12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

النظافه سلوك إيماني

2021/02/03 10:57 AM | المشاهدات: 404


النظافه سلوك إيماني
وليد سيد حسن

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ فان النظافه أسلوب حياة ومنهج يتبعه المسلم فى شتى جوانب الحياه،
فالنظافه أمر من الله عز وجل لنبيه ﷺ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّر ) المدثر.

بل جعل الله الطهارة سبيل لمحبته لعباده فقال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)

وقال النبى ﷺ: (من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه ومس من طيب إن كان عنده ثم أتى الجمعة فلم يتخط أعناق الناس ثم صلى ما كتب الله له ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يفرغ من صلاته كانت كفارة لما بينها وبين جمعته التي قبلها قال ويقول أبو هريرة وزيادة ثلاثة أيام والحسنة بعشر امثالها) أبو داود .

كمـا اهـتم الإسـلام بنظافـة الأجـسام اهتمامـا كبيرا.
================

اقرأ ايضا: النفاق

================

فالحــريص علــى نــضارة بدنــه، ووضـاءة وجهــه، يـبـعــث علــى حالـتـه تلـك يــوم القيامــة، فعــن أبي هريـرة قـال سمعــُت النـبى ﷺِ يقول: (إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل) البخاري
ومن يتصفح السنة النبوية والأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك سـيجد أحاديـث كثـيرة تـدعو إلى النظافـة، ولا توجـد أمـة علـى سـطح الأرض أشد حرصا على نظافتها من أمة سيدنا محمد ﷺ، فالإسـلام حـض أتباعـه علـى النظافـة وأمـر بهـا بـشكل عـام، لـذلك جعـل الطهـارة شـرطا لكثـير مـن العبـادات،كالـصلاة، والطـواف بالبيـت الحـرام، وقـراءة القـرآن
... فهـذه أمـور لا تـصح العبـادة بهـا إلا إذاكـان المسلم طـاهرا، متوضـئا، حريـصا علـى نظافـة جـسمه وبدنـه وثوبـه ومكانـه،. ولأجـل ذلـك أمـر المـسلم أن يتطهـر بعـد قـضاء الحاجـة، وقـد بـين لنـا النـبي ﷺ أن مـن أسـباب عـذاب القـبر عـدم تنـزه المـرء مـن بولـه، فمر على قبرين فـقا ل: "إنـهما ليـعذبان وما يـعذبان في كبير أما هذا فكان لا يستتر من بـوله وأما هذا فكان يمشي بالنميمة

َ(متفق عليه)

ً كـذلك نقـرأ جيـدا في كتـب الفقهـاء أحكـام الغـسل مـن الجنابه والحـيض والنفـاس، وكـذلك الأمـر بالغـسل كـل يـوم جمعـة وذلـك مـن أجـل نظافـة وطهـارة بدنـه؛ لأن البـدن يعكـس حقيقـة مـا عليـه الإنـسان مـن طهـارة معنويـة.
==================

اقرأ ايضاًالنصيحة: علامة محبة وأسلوب بناء.

==================

مظاهر النظافة في الإسلام أيها المسلمون: إن مظاهر النظافة والطهارة في الإسلام تشمل جميع عناصر الكون الموجودة في الحياة وتتمثل فيما يلي
ً ١- نظافـة الأسـنان والفـم: فمـن الـسنن المؤكـدة الـسواك، فعلينـا اسـتخدام الفرشـاة أو الـسواك، طهـارة لنـا وإحيـاء لـسنة نبينـا ﷺ َفـعـن أبي هريـرَة  قـال رسول الله ﷺ ( لــولا أن أشــق علــى أمــتي ، لأمــرتـهم بالـسواك عنــدكــل صلاه)
( الشيخان ) ، وعن أبي أمامة ، أن رسول اللهِ ﷺ َ َ قال : " تسوكوا ؛ فإن السواك مطهـرة للفـم، مرضـاة للرب، ومـا جـاءِني جبريـل إلا أوصـاني بالـسواك، حـتى لقـد خـشيت أن يـفـرض علـي وعلـى أمـتي، ولـولا أني أخـاف أن أشـق علـى أمـتي، لفرضـته لهـم ( سنن ابن ماجه)
٢- نظافة الرأس وذلك بغسله وتمشيط الشعر وقصه وحلقه، كل ذلك يـضفي علـى المـؤمن حـسن الـشكل والمظهـر، فعـن أبي هريـرة، عن النبي ﷺ قال: (من كان له شعر فـليكرمه) أبو داود ،
وعن جابر قال: أتانا رسـول اللـه ﷺ زائرا في منزلي فـرأى رجـلا شعثا قد تفرق شعره فقال : "أمـا كـان يجـد هـذا مـا يـسكن بـه شعره؟ ورأى رجـلا َعليـه ثيـاب وسـخة، فقال كـانَُ يجد هذا ما يـغسل به ثيابه؟" (أحمد، وأبو داود، وابن حبان، والحاكم)

٣- نظافة البيوت والأفنية والمـساجد ونظافـة الأمـاكن العامـة فـلا بـد مـن تنظيفهـا مـن كـل الأقـذار والأخبـاث الـتي يـسوء منظرهـا، ويـضرَّ
مخبرهـا فعـن سـعيد بـن المـسيبِ مرسـلا قـال ﷺ: (إن الله طيـب يحـب الطيـب ، نظيـف يحـب النظافـة، كـريم يحـب الكـرم،َّ جواد يحب الجود؛ فنظفوا أفنيتكم؛ ولا تشبهوا باليهود" الترمذي
==================

اقرأ ايضاًمقدمة سلسلة أسماء اللّٰه الحسنى وصفاته العلى.

