12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

كيوبيد معبود الحب وسايكي الجميلة

2021/02/20 03:33 PM | المشاهدات: 631


كيوبيد معبود الحب وسايكي الجميلة
مي مخلوف

كان ذلك الفتى شغوفاً باللعب بسهامه وكانت ذو نوعين ... الأول له رأس دقيق من الذهب وهذا السهم ان اصاب أحد يسبب له الحب الجنوني ، والنوع الأخر فهو ذو رأس دقيقة من الرصاص ، وهذا عكس الأخر فهو  يُسبب لمن يُصيبه كره الحب والفرار منه .
كان هناك ملك لديه ثلاث فتيات غاية في الجمال ، وكانت أصغرهنّ هي أكثر جمالاً وفتنتاً وهي "سايكي" 
من شدة جمالها اصبح جمالها يُنافس جمال معبودة الجمال "فينوس" ؛ فقد اُفتُتن بها الناس ، وعاملوها كما يُعاملون "فينوس" وليس ذلك فقط فقد تركوا معابد "فينوس" من أجل تلك الفاتنة ، فاشتدت غيرة "فينوس" وقررت إيذاء تلك الجميلة التي لا ذنب لها سوى أن لها جمال يُضاهي جمال "فينوس" !!
فأمرت ابنها أن يُصيبها بسهم يجعلها تقع في حب مخلوق بشع ، وحين كان "كيوبيد" على وشك تنفيذ ما أمرته به أمه تقع عيناه على ذلك الجمال الذي هامَ به وأسكن قلبهُ حباً فجرح نفسه بسهمه ولم يستطع فعل ماتُريده أمه ، ولكن الغريب هو ماحدث بعد ذلك :
لم تقع "سايكي" في حب ذلك المخلوق البشع ولا أي أحد آخر فقط ظلت مرغوبة من الجميع ولم يهُم أحد للزوج منها على الرغم من أن أخواتها تزواجنا من ملوك وكانوا أقل منها جمالاً ، وعاشت وحيدة تعيسة ، فلاحظ الأب أن ابنته لم يأتي احد ليتزوجها ولا يعلم السبب فذهب الى "أبولو" ليعرف السبب ويتنبأ بمستقبلها ، فقال له : 
أنها لن تتزوج كائن من الأرض لا بشرياً ولا اله بل هو ثعبان مجنح أو يشبه التنين ، وأخبره أن لا احد من الأوليمب يستطيع التصدي له ، وأنه سينتظرها على قمة جبل .

اقرأ أيضًا: الحب عند المصري القديم ، بردية شستر بيتي.

وبعد أن سمعت ذلك "سايكي" أصابها الحزن والاستسلام وقررت الذهاب لمواجهة مصيرها قاصدة ذلك الجبل إذ يُفاجئها شيء ما بحملها بخفة ليوصلها لقصر كبير وبستان رائع لم ترَ بمثلهم قبل ، كان يدور بمخيلتها قبل أن يحدث ذلك أنها حين تصل لذلك المخلوق بأن حياتها ستكون حزينة ولكن ماحدث ليس كذلك
وحين دخلت الى القصر سمعت صوت يقول لها أن القصر والبستان ملكها ، وعاشت حياة سعيدة على عكس ماتوقعت ، ولكن مهلاً هل تزوجت من ذلك المخلوق البشع الذي قال عليه أبولو ؟! سنعرف ذلك...

ما كان ممل في الأمر هو أنها لم ترَ زوجها ؛ فكان يأتي في الليل ويغرب قبل طلوع الشمس فكان لا يُريدها أن تراه ، حين شعرت بالملل ، وقد شعرت بالاشتياق لعائلتها ، طلبت منه رؤيتهم فأسرع بتلبية طلبها وأحضر أخواتها إلى قصرها .

من البداية كانت أخواتها يغيرنا منها وحين وصلنا لقصرها تعجبنا ؛ فكانوا يعتقدون أنها تعيش حياة تعيسة مع ذلك البشع وقد أخبرتهم انها سعيدة بحياتها معه ، وأخبرتهم أنها لا تظن أنه ذلك المخلوق البشع ، ومن شدة غيرتهم زرعوا بتفكيرها الشك وقالوا انه من الممكن ان يكون هو نفسه التنين المجنح ، وأنه سيعيش معها لفترة ثم يمل منها ويقتلها ، ووسوسن لها ان تأخذ سكين ومصباح وتتسلل لفراشة ليلاً حين يأتي للقصر ؛ لتعرف حقيقته ، هل هو التنين ام لا ؟ 
وهي من شدة فضولها وخوفها أيضاً فعلت ذلك ، وحين وصلت لهناك كانت المفاجاة ... وهي ان زوجها هو ذلك الفتى الجميل "كيوبيد" ومن شدة تعجبها من الأمر ... أسقطت زيت من المصباح على كتفه رُغماً عنها ، فاستيقظ وغضب جداً مما فعلته دون رغبة منه لذلك ، وقرر تركها ... ولكن هل تركها بالفعل ؟!! سنعرف ذلك في المقال القادم ..