برز دور الرجل فى العمل بالمصانع باعتباره المعيل الأول لأسرته فى منتصف القرن التاسع عشر، واستمرّ دور المرأة فى عملها المنزلي خلال القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين، إلا أنه فى نهاية القرن التاسع عشر ظهرت الطاقة الكهربائيّة وبدأ استخدام الآلات الكهربائيّة، كالغسالات، والمكانس الكهربائية، وغيرها، ممّا قلّل من الوقت التي تقضيه المرأة فى العمل المنزلي وحقق بعض الراحة لها.
------------
اقرأ أيضاً/أربع صفات تجعل المرأة ناجحة
--------------
ولكن ما سنندهش به أن مثل ما كانت للحرب العالمية الثانية إنفجارات كثيرة، فلقد انفجر أيضاً باب العمل للمرأة؛ إذ عملت النساء مكان الرجال خلال الحرب العالميّة الثانية فى المصانع؛ بسبب انشغال الرجال بتأدية الخدمة العسكريّة، ثمّ عادت بعدها إلى المهن الأسهل كالعمل فى المكاتب، والتمريض، والتدبير المنزلي.
كما بدأت النساء المتزوجات بالعمل فى سبعينيّات القرن الماضي، وبدأن يعملن فى المهن التقليديّة كالرجال، ثمّ جاءت التكنولوجيا لتُحسِّن وتُسهِّل من عمل المرأة؛ إذ إنّ الأعمال التي كانت تحتاج لمجهودٍ بدنيٍّ أصبحت تُنفّذ بسهولة كبيرة من خلال التكنولوجيا.
و لكن مقالنا يطرح سؤال هل يؤثر عمل المرأة على البيت؟
فى وجود كلمة تأثير سوف نتجه إلى طريقين، تأثير إيجابي،
وتأثير سلبي، ولكن يدفعنا السؤال إلى البحث عن تقصير المرأة تجاه منزلها، قبل النظر إلى نزولها للعمل وتغيير طبيعة فطرتها التي خُلقت عليها، وهل كان الأمر فرض عليها أم مسئوليتها تجاه أولادها وزوجها كانت الدافع وراء سعيها إلى العمل؟.
------------
اقرأ أيضاً/طرق لطرد الطاقة السلبية من المنزل
--------------
ومن هنا نبدأ، التأثير الإيجابي على عمل المرأة هو نفسيتها، نفسيتها التي اكتملت عند شعورها بأنها تحمل متطلبات البيت مع زوجها، وبالإضافة إلى ذلك فلقد أشار عمل المرأة وتقدمها فيه على أن هذه العقلية نجحت بالفعل فى إثبات ذاتها ورأيها وإدارتها لشئون بيتها، وتربية أولادها، واحترامها لنفسها،
ونري هذا الفخر العظيم فى كل أم أصبحت سنداً لزوجها وحضن أولادها وسيدة بيتها.
تعود من عمل شاق لتركض فى بيتها لصنع الغداء لرجل بيتها الذي يوشك على العودة من عمله أيضاً، وتفعل ذلك دون النظر إلى شيطان يهمس لها بأنها فى وضع ظالم وغير إنساني، تفعل ذلك بكل رضا وسلام نفسي وحب وحنان، لتري مشهد ابتسامة زوجها لها وكلمة رقيقة لتخفيف عبء إرهاق العمل والبيت.
أما عن الجانب السلبي، فسنجد أن الزوج فى بعض الأحيان يبدأ بالتقليل من شأنها فى مساندتها له لزيادة العائد المادي وتحقيق ذاتها، ومعاملتها على أنها لا تستطيع فعل شىء غير الوقوف فى المطبخ.
ومن جانب آخر فكلاً من الزوج والزوجة يرمي شحناته السلبية فى وجه الآخر، فزوجها إذا فرغ طاقة غضبه بها لو تأخرت فى تحضير الغداء قليلاً دون النظر إلى ركضها وعرقها الذي يشير وكأنها تركض ١٠٠ عام بشغف ولهفة وخوف على زوجها الجائع، ولا تطمع فى شىء غير ابتسامة ولين قلب، وأن يعاملها كإنسان يشعر وله حق فى احترامه حتى وإذا تأخر ميعاد الغداء قليلاً.
------------
اقرأ أيضاً/نصائح لتنظيم ميزانية الأسرة
--------------
وهنا يبدأ فقدانها للشغف، ويصيبها الإحباط والتوتر مما ينعكس سلباً على الأطفال ونفسيتهم.
سيدي أنت بشري لا حيوان، ما يهمه هو إطعامه فقط، دع طاقتك السلبية مع خلع حذائك، وتأكد أن هناك من ينتظرك خلف الباب بلهفة شديدة وابتسامة مرحبة برب الأسرة وأمانها.
فى هذا الموضوع يكون التأثير الإيجابي منهما والسلبي أيضاً منهما، لا يوجد منزل هُدم من تلقاء نفسه، حتي وإن سقط عمود منه فى البيت لا يهدم، فقط يهتز قليلاً وسيعود سريعاً لموازنته مرة أخري.
عليكِ الثبات ومواصلة ما تفعلينه كل يوم لتحصلين على نظرة فخر لنفسك فى مرآتك كل صباح، ومعاها تجدي تقبيل رأسك من زوجك وشريكك، ومشجعك الأول فى إبحاركما بسفينة بيتكما وأولادكما فى بحر الدنيا لبر الأمان،
فهذه هي أول مركب يسمح أن يكون لها قبطانين أنتِ وزوجك.
