في تشرين الثاني يُعلن الخريف عن إنسحابه معلنًا عن وصول الشتاء، بدأت السماء بزخ قطرات المياه واحده تلو الأخرى ثم أنفتحت السماء بماء منهمر، يأتى صوت فيروز من المقهى المقابله لنافذة غرفتي "و اللي أكتوي بالشوق أكتوي لأول مره ما منكون سوا"
لم تصدق فيروز تلك المره، مرّ وقت طويل علي أخر مره اجتمعنا بها، لم نبقي كسابق عهدنا أشعر و كأنك صرت سراب بداخلي
اقرأ أيضا/حتي حين
أسمع هديل تلك الحمامه التي تجلس علي شباكي تحتمي من المطر، كم عشقت ذلك الصوت منذ الصغر، يبعث بروحي شئ غريب شئ لم اعهده من قبل ربما طمئنينه، ربما فرح، ربما خوف من شئ مجهول لا أعلم، ما أعلمه أنني احب ذلك الصوت
كتبت لك إحدي و عشرون رساله لن تصلك أيًا منهم لأن تلك الحمامه لا تستطيع الطيران ليس لعدم معرفتها بطريق بيتك، و لكنها ممتعضه علي ما أفعله، تُرى لو كانت ناطقه لوبختني لصبري عليك
توقف المطر لحظات و ارتفع صوت الأغنية التالية "قيداش كان في ناس علي المفرق تنطر ناس و تشتي الدنى و يحملو شمسيه و أنا بأيام الصحو و ما حدا نطرني"
اقرأ أيضا/المشهد الرابع... (صُدفه)
شردت بذهني و تذكرت كل يوم انتظرتُك فيه، انتظر مرورك، مجيئك، أستشعرك دومًا، تهمس لى، تقول أنك ستعود، ربما اليوم، أو بعد غد، أو بعد سنين وسنين، أو ربما لن نلتقى إلا في دار الخلود، لكني مازلت أؤمن أني سألتقيك
اضطرب الهواء من جديد و عاد المطر في الهطول مره اخرى و بغزاره، حتى أنني لم أستطع رؤيه الرصيف المقابل لى، و لكنني رأيتك تنظر و تلوح لى، فصّلت لى من الوهم فستانًا جميلًا و رصعته بالخذلان، لم أنتبه أن المطر توقف إلا و صوت فيروز يعلو مره أخري "يا حبيبى شو نفع البكى شو إلو معني بعد الحكي".
اقرأ أيضا/المشهد الخامس... (صُدفه)
