12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

طاعة الزوج

2020/12/09 08:26 PM | المشاهدات: 824


طاعة الزوج
اسراء أشرف الطنطاوي

 

تحتاج الحياة الزوجيّة السعيدة والناجحة تحمل الزوجين المسؤوليّة ومحاولة تغيير سلوكهما للأفضل، في سبيل خلق بيئة أسريّة صحيّة وسعيدة لهم ولأبنائهم، وتحاول الزوجة إصلاح زوجها، ليكون الأب المثالي لأبنائها في المستقبل، ويُحاول هو بدوره التغيير للأفضل في سبيل ذلك، ولا يجب الحكم على شخصية الزوج من خلال بعض أفعاله، بل محاولة فهم شخصيّته جيّداً، وخلق الدافع القويّ له، وإشعاره بالمسؤولية المترتبة عليه، وبالمقابل يُبادلها الزوج تلك المشاعر والسلوكيات ويُحاولان التشارك في صُنع القرار، وإحداث التغيير معاً في سبيل الوصول لتحقيق الاستقرار والسكينة لأسرتهما.

 

تنبية: الطاعة المفروضة على الزوجة ليست طاعة عمياء، بل جعل الله لها قيود وشروط، بحيث يتوجب أن تكون هذه الطاعة مبنية على الثقة والإيمان والصلاح في تصرفات الزوج، بالإضافة إلى أن الطاعة يجب أن تكون مبنية على التفاهم والحوار وهوا الأمر الذي يزيد قوة الأسرة وترابطها.

لا بدّ من الإشارة إلى أنه في حال عدم طاعة الزوجة لزوجها فإنه يحق له تأديبها بطرق عدة وبشكل تدريجي وهذه الطرق هي: (الوعظ والإرشاد، ثمّ الهجر في الفراش والإعراض عنها، ثمّ الضرب غير المبرح إن أصرّت على العصيان)، وذلك لقوله تعالىﷻ: ﴿وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ‏﴾.

 

اقرا ايضاحكم ومواعظ على بن أبي طالب

 

شرح التعريف:

 تكون طاعة الزوج في غير معصية اللهﷻ ، بحيث يتوجب على الزوجة طاعة زوجها ما لم يأمرها بمعصية، فإذا أمرها بما يخالف الشرع؛ فلا يجب عليها أن تطيعه، لأنّ الطاعة المطلقة لا تكون إلا لله عزّ وجل (كأن يأمرها أن تخلع حجابها، أو أن تترك صلاتها، أو أن يجامعها في حيضها.).

 

 المبادرة عند طلب الفراش وذلك لقول الرسولﷺ: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح)، وكذالك التجمل وأخذ الزينة، وذلك لقول النبيﷺ: ( أي النساء خيرٌ؟ قال: "التي تسُرُّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره)، بالاضافة الى حفظ نفسها وحفظ ماله وأولاده، وذلك لقول النبيﷺ: (والمرأة راعية في بيتها ومسؤولية عن رعيتها).

 

تجنب إدخال أي أحد في بيته إلا بإذنه؛ حيث يتوجب عليها ألا تأذن لأحد ممن يكره زوجها لدخول بيتها، سواء أكان الضيف رجلاً أم امرأة أم أحداً من محارمها، والاستئذان قبل الخروج من المنزل، بحيث يتوجب على الزوجة أن تأخذ إذن زوجها قبل الخروج من المنزل، وبعد ذلك يمكنها أن تذهب لقضاء حاجاتها، فإذا منعها زوجها من الخروج يمكنها أن تتحاور معه حول سبب المنع متفهمةً وجهة نظره إن كانت مقنعة.

 

الصوم بإذنه: صوم المرأة بغير إذن زوجها، يوقعه في حرج إن طلب معاشرتها، أو كره عدم وجودها على مائدة الطعام، ومما يدل على ذلك قول الرسولﷺ: (لا تصومُ المرأةُ وبعلُها شاهدٌ إلا بإذنِه غيرَ رمضانَ ولا تأذنْ في بيتِه وهو شاهدٌ إلا بإذنِه).

 

 المعشارة بالمعروف؛ فلا تؤذيه لقول النبيﷺ: (لاَ تؤذي امرأةٌ زوجَها في الدُّنيا، إلاَّ قالت زوجتُهُ منَ الحورِ العينِ لاَ تؤذيهِ قاتلَكِ اللَّهُ فإنَّما هوَ عندَكِ دخيلٌ يوشِكُ أن يفارقَكِ إلينا ).

 

اقرا ايضا خالق الناس بخلق حسن

 

الحالات التى لا يتوجب على الزوجه إطاعة الزوج فيها:

طاعتها له في المعصية يعدّ حراماً، إذ أنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عزّ وجلّ، وقد قال ﷺ: (السّمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحبّ وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة).

إذا ثبتت عدم أمانتُه على مالها، كأن يتصرف بمالها أو جهازها على وجه سواء.

إذا أضر بالزوجة في أي تصرف يقوم به، كأن ينتقل بها إلى بلد آخر دون ذكر الأسباب، وكذلك إذا ضربها ضرباً مبرحاً الأمر الذي يجعله غير أمين عليها. 

إذا كان لها بقية معجل عنده حتى لو كان درهم، ففي هذه الحالة لا تجبر على طاعته، ولا تسمع دعوى الطاعة منه إذا أقر بعدم إيفائها عاجل صداقها. 

اقرأ أيضا الداعية الإسلامي محمد متولي منصور