12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

بعد منتصف الليل

2021/02/19 06:45 PM | المشاهدات: 882


بعد منتصف الليل
فاطمه إبراهيم

  لست بخير!

بعد الثانية عشر مساءً يتألق صوت الأنين في غرفتي المظلمةوتبدأ محاضرة جلد الذات والأسئلة الوجودية التي لم يجد العلماء تفسيرا لها وبرغم إدراكي بتلك المعلومة لكن أعافر في إجابتها كأنها المنجية لي من كل هذا العذاب، أتذكر من فارقني دون وداع، ومن كان ملاكي الذي تمكنت من إخفاؤه عن البشر لكن وقعت في خطأ فادح وأفصحت عن وجوده فاقترب منه الجميع وانغمس هو أيضاً معهم، وعدت وحيدة مرة أخرى أنا حقاً أخاف البشر لم أتأكد إن كان خوفاً أو كرة وعدم الرغبة فيهم ليس لدي الإجابة الأن لكني ادرك جيداً أنني علي حق انا لا أشبههم كيف ليا المعيشة بجوارهم فهم لايعرفوا سوى القسوة والعنف لايمتلكون قلوب لتشعر بمن حولهم واعلم حقاً أنهم سيغدروا بملاكي الصغير ويوماً ما سوف يدرك خطأه.


إقرا أيضاً /الخذلان


شركائك في  الليل هما الموسيقى وكلام شاعرك المفضل وكوباً من القهوة التي صُنعت علي نارك الهادئة وهي صاحبك الذي لايمل يوماً من كلامك المتكرر ودموعك التي تغلب عنادك وقوتك المزيفة فتتساقط كأنها تريد إنقاذ شجر الصبار في الصحراء الذي ينتظر فصل الشتاء حتي يروي المطر الجفاء بداخله .

 
اقرأ أيضاً /يجب عليك أن تتخطى بما يُسمى الفراق

ليس هناك ساعات أجمل من الساعات التي تأتي بعد منتصف الليل تمر عليك بقسوة لكنها تجعلك تستمتع بيوم آخر دون عناء من الأمس فلا يوجد قانون يحكم مشاعرك ولا هنالك رقابة على دموعك بل كل مشاعرك  صادقة اشتياق ، حنين، بوح،  بكاء،  هدوء، صمت وترقب، تفعل ماتريد دون أن يشعر بك أحد الليل حقاً حياة أخري لايعلم قيمتها سوى القليل .


إقرأ أيضاً/البحث عن الذات


 يُعرف الليل بالقسوة واللين والهدوء والضوضاء وكل شئ وعكسه يُوصف بكلمات الآخرين وليس من حقه اختيار مايستحقه، اعترف لنفسك ماذا تسمى الليل حتى تتناغم معه يومياً كل الساهرين لهم أسبابهم الخاصة فما السبب وراء سهرك !؟ لن تجد الإجابة بسهولة فاختر مابين القوسين ( تذكر الماضي، دموعك حائرة، إخراج طاقتك السلبية، تحب الهدوء ونسيم الليل بعيداً عن زحمة البشر .)
في النهاية : شكراً للقلوب التي تحاصرنا بالنور في أشد لحظات عتمه الحياة"