدون واشتهرا بقصة حب إلا أن هذا الغرام لم يدم طويلاً قيل لأسباب كثيرة منها ان ابن عبدوس كان يحبها وأوقع بينهم إلا أن هذا الرأي لم يثبت له صحه و أرجح الاراء هو أن ابن زيدون تعلق بجارية سوداء بارعة في الغناء ليثير غيرة ولاده فتعود إليه بعد أن انصرفت عنه وقد عاتبت ولاّدة ابن زيدون قائلة:
لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا ** لم تهوَ جاريتي ولم تتخيّرِو.َ
تركتَ غصناً مثمراً بجماله*** وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمر.
ِولقد علمت بأنّني بدر السما ***لَكن دهيت لشقوتي بالمشتري.
وحاول ابن زيدون إستدرار عطفها ببراعته الشعرية فاهداها نونيته الشهيرة ومعني نونيته يعني الروي للقصيده هو حرف النون .والتي مطلعها:
أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا ***وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا.
إلا أن ولاّدة لم تأبه به وأرادت ان تجازيه غيظاً فألقت شباكها على رجل قليل الذكاء وواسع الثراء هو الوزير أبو عامر بن عبدوس ثم قطعت علاقتها بابن زيدون.
كانت ولاّدة من أروع الشعراء والأدباء في زمانها، وكانت لها مكانة مميزة في الشعر، وقد تركت وفاتها فراغاً كبيراً في نفوس محبيها وقد عمرت عمراً طويلاً، ولم تتزوج وماتت عذراء
توفيت في عام 1091م في قرطبة أيضًا عن عمر يناهز مئة عام تقريبًا.