==================
٤- نظافـة الثيـاب وذلـك بغـسلها والاهتمـام بالطيـب والتعطـر بـالروائح العطـرة، ممـا يـضفي علـى الـشخص جمـالاً، ففـي صـحيح مـسلم
ََ ( إن الله جميل يحب الجمال)
ُ ٥- التخلص من الروائح الكريهة ولا سيما عند دخول المـساجد، فـعـن جـابر بـن عبـد الله رضـي الله عنهمـا َّ أن النبىَ ﷺ َ قال: "من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يـقربن مسجدناُّ فإن الملائكة تـتأذى مما يـتأذى منه بنو ادم
"(مسلم
٧- نظافـة البـدن وغـسله وفي نظافـة البـدن أُمـر المـسلم بغـسله يـوم الجمعـة، حـتى عـبر عنـه في بعـض الأحاديـث بلفظـة
واجـب، فـعـن َِأبي
َّسـعيد الخـدري أن رسـول اللـه ﷺ قـال غـسل يـوم الجمعـة واجـب علـى كـل محـتلمْ
" ( الـشيخان
وفى حديث اخر قال النبى ﷺ (ٌّ في كـل سـبـعة أيـام يـومـا يـغـسل راسه وجسده)
ِ  (متفـق عليـه عـن أبي هريرة) ويتأكد ذلك إذا وجدت أسبابه من العرق والوسخ ونحوه، حتى لا يكون مصدر إيذاء لمن يخالطه لذلك جاءت الأحاديث بما عرف باسـم سـنن الفطـرة) الـتي تـدل رعايتهـا علـى مـدى حـرص الإنـسان
٨- الاهتمام بسنن الفطرة وتكميلاً على النظافة والتجمل، والمحافظة علـى نعمـة الـصحة والزينة.
٩- نظافـة الطريــق وذلـك بإماطـة الأذي عنهـا، وعـدم إلقـاء القـاذورات في الـشوارع والطرقـات، وقـد عـد الإسـلام ذلـك شـعبة مـن شـعب
الإيمان، فعـن أبي هريـرة رضـي الله عنـه عـن النـبيُ ﷺ : ( الإيمـان بـضع وسـبـعون أو بـضع وسـتون شـعبة فأفـضلها
قـول لا إلـه إلا اللـه، وأدناهـا إماطـة الأذى عـن الطريـق والحيـاء شـعبة مـن الإيمـان
( متفـق عليـه)، وممـا حـذرت منـه الـسنة أشـد التحـذير التخلـي في الطريـق، ومواضـع الظـل، وقـد جعلـه ممـا يجلـب اللعنـة علـى صـاحبه، سـواء لعنـة الله أم لعنـة النـاس، فـعـن أبي هريــرة أن رسـول اللـه ﷺ قال: (اتـقـوا اللاعنان) َقـُالوا: ومـا اللاعنـان يـا رسـول اللـه؟ قـال : (الـذي يـتخلـى في طريـق المـسلمين وفي ظلهـم)
َ وفي رواية : (اتـقوا الملاعن الثلاث البـراز في الموارد ، والظل ، وقارعة الطريق ُ)
َِّ ( أبو داود، وابن ماجه، والحاكم )

١٠- نظافـة الطعـام والـشراب فقـد حثـت الـسنة علـى العنايـة بالطعـام والـشراب، وحمايتهمـا مـن أسـباب التلـوث، فـعـن جـابر: قـَال رسول الله ﷺ: ً" أغلقوا أبـوابكم ، وخمروا آنيتكم ، وأطفئوا سرجكم ، وأوكوا أسقيتكم ، فإن الشيطان لا يـفتح بابـا مغلقاولا يكشف غطاء ولا يحل وكاء، وإن الفويسقة تضرم البيت على أهله" يـعِني
َ : الفأرة (مسلم ، وأبو داود، وأحمد).
١١- نظافة المياه وذلك بالمحافظة علـى تنقيتهـا وطهارتهـا، وعـدم إلقـاء القـاذورات والمخلفـات والبقايـا فيهـا، باعتبـار أن المـاء أسـاس الحيـاة، وقد جاءت أوامره  ناهيـة عـن أن يبـال في المـاء الراكـد، فـعـن جـابر عـن رسـول اللـه ﷺ ْ أنـه نـهـى عـنِ البـول في الماء الراكد
(مسلم) ،كما يشمل النهي البول في الماء الجاري وفي أماكن الظل باعتبارها أماكن يـركن إليهـا المـارة للراحـة مـن وعثـاءِ الـسفر، وعنـاء المـسير، وربمـا لأن الـشمس لا تـدخلها فـلا تتطهـر فتـصبح محـط الأوبئـة وموضـع الأمـراض، وفي الحـديث " لا يـبـولن أحـدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يـغتسل فيهّ متفق عليه عن أبي هريرة ). والعلة من ذلك حتى لا تنتشر الأمراض والجـراثيم، وهكذا سـبقت الـسنة ِ " بالحث على حماية البيئة من التلوث،