يتطور العالم كل يوم وتتغير الثقافات والانتمائات والهوايات ويتطور معها سلوك الإنسان وأنشطته ومن الممكن أن يصبح هذا السلوك عادة يفعلها الشخص من الوقت للآخر لكن هل من الممكن أن يصبح هذا السلوك إدمان؟ !
اقرأ أيضاً/سجناء جسم واحد
الإدمان ليس فقط مجرد إدمان الشخص على مادة كيمائية تؤثر عليه وتتحكم في أفعاله بل أيضاً هناك ما يسمى بالإدمان السلوكي و هو أحد أنواع أمراض الإدمان المعترف بها عالميًا؛ يتمثل الإدمان السلوكي في أنه حاجة ملحة وطاغية للانغماس المتكرر في فعل أو سلوك وهذا السلوك يعود عليك بشعور زائف بالسعادة يجعلك تستمر في فعل هذا السلوك على الرغم من العواقب السلبية الخطيرة التي تتعرض لها.
ومن أنواع الإدمان السلوكي إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، الإدمان على المقامرة، إدمان التسوق،
إدمان الإنترنت، إدمان ألعاب العنف.
ويتضح الإدمان السلوكي لدى المرضى في بعض السمات
منها: معاناة الشخص في متابعة علاقاته الاجتماعية والحفاظ عليها، افتقاد العقل والمنطقية فيما يخص مبررات السلوك الإدماني، المعاناة من خسائر اقتصادية ومالية وحياتية، والأهم من كل هذا عدم قدرة الشخص على التوقف عن فعل هذا السلوك عند رغبته في ذلك.
اقرأ أيضًا/مرض كوكب الأرض
يتطور الإدمان السلوكي بشكل دائم مع التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية حيث أنه مع التطور التنكولوجي الأخير ظهر نوع جديد من الإدمان السلوكي وهو إدمان العملات الإلكترونية وهي عبارة عن عملات مشفرة يمكن تداولها فقط عبر الإنترنت و يعتبر البتكوين هو الاسم الأكثر تميزًا في مجال العملات الإلكترونية حيث أنها ظهرت للمرة الأولى عام 2009 وكانت قيمتها حوالي 0.39 دولار ثم وصلت في الأعوام الأخيرة إلى مايقرب من 18000 دولار.
سببت البيتكوين هوسًا في العالم، وجعلت العديد من الأشخاص في الطبقة المتوسطة يبيعون ممتلكاتهم لشرائها.
اقرأ أيضاً/إدمان السوشيال ميديا
ووفقا للخبراء يتشابه مدمني البيتكوين مع المقامرين عبر الإنترنت.
حيث قالت مؤسسة ويست لينتون أنها تعالج إدمان العملة الإلكترونية باستخدام تقنيات موجودة في برامج إدمان المقامرة.
كما ويعتبر تداول البيتكوين وتحقيق مكاسب كبيرة ثم تعقبها خسائر ضخمة يجعل المدمن للبيتكوين يعاني نفس مشاكل المقامر.
وعلى الرغم من علاج الإدمان السلوكي يعتبر صعباً بشكل كبير إلا أن هناك مجموعة من الطرق والبرامج التي تعمل بشكل فعال حتى الآن مع هذا المرض.
وهي تتمثل في ثلاث طرق:
العلاج الشخصي: وهو يتمثل في إقناع المريض بأنه مصاب بالإدمان السلوكي حتى يستطيع إدراك ماوصل إليه من نتائج سلبية في حياته.
العلاج الأسري: حيث أنه غالباً ماتتأثر علاقة المريض بأسرته بسبب هذا الإدمان وهذا أهم مايجب معالجته
مجموعات الدعم: وهي تتم من خلال تعامل المريض مع الأشخاص الآخرين المصابين بنفس المرض حتى لايشعر بالوحدة أو أنه مختلف عن الجميع.
حقاً التخلص من الإدمان على أي سلوك ليس بهذا القدر من الصعوبة كونك لديك إدراك تام بأنك مصاب بهذا