12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

العتبة الخضراء ( الزرقاء سابقا )

2020/05/10 07:16 PM | المشاهدات: 930


العتبة الخضراء ( الزرقاء سابقا )
أحمد القاضي

تبدأ حكاية العتبة خلال فترة حكم العثمانيين لمصر
تحديدا لما قام الحاج محمد الدارة الشرايبى شاة تاجر البن الشهير ببناء سرايا خاصة به

اقرأ أيضا ======= سلسلة لمسات رمضانية "11 رمضان"
=============
(و بالمناسبة الحاج محمد الدادة الشرايبي وهو صاحب جامع الشرايبى بالازبكية المعروف باسم جامع البكرى و كمان له وكالة في الغورية و هو اللي جدد الحمام اللي بناه السلطان الغوري و غير اسمه لحمام الشرايبي اللي موجود جنب وكالة الشرايبي و بس للأسف الحمام و الوكالة مهجورين دلوقتي )

السرايا دي كانت تطل على بركة ماء كبيرة وحدائق كبيرة هى حدائق الأزبكية

بعد كده انتقلت ملكية السرايا للأمير رضوان كتخدا الجلفى
( اللي بني برجين باب العزب في قلعة الجبل)
فجددها و زخرفها بعد عام 1160 هجرية و دهنها باللون الأزرق. .
فعرف القصر بقصر (العتبة الزرقاء)

اقرأ أيضا ======= الشده المستنصريه
=============

بعد كده اشتراها محمد بك أبو الدهب اللي غدر بأستاذه َ على بك الكبير اللي حاول يستقل بمصر عن السلطنة العثمانية

محمد بك أبو الدهب تزوج محظية رضوان كتخدا الجلفي صاحب البيت أو السرايا ذات العتبة الزرقاء

بعدين انتقلت ملكية السرايا إلي طاهر باشا و ورثته
لحد ما اشتراها عباس حلمي الأول ثالث ولاة اسرة محمد على فهدمها ووسعها وبناها من جديد ودهنها باللون الأخضر لكراهيتة لللون الارزق
و أصبح إسمه ( العتبة الخضراء)
وخصص السرايا لإقامة والدته ارملة الأمير طوسون
ثم أتي الخديوي اسماعيل و بدأ التخطيط لعاصمته الجديدة ( القاهرة الخديوية)
اللي شيدها علي الطراز الأوروبي و كانت البداية بإنشاء قصر عابدين
( هبقي أتكلم عنه في مقال منفرد )
والأحياء الجديدة و الميادين مثل ميدان الإسماعيلية (ميدان التحرير حاليا)و جاردن سيتي والقلب التجاري .. و تخطيط منطقة الأزبكية وردم ما بقى من البركة.

وقام الخديوي اسماعيل في عهده بتجديد السرايا عام 1874م و أصبحت مقر لوزارة الخارجية واستمر الحال علي كده
لحد ما تم هدمها وكلف المعماري الفرنسي هوسمان بتخطيط الميدان
( هوسمان هو أشهر معماري فرنسي استعان به الخديوي اسماعيل في بناء القاهرة الخديوية و هو صاحب مشروع تطوير باريس في القرن 19 اللي اتعرف بإسم المخطط الهوسماني )

ومنح الميدان ميزة عن كل ميادين القاهرة، وهي أنه أصبح مركز القاهرة الجغرافي

و بسبب التنظيم ده ضاع جزء كبير من السرايا وبقى منها القصر العظيم الذي أصبح مكانه المحكمة المختلطة خلف دار الأوبرا القديمة وبجوار صندوق الدين
و هو دلوقتي مقر مديرية الصحة بالقاهرة اللي جنب مبنى مكتب البريد الرئيسي بميدان العتبة

و في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني و بالتحديد سنة 1896 م إنطلق ترام القاهرة لأول مرة من ميدان العتبة

أطلق على الميدان اسم محمد على ثم ميدان الملكة فريدة عام ١٩٣٨ م ثم ميدان عاد اسم العتبة الخضراء مرة تانية و هو الإسم اللي استمر إلي الوقت الحالي .

إقرأ أيضا / "صانع مصر الحديثة" محمد علي باشا

الصورة : لــ ميدان العتبة القاهرة ١٩١٤