نص الحديث:
"من كان له فضلُ ظهرٍ فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد ، فليعد به على من لا زاد له " فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحدٍ منا في فضل ".
تخريج الحديث:
أخرجه الإمام مسلم بن الحجاج -رحمه اللّٰه- في صحيحه، وغيره وهذا يعني أنه في منزلة عليا من الصحة.
راوي الحديث:
أبو سعيد مالك بن سنان الخدري -رضي اللّٰه عنه-
ترجمة الراوي:
هو أبو سعيد، سعد بن مالك بن سنان الخدري الأنصاري، صحابي من صغار الصحابة سنا، وأكثرهم علما وقدرا، وأحد المكثرين من رواية الحديث والفتوى...
شارك في عدد من الغزوات مجاهدا في سبيل اللّٰه، وشهد بيعة الرضوان مع النبي، وتوفي سنة أربع وسبعين من الهجرة، ودفن بالبقيع -رضي اللّٰه عنه-
اقرأ أيضا:الصدقة
غريب الحديث:
فضل: زيادة عن حاجته.
زاد: طعام يتخذ للسفر.
ظهر: تطلق على معان كثيرة، أخصها هنا معنيان:
1- متاع البيت.
2- الدابة يركب عليها.
ليعد به: ليرجع به، أي: ليعطه أو يهبه.
اقرأ أيضا:مقدمة سلسلة أسماء اللّٰه الحسنى وصفاته العلى.
شرح الحديث:
النبي -صلى اللّٰه عليه وسلَّم- يدل المسلمين على ما يصلحهم ويعزز أواصر الأخوة وروابط التكافل الاجتماعي والمحبة بينهم، إذ المسلمون كالبنيان الواحد، وكالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فدلهم النبي -صلى اللّٰه عليه وسلَّم- دلالة ظاهرة لا تحتمل اللبس؛ أن من كان عنده زيادة في شيء فوق حاجته فليعط هذه الزيادة للمسلمين المحتاجين الذين ليس عندهم شيء أبدا من هذا...
فمن كان عنده طعام زائد فليعطه لمن لا طعام عنده، ومن كان عنده أي متاع في بيته زائد عن حاجته فليعطه لمن لا متاع له، ومن كان عنده مركب مستغن عنه فليعطه لمن لا مركب له، سواء في ذلك أي مركب، وسواء في ذلك أي مال، حتى لا يبقى في المسلمين محتاج، وهذه كلها أشياء زهيدة، إذ كلها دنيا فانية وزائلة، وما عند اللّٰه خير وأبقى...
يقول راوي الحديث: "حتى رأينا أنه لا حق لأحدٍ منا في فضل..."
فكأن الزيادة في مال أحد لا حق له فيها.
اقرأ أيضا:النظافة سلوك إيماني
موعظة:
قل لي يا من تقرأ باللّٰه عليك، لو طبق المسلمون هذا الحديث وحده فقط، هل يبقى بينهم فقير أو محتاج أويتيم أو محروم أو شاكٍ من شيء؟
هذا الحديث أصل عظيم في التكافل الإجتماعي يلقنه النبي-صلى اللّٰه عليه وسلَّم- لكل من يفتح فمه اليوم بالادعاء أن الإسلام دين قاصر، أو أنه السبب في فقر المسلمين.
فيا أيها الأغنياء، تفقدوا الفقراء، آتوهم مما آتاكم اللّٰه، لا تبخلوا عليهم، تفقدوا أغطيتهم في ذلك البرد القارس، تفقدوا طعامهم، ثيابهم، لا تدعوهم، ولا تبخلوا عليهم، حِسبة للّٰه، وامتثالا لأمر رسول اللّٰه -صلى اللّٰه عليه وسلَّم- و واللّٰه لن تندموا إن فعلتم، لأنها دنيا عما قليل سترحلون عنها، لتجدوا ما أنفقتم عليهم ميزان حسناتكم هناك، وقبل ذلك ستيسر أموركم وتحل مشاكلكم تيسرا من غني كريم قدير، ونسأل اللّٰه أن يردنا إليه مردا جميلا، والحمدللّٰه رب العالمين.