12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

أم المؤمنين أم سلمة -رضي اللّٰـهُ عنها-

2020/11/11 12:09 PM | المشاهدات: 486


أم المؤمنين أم سلمة -رضي اللّٰـهُ عنها-
أحمد ناصر علوان

 

اسمها ونسبها:

هي: أم المؤمنين أم سلمة هند بنت حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب...

 أي أنها في النسب قرشية من بني مخزوم عائلة خالدبن الوليد -رضي الله عنه- وهي ابنة عمه.

 

 

 

نشأتها: 

نشأت في بيت جود وكرم، وكان أبوها من سادات بني مخزوم، وإخوتها كذلك...

 

 

إخوتها: 

من النسب -فيما نعلم- ثلاثة: 

عبد الله والمهاجر: أسلما قبل الفتح.

وعامر: أسلم يوم الفتح.

ولها أخ من الرضاعة هو: عماربن ياسر.

-رضي الله عن الجميع-

 

 

 

حياتها قبل الإسلام: 

تزوجت من أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وهو ابن عمها وعاشت معه إلى أن جاء الإسلام، فكانا من السابقين الأولين، وهاجرت معه هجرة الحبشة ثم هاجرت إلى المدينة، فهي إذن قد هاجرت الهجرتين، وظلت مع زوجها أبي سلمة إلى أن أصابته -رضي اللّٰه عنه- جراح يوم أحد، فمات على إثرها -رضي الله عنه-

 

 

 

زواجها من رسول الله ﷺ:

أخرج الإمام مسلم بإسناده إلى أم سلمة -رضي الله عنها- أنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ((ما من عبد مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: "إنا للّٰه وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها" إلا أخلف الله له خيراً منها.

 قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله ﷺ ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله ﷺ قالت: أرسل إليّ رسول الله ﷺ حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت: إن لي بنتاً وأنا غيور فقال: أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله أن يذهب الغيرة)) 

 

اقرأ أيضا: سلسلة 🔗 (أمهات المؤمنين كاملة)

 

مكانتها في الإسلام:

كان لها في الإسلام مكانة عظيمة ومنزلة راقية، حيث قيل إنه نزل بعض القرآن بسببها -كما قال المفسرون- مثل قوله تعالى: 

(وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ)

وقوله تعالى:

  (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ...)

وقوله تعالى:

(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ...).

 

حتى لقد كان النبي ﷺ يستشيرها ويأخذ برأيها، فقد أخرج الإمام أحمد بسنده في قصة الحديبية أن النبي ﷺ أمر أصحابه بالحلق ونحر الهدي، فلم يفعل أحد منهم، طمعا أن يُنسخ الحكم، فدخل النبي ﷺ على أم سلمة مغضبا وقال: " (يا أم سلمة ما شأن الناس؟ قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلمن منهم إنساناً، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره، واحلق فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله ﷺ لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون) 

فهي إذن حكيمة عاقلة لها فضل وشرف ومكانة، وبشورتها خفف عن المسلمين كثيرا، ومنعت شرا كبيرا...

 

اقرأ أيضا: حفصة بنت عمر

 

حياتها بعد وفاة النبي ﷺ: 

لزمت ام سلمة بيتها بعد وفاة النبي ﷺ وكانت تُعلّم الناس ما تعلمته من رسول الله، وما روته عن زوجها الأول، حتى روى عنها خلق كثير...

 

 

موقفها من الفتن الدائرة بين الصحابة -رضي اللّٰه عنهم أجمعين: 

 اعتزلت الفتن ونصحت لهم، فلقد نصحت لعثمان -رضي الله عنه- حين كونه خليفة، ولما قتل وذهبت عائشة -رضي الله عنها- في موقعة الجمل نصحتها أم سلمة ألا تفعل، ونصحت معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- وأرسلت له تذكر له فضل علي -رضي الله عنه- ثم قالت قولتها الشهيرة: "إلا إن نبيكم قد برئ ممن فرق دينه واحتزب" فنهتهم عن الفرقة والتحزب، فلقد كانت حريصة على وحدة صف المسلمين وعدم اختلافهم...

اقرأ أيضا: زينب بنت جحش

أبناءها:

لم تنجب للنبي ﷺ أولادا أبدا، وإنما أولادها كلهم كانوا من أبي سلمة، وهم: 

١- سلمة بن أبي سلمة: من أصحاب رسول الله ﷺ زوجه النبي ﷺ من أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، وعاش إلى أيام عبد الملك بن مروان، وتوفي بالمدينة.

 

٢- عمرو بن أبي سلمة: ولد بأرض الحبشة في السنة الثانية من الهجرة، وتوفي بالمدينة في خلافة عبد الملك بن مروان.

 

٣- محمد بن أبي سلمة: ولد في عهد رسول الله، ويقال إن له صحبة...

 

٤- زينب بنت أبي سلمة: تزوّجها عبد الله بن زَمْعَة بن الأسود فولدت له عبد الرحمن ويزيد ووهبًا وأبا سلمة وكبيرًا وأبا عبيدة وقريبة وأمّ كلثوم وأمّ سلمة، توفيت بالمدينة ودفنت في البقيع.

 

٥- درة بنت أبي سلمة: وقيل اسمها رقية...

 

٦- أم كلثوم بنت أبي سلمة...

اقرأ أيضا: أم المساكين!؟

 

وفاتها: 

توفيت أم سلمة في ذي القعدة 59 هـ وقيل 60 هـ وقيل 61 هـ وقيل 62 هـ، فكانت تقريبا آخر زوجات النبي محمد وفاة، ودفنت بالبقيع، رضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين والصحابة أجمعين، والحمد للّٰه رب العالمين.

 

 

المصادر: 

١- صحيح البخاري.

٢- صحيح مسلم.

٣- مسند الإمام أحمد.

٤- تفسير القرطبي.

٥- أسد الغابة في تمييز الصحابة.

... وغير ذلك.