12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الكذب آفة كبرى مدمرة للمجتمعات.

2020/11/23 03:11 PM | المشاهدات: 551


الكذب آفة كبرى مدمرة للمجتمعات.
أحمد ناصر علوان

الكذب طامة كبرى:

فإن الكذب طّامة كبرىٰ منتشرة بين المسلمين في هذا الزمان، فلا تكاد تجد أحدا يخلو من هذا الداء -إلا من رحم اللّٰه- وقليل ما هم، وتجاهَلَ كلُّ كاذب -على علم- مضارَّ الكذبِ الوخيمة، ولم يضع نصب عينيه إلا تلك المصالح المحدودة التي-زعم- أنه سيحققها من وراء كذبه، ألا فليُعلَم لدى الجميع أنه لا مصلحة في الكذب ولا فائدة منه.

اقرأ أيضا: ساعة لقلبك وساعة لربك

 

مضار الكذب:

وآفته الكبرى الظلم وعدم إعطاء الحق لأهله، وهل الكفر إلا كذب على اللّٰه؟

*ومن مضار الكذب:* أنه من كبائر الذنوب التي تخرب الديار وتهدم المجتمعات، وتتسبب في سفك الدماء، فوق أنها تجعل المرء يفقد الثقة فيمن حوله؛ فكيف يثق امرؤ بمن تبيّن كذبه ولو مرّة، وأقبح من هذا أن تجد كذابا وقحًا، ينكر على الناس عدم ثقتهم فيه، فيرتكب المقدمة وينكر النتيجة...

*ومنها:* أنه خارم للمروءة، فلا يكاد يكذب إلا رجل خاف من الخلق فوق خشيته من الخالق، أو أنه استخف بنظر اللّٰه إليه، فلم يلقِ لهذا الكذب بالا.

ومنها: أن المعتاد عليه يكتب عند اللّٰه كذابا، فكل الناس إما ان يكتب عند اللّٰه صديقا وإما أن يكتب كذابا، فليختر كل منا لنفسه، كما ورد في الحديث الصحيح، فضلا عن أن النبي قد نهى عنه أشد النهي.

*ومنها: أنه وسيلة للوشاية والنميمة، فنصف النميمة كذب، وعليها عقاب اللّٰه، وهي التي تُنشبُ الحرب فتنشر القتل وتسفك الدم بين أي مجتمع كان، والكذب وسيلة البهتان، وهو ذكرك أخاك بما ليس فيه مما يكره في غيبته، وهنا تجتمع الغيبة والكذب في الغدر وانعدام المروءة وانحطاط الأخلاق وضعف الشخصية.

اقرأ أيضا: الحديث السادس من سلسلة شرح الأربعين النووية

 

صور الكذب:

*وإنّ من صور الكذب:* الإشاعات، ونقل الاخبار المهمة بغير تثبت، والتورية بالكذب لما يريد، أو يتكلم على نيته هو؛ لا على نية المخاطب، *وإنّ من اسوأ صور الكذبِ كذبَ الإمام على رعيته، أو الكبير على الصغير،* لأن الرعية والصغير ومثلهم لا خوف منهم، فدل على انعدام مراقبة اللّٰه، والاستهانة بحدوده، والاستخفاف بحقوقه، وهنا يكمن جانب خرم المروءة في الكذب؛ كالشيخ الزاني والعائل المتكبر؛ لانعدام سبب المعصية، فليُحذَر خطوات الشيطان في هذا.

وإن من الناس من لا يروج سلعته إلا بالكذب، سواء سلعته في التجارة أو سلعته في الحياة عامة، وتغافل قولَ النبيﷺ "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، *والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"* كلُّ هذا وعيد لمن يستخفُّ بكذبه في عمله، ويقول: لأخسرن إن صدقت، قل خسارة الآخرة أكبر لو كان يفقهون.

ورأيت بعض الناس كذبه كطعامه وشرابه في السهولة، فيكذب كأنه ما فعل شيئا؛ لا يحمرّ له وجه، ولا ترتبك له أعصاب، ولا يهتز له كيان "أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ"

اقرأ أيضا:التحذير من فتنتى الدنيا والنساء

 

نداء للمسلم المأزوق:

فيا أيها الذي ظننت أنك في مأزق لن ينجيك منه إلا الكذب، اعلم أنك الآن في أفضل مواطن الصدق.

وليُعلَم أن المجتمع الإسلامي لن ينهض ولن تقوم له قائمة إلا بالتخلي عن تلك الصفة الذميمة وأشباهها.

فيا أيها المسلمون، اتقوا اللّٰه ربكم واقلعوا عنها، وليبدأن كلٌ منكم بنفسه، وإلا؛ فخراب الدنيا وخسران الآخرة، وقد أنذرت وحذرت، والحمد للّٰه رب العالمين.