هي واحدة من نجمات الزمن الجميل لقبت "بصاروخ الكوميديا"، واشتهر بأدوارها الكوميدية الناجحة، وجسدت كثيرا شخصية الفتاة العاني، وبرعت في أداء هذا النوع من الأدوار.
الفنانة زينات صدقي، اسمها الحقيقي زينب محمد سعد ولدت بمدينة الإسكندرية عام 1912 كان والدها تاجرا مشهورا، توفي عندما كانت في الثالثة عشر من عمرها حصلت الشهادة الإبتدائية، ثم التحقت بمعهد "أنصار" للتمثيل، وهو المعهد الذي أسسه زكي طليمات، ولكن والدتها عارضت دخولها مجال الفن وزوجتها ابن عمها حين أصبحت في الخامسة عشر من عمرها، وكان يكبرها ب17 عاما، وكان يسئ معاملتها لهذا السبب انفصلا بعد أقل من عام على الزواج، وفي ذلك الوقت قررت زينب الهروب من عائلتها لدخول مجال التمثيل وسافرت مع صديقتها خيرية صدقي.
اقرأ أيضا:انطلاق ورشة" حرفية الممثل وإعداده " فى مهرجان شرم الشيخ
وهناك التقت بنجيب الريحاني الذي أطلق عليها لقب "زينات صدقي"، واقترح عليها المشاركة في إحدى مسرحياته واشترط عليها النجاح في المسرحية، كي تصبح عضوا في فرقته، وفي ثلاثينيات القرن الماضي بدأت "زينات" مشوارها الفني وبعد أن نجحت في اختبار نجيب الريحاني انضمت إلى فرقته المسرحية وشاركت معه في عدة مسرحيات كان منها" الدنيا جرى فيها إيه"، لتبدأ بعد ذلك من في المشاركة بالسينما حيث كانت مشاركتها الأولى في فيلم "بسلامته عايز يتجوز"، وقدمت بعد ذلك عدة أفلام مثل "وراء النار، ممنوع الحب، البؤساء"، وبعد وفاة نجيب الريحاني انضمت إلى فرقة إسماعيل ياسين وقدمت معه أفلام عديدة منها" عفريته إسماعيل ياسين، والآنسة حنفي".
وعلى الرغم من تقديمها شخصية العانس في السينما واشتهرت بإتقانها لهذا الدور إلى أنها تزوجت في الحياة الواقعية ثلاث مرات، وكما ذكرنا كان زواجها الأول من ابن عمها، ثم تزوجت مرة ثانية من الملحن إبراهيم فوزي لكن هذا الزواج لم يدم طويلا أيضا، وتزوجت للمرة الثالثة والأخيرة من ضابط جيش مصري، واستمر زوجها هذا 14 عاما ولكن لم يرزقا بالأطفال و بعد كل هذه السنوات طلب منها زوجها إرسال والادتها العجوز إلى دار المسنين، فغضبت ولم تتمكن من أعصابها فضربته بالهاتف وانتهي زواجها، وحاول أن يعتذر منها كثيرا، واستعادن بالرئيس جمال عبد الناصر لكنها رفضت العودة له على الرغم من حبها له.
اقرأ أيضا:تعليق الفنان فتحي عبد الوهاب على أزمة تامر حسني
وتعرف "زينات" بمواقفها الإنسانية العالية، وكانت تحب الخير وتساعد كل محتاج، وأثناء عملها مع فرقة نجيب الريحاني توفي أحد الكومبارس في الفرقة فأمرت بدفنه في مقبرتها الخاصة، وتكفلت بمصاريف الدفن وبعد فترة توفيت والدة أحد العاملين أيضا وعندما أتى إليها يطلب مكان للدفن، فقررت أن تجعل المدخل للجميع وكتبت عليه مدخل عابر سبيل، كما طلبت من الحارس أن يضع صنبور ماء ليشرب منه كل محتاج أو عابر سبيل، وفي موقف آخر رفضت تحصل على أجازه يوم وفاة والدتها حتى لا تحرم زملائها من أجرهم اليومي، فعجب المخرج إسماعيل ياسين من موقفها وصعد إلى المسرح بعد إنتهاء العرض كي يروي للجمهور موقفها الرائع، وخلال فترة السبعينيات لم تعد "زينات" تتلقى عدد كبير من الأعمال فخصص لها الرئيس أنور السادات معاشا استثنائيا خاصا بها، وكان فيلم "بنت اسمها محمود" آخر أعمالها وبعدها فارقت الحياه أثر مرض رئوي وتوفيت عام 1978.
ستبقي زينات صدقي مثالا للإنسانية والعطاء والطموح!
اقرأ أيضا:مايا دياب تخطف الأنظار بفستان أبيض
