12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

كان يا مكان

2021/01/21 11:11 PM | المشاهدات: 407


كان يا مكان
نورهان حجازي محمد

جَلستُ اَنظُر في اللاشئ بجانب الشباك وبيدي كوب من الشاي الساخن، اري الماره، وعربات مسرعه مخلفه وراها عوادم تخنق الأنفاس، ضجيج الباعه الجائلين مختلط بصراخ الأطفال وضحك مجموعة من الشباب في منتصف العمر. 

بدأ الجو يشتد سَقيعه، و بدأت السماء في تكوين سُحب من الغيوم فوق البيوت مُنذره عن هطول الأمطار، سمعت صوت شِجار رَجُلين في ارذل العُمُر لفت انتباهي انتفاضة ذلك الرَجُل من مكانه وظهر صوته مُحشرج، والدموع في عينيه كالؤلؤ، ماباله اذاً؟، دارت الكثير من الأسئله ببالي، ماذا به، ماذا فقد ذلك الرجل لتتكون الدموع في عينيه بذلك الشكل الحزين، لماذا كل هؤلاء الشباب يقبلون رأسه ويديه ويتوددون له اذا ما رأوه؟

قبل عَشْرَ سنوات كان للرجل شاب في منتصف العشرينات شاب مكلوم، مغلوبٌ علي أمره، بعد أن صرف والده كل ما يمتلك في سبيل تعليمه تَخَرْج لينضم لصف البطاله، ما أن اندلعت شرارة الثورة كان ذلك الشاب في مقدمة الصفوف وقف بِسلمية يهتف عَيش، حُرية، عدالة إجتماعية، طالت الأيام وتعنتت السلطات أمام مطالب الشباب، ليلقي مصيره شهيدًا تاركًا أب وحيد ليس له بعده أحد سوي الله

وبينما يجلس المسن مع صديقه الممسك بالجريدة ساخرًا من تلك الثورة مُسبًا لهؤلاء الشباب الذين راحوا ضحيتها، ما أن اشطاط غضبًا مدافعًا عنهم وكأنه أحيا جُرحًا لن يندمل مهما مرت عليه السنين

 

 

 

إقرأ أيضًا/جنية الليل

 

 

إقرأ أيضًا/قادنيّ إليه

 

 

إقرأ أيضًا/سقوط غرناطة وعلاقته بمحاكم التفتيش