12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

جزيرة الموت

2021/02/22 04:11 PM | المشاهدات: 727


جزيرة الموت
منة الله محمد

 

ضجيج وصوت عالِ يردد رسالة واضحة؛ 

" أحذر الدخول ! 

أبق بعيدًا، أذهب لبلدك، عُد لديارك، أبتعد عن هنا، غير مرحب بالزوار، نحن لا نريد إلا أن نكون بمفردنا، اقترابك لا يعني سوي موتك " 

 

• بالرغم من كوننا بالقرن الـ ٢١ عصر التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك قبيلة من البشر معزولين انعزالًا كليًا عن العالم منذ أن وجدت من حوالى ٦٠ ألف سنة، في جزيرة صغيرة في المحيط الهندي، حيث يمنع سكانها أحدًا من الدخول إليها، ويرفضون أي شكل من أشكال الاندماج في الحضارات المختلفة، أو الاختلاط بأي شكل من الأشكال مع العالم الخارجى.

 

مجردين من ملابسهم فهم لا يعرفون ماذا تعنى تلك الكلمة، ولم يكتشفوا النار بعد أو طرق إشعالها .. كما أنه لا يوجد دليل واحد على الزراعة ويعيشون فقط على تناول الأطعمة البحرية والحفلات على الشاطئ

 

الزيارة الواحدة لهم لا تعنى إلا شيء واحد .. الموت ! 

فلا بأس لديهم للهجوم والقتل بالحراب والسهام المسمومة والسكاكين والفؤوس لكل غريب عدوًا كان أو صديق يقترب من حصونهم . 

 

• أنها جزيرة سينتينل الهندية التي لا تشبه أي مكان آخر، فهي موطن لقبيلة مستقلة، منعزلة، محصنة من الوباء، ممنوعة على البشر. ويمكنك أن تستعين بالخريطة لمعرفة موقعها، فهي تقع في أرخبيل جزر أندامان شرق خليج البنغال، تغطي الغابات معظم أجزاء الجزيرة الصغيره التي تعد مساحتها حوالي ٢٠ ميلًا مربعًا، كما أنها محاطة بالشعاب المرجانية وتندر فيها المرافئ الطبيعية، ولا يعرف عنها أو عن سكانها إلا القليل من المعلومات ! 

 

•ولعل ما يعرف عن سكانها، انهم أفراد قبيلة شديدة الغموض والخطوة، يفتقرون جميع مبادئ الحياة المتقدمة، ويرفضون تمامًا التعامل مع البشر، ويصدون جميع الزائرين بجميع الطرق السلمية والعنيفة والقتل، ففي عام ١٨٩٦ طعنوا أحد الهاربين من العدالة القانون، والذي انتهى مصيرة على الجزيرة . 

وعام ١٩٧٤ استقبل طاقم صانعي الافلام لتصوير مشاهد على الجزيرة السهام المسمومة الرافضه لوجودهم من سكان الجزيرة . 

أما عام ٢٠٠٤ استهدف أحد الرجال طائرة هليكوبتر تابعة لخفر السواحل الحكومة الهندية المُرسلة للتحقيق من نجاة احد بعد ضرب زلزال التوسامي للجزيرة . 

ولم يُسلم الصيادين عام ٢٠٠٦ حيث قتل اثنين أصطادوا بدون قصد في محيط ميائهم.

 

• وتم الاتصال الأول بالقبيلة منذ الف سنة من قبل للمستكشفين الصينيين والعرب، وكتب عن سكان الجزيرة في القرن الـ ١٣ من قبل المستكشف "ماركو بولو" : إنهم أكثر الرجال عنفًا ووحشية . 

وفي عام ١٥٦٣ كتب عنهم من قبل البحار "قيصر فريدريك" : إذا توقفت سفينة عن طريق الخطأ عند هذة الجزيرة، فلا أحد يعود على قيد الحياة. 

واستنادًا إلي زيارة واحدة للجزيرة عام ١٩٦٧ وكان بها تفاصيل عن أكواخهم الخفيفة، ولغتهم الغير مفهومة لأي شخص خارج المكان، وإلى الآن يمنع سكان الجزيرة جمع المعلومات عنهم وعن عاداتهم وحياتهم، فلذلك لا يعرف عنهم إلا القليل جدًا.

ولفتت الجزيرة انتباه العالم بعد مقتل المواطن الأمريكي عام ٢٠١٨ "المشير جون ألين تشاو - ٢٦ عام " ، حيث قتل الشاب بسهم سام فور أقترابه لأراضي الجزيرة مما دفع الصيادين لإصاله إلى الجزيرة الواقعة في غرب مدينة بورت بلير، بعدما اعترض أهل الجزيرة تسليم السلطان جثته، لينتهي المطاف به مقتولًا مدفونًا بها، مما أجبر الحكومة الهندية إعلان حظر الجزيرة والمياه المحيطة بها بعد فشلها عدة مرات للتواصل مع السكان. 

 

• ولم يكن أبناء قبيلة سينتينل قتلة بالفطرة، بل يرجع جزئيًا تعلقهم بكل من يقترب لأحداث حملة ١٨٨٠ بقيادة العالم الأنثروبولوجيا "موريس فيدال بورتمان" للاستيلاء علي الجزيرة، فقد انتهت هذة الحملة باختطاف الباحثون الأوروبيون زوجين مسنين وأربعة أطفال من أجل دراستهم، ومات رجلين من الضحايا بعد فترة بسيطة من المرض بعد خطفهم لهم، ووصف بورتمان الحملة في كتابه الصادر ١٨٩٩ : لا يمكن القول إلا أننا لم نفعل شيئًا سوى المساهمة في زيادة حالة الذعر والعداء العامة الموجودة لديهم تجاه جميع القادمين إليهم. 

وقبل ١٣ عام من هذا الحادث تحطمت سفينة تجارية هندية تعرف بأسم "نينوى" على الشعاب المرجانية المحيطة بالجزيرة وبعد ثلاث أيام تعرضت الجزيرة للهجوم. 

واستمرت الأحداث في أوائل ١٩٨٠ حيث قُتل العديد من أفرادها بمعارك مع المنقذين المسلحين الذين عادوا إلى الجزيرة لاسترداد الحديد والكثير من السلع من حطام سفينة غارقة .

وانتهت محاولات التواصل عام ١٩٩١ لعالم الأنثروبولجيا "آن تان بانديت" والذي تمكن من عقد أول لقاء مع القبيلة، وبرغم ما عرف عنهم من أعمالهم الأجرامية إلا أنه عارض فكرة أنهم عدوانيون بطبيعتهم وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية والتي أوضح فيها : انهم شعب محب للإسلام . 

ووافق كبير الإداريين السابقين لجزر أندامان ونيكوبار " فيفيك راي" هذا الرأي حيث أشار أن عداء تلك القبيلة مجرد علامة ظاهرة على عدم شعورهم بالأمان .

فهل تعتقدون أن هذه الحوادث التي حدث سببًا لإشعال فتيلة العنف الغير طبيعي تجاه الغرباء ؟ 

 

• والجدير بالذكر أنه سجل حالة لا عنف واحدة عام ٢٠١١ حيث قامت مجموعة بالتواصل من بعيد مع أفراد من القبيلة بدون أضرار أو تفاصيل إضافية، فقط إلقاء لهم جوز الهند على الشاطئ . 

فهل قرر السكان أخيرًا الافتتاح على العالم الخارجي وتقبل الغرباء، أم أنها مجرد صدفة ؟ 

 

• ختامًا؛

إياك أن تفكر بالتواصل من القرب مع سكان جزيرة سينتينل لأنهم سينهون حياتك بدون تردد.