12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

المدينة الضائعة

2020/10/09 10:02 PM | المشاهدات: 746


المدينة الضائعة
إسراء نشأت عبد الرازق

 

هناك الكثير من الحضارات والمدن التي قد تكون مجهولة أمام الجميع ، ولكن هل لك أن تتخيل مدينة ضائعة بحضارتها وبقاياها ، وما تبقى منها فقط الأساطير !
إنها أطلانتس .. المدينة الضائعة التي دارت حولها الكثير من الحكايات والأساطير ، والتي كان أول ظهور لها سنة ٣٦٠ ق.م حيث ذكرها أفلاطون في نص له يُعرف بـ ( طيمايوس ) ويحكي في هذا النص عن رحلة رجل إسمه كريتياس إلى مصر ، وأثناء وجوده في مصر تحدث معه الكهنة المصريين القدماء عن مدينة أطلانتس والتي عُرفت بوجودها في أسبانيا وتحديدًا عند مضيق جبل طارق ، وأطلق عليه أفلاطون في النص لقب ( أعمدة هرقل ) ..
وصف كريتياس بطل هذه الأسطورة التي ذكرها أفلاطون مدينة أطلانتس بأنها جميلة بشكل مُبهر لا يتخيله عقل ، وأن شعبها مُتطور بطريقة غريبة كما أنهم قاموا ببناء المعابد والقصور والتماثيل في وقت لا يستطيع أحد أن يبني حضارة مشابهة لهم أو يصل إلى هذه المرحلة المتطورة ..
كما وصف جيش مدينة أطلانتس بأنه جيش قوي وعظيم ..
ولكن مع مرور الأيام حدث شيء غير متوقع وغريب في الوقت ذاته ، وهو أنه مع إزدياد قوة شعب أطلانتس زاد طُغيانهم وظلمهم ، وحسب ما قالته الأسطورة أن الإله زيوس توعد لهم بأن يُغرق المدينة بالكامل ويُدمر كل ما قاموا بتعميره بها ، وعندما حدث هذا الدمار المفاجيء هناك من نجى من الطوفان ونجح في الهرب من المدينة .. 
ويستكمل أفلاطون الأسطورة قائلاً أن من استطاع أن ينجو بدأ في تعليم الناس طريقة تفكير شعب أطلانتس وتطورهم الذين وصلوا له حتى يستطيع غيرهم أن يصل إلى ما توصلوا له ..

وهُنا يجب أن نتسائل هل الأساطير التي نقرأها أو تُروى لنا حقيقية أم مجرد خيال كاتب ؟ 
وحتى نستطيع أن نُقارن بين كثير من الأساطير والتي تحولت لحقيقة في يوم من الأيام ، فيجب أن نذكر بعض الأحداث .. 
سنة ٨٥٠ ق.م ذُكرت مدينة طروادة في ملحمة الإلياذة والأوديسة والتي ذكرها شاعر إغريقي عُرف بـ هوميروس ، وظلت مُجرد أسطورة خيالية من تأليف كاتب ، ولكن حدث شيء مُخالف تمامًا لما عُرف عن الأساطير حيث أنه في عام ١٨٧١ إكتشف شخص ألماني إسمه هينرش المدينة في منطقة بشمال تركيا ..
وفي سنة ١٩٠٠ تم إكتشاف قصر ذُكر قديمًا على أنه مجرد أسطورة عُرفت بـ المونيتور ، وهو قصر التِيَه ..
والمؤكد لنا الآن أن هناك أسطورتين تحولوا بالكامل لحقيقة فما هي حقيقة أسطورة المدينة الضائعة وما هي آراء المؤرخين عنها ؟
بعدما ذُكرت الكثير من الأقاويل عن أطلانتس بدأ الناس في الإنقسام إلى عدة فئات .. فئة مؤيدة لوجود أطلانتس وقالوا أنها قارة كاملة وليست فقط مجرد مدينة وكان لها وجود في منتصف المحيط الأطلنطي ثم غرقت نتيجة لحدوث فيضان .. 
وفئة أخرى قالت أن المدينة إختفت في مثلث برمودا وذلك نتيجة لوجود طرق وأنفاق وطبيعة مختلفة تحت مثلث برمودا ويمكن أن تكون هذه هي بقايا مدينة أطلانتس .. وهذا الرأي عارضه الكثير من الناس قائلين أن وجود الطرق والأنفاق أسفل مثلث برمودا ليس من صنع البشر وإنما هي طبيعة خلقها الله لا دخل للإنسان بها وبذلك نصل إلى أن هذه الطرق والأنفاق أسفل مثلث برمودا ليس لها علاقة بأطلانتس الضائعة ..
ونتيجةً لذلك إتفقوا على أن أطلانتس مجرد أسطورة وخيال ألفه أفلاطون بسبب إقتناعه بفكرةٍ معينة ، وهي أن أثينا مكان محمي بالآلهة وعندما حاول شعوب أطلانتس إحتلال أثينا فأثاروا غضب الآلهة فكان عقابهم الغرق والدمار ..
إختلطت الأفكار والأقاويل والآراء فبدأ الكثير من الناس البحث أكثر فأكثر حتى يستطيعوا التوصل إلى الحقيقة أو جزء من الحقيقة الغامضة عن تلك الأسطورة ..
فمثلاً سنة ١٩٣٠ أرسل هتلر بعثة لجزيرة مالطا لمحاولة إستكشاف المدينة الضائعة ولكن بالرغم من محاولاته فلم يستطع الوصول لأي شيء يُذكر .. 
ماذا يُمكن أن يجعل هذه المدينة دونًا عن غيرها غامضة إلى هذا الحد ، وما الذي يجعل الناس تُفكر في كونها حقيقة وليست أسطورة ، وحتى نُفكر في هذا الأمر فيجب أن نعرف ماذا قال أفلاطون عنها ؟
قال أفلاطون أنه كان هناك تواصل بين مدينة أطلانتس والحضارة المصرية القديمة مستندًا بمخطوطة ماريس الموجودة بالمتحف البريطاني والتي تتحدث عن مدينة أطلانتس وما توصلوا له ، بالإضافة إلى بعض الأدلة التي تُثبت وجود المدينة في الخرائط القديمة وقد استخدم هذه الخرائط مكتشف أمريكا كريستوفر كلومبس ، وأوضحت هذه الخرائط وجود جزيرة ليس لها وجود على الخرائط الحالية ورجحوا أنها يُمكن أن تكون أطلانتس ..
كل هذه الأقاويل والأحداث تجعلنا نُفكر في حقيقة مدينة أطلانتس ، وأننا مهما بلغنا من العلم فهُناك الكثير الذي ما زال مجهولاً بالنسبة لنا .