ولدت زينب بنت خزيمة رضي الله عنها في مكة ولما أتى الرسول الكريم بدين الإسلام كانت أول اللاحقين لدخول الدين الإسلامي فكانت من الذين قال الله تعالي عنهم: {والسابِقُونَ الأولونَ مِنَ المُهاجرينَ والأنصارِ والذينَ اتبعوهُم بإحسانٍ رضي اللهُ عنهُم وَرضُوا عَنهُ وَأعد لهم جَناتٍ تجري تحتها الأنهارُ خـٰلدين فيها أبداً ذَلِكَ الفوزُ العظيم} [التوبة 100].
اقرأ أيضا: سلسلة 🔗 (أمهات المؤمنين كاملة)
وعاشت على الإسلام ورأت كيف كان تعامل المسلمين وتضحيتهم بكل شيء من أجل نعمة التوحيد فكانت عابدة لله ولا تفوت لحظة بدون ذكر الله ولا الإنفاق في سبيل الله.
اقرأ أيضا: أم سلمة
واختلف أهل العلم في أمر زواجها ولكنها تزوجت من النبي ﷺ بعد إستشهاد زوجها فكانت رضي الله عنها قلبها يمتلأ بالإيمان فرضيت بقضاء الله واحتسبته عند الله ولكن لم تيأس فكانت تثق بقدرة الله وأن الله سيعوضها بزوج خيراً من زوجها ولكن لم بخطر ببالها أنها ستكون زوجة لرسول الله فعاشت مع رسول الله أياماً كلها رحمه وإيماناً وتقرباً من الله تعالي أكثر وكانت رضي الله عنها رحيمه بالفقراء والمساكين قبل الإسلام وبعد الإسلام ازدادت رحمة ورأفة بهم.
أقرا أيضا: حفصة بنت عمر
وفي بيت النبي بين زينب بنت خزيمة وباقي زوجات النبي كان لا يحدث أي شيء من الغيرة أو الغضب الأنثوي فكانت لكل زوجة من زوجات النبي مكانة كبري في قلبه فلا يفرق بينهم في التعامل ولا المودة فكان رسولنا الكريم خير الرُسل في الرحمة والمساواة والعدل وكانت رضي الله عنها متفرغة لله وجعلت وقتها كله لله تعالي والتصدق على الفقراء والمحتاجين ولم يخرج من غرفتها إلا الطاعات والصدقات فكانت تحس سعادة غارمة في مساعدة المساكين والعطف عليهم فهي بعد زواجها من رسول الله أصبحت أم المؤمنين وأم المساكين في آن واحد ولكن هذا الأمر لم يدم طويلا.
اقرأ أيضا :زينب بنت جحش
فقد عاشت زينب بنت خزيمة رضي الله عنها في بيت النبي عابدة لله ترعي الفقراء ولا يغفل ذكر الله عن قلبها أبداً وهذه الفتره لم تطل فقد عاشت في بيت النبي شهرين أو أكثر ثم توفيت وكانت هي أول زوجة للنبي ﷺ تموت في المدينة وبعد موتها تجدد الحزن في قلب النبي فبموتها تذكر موت خديجة رضي الله عنها فهكذا دخلت زينب بنت خزيمة بيت النبي في هدوء وخرجت في خشوع وفوزها بدعاء الرسول ﷺ لها وكل خيرٌ فعلته في الدنيا ستسعد بيه في الجنة بالنعيم الذي لا ينقطع ولا يزول.
وما لنا إلا نودعها بقول الله تعالي {إن المتقين في جناتٍ ونهرٍ في مقعد صدقٍ عِند مليكٍ مُقتدرٍ}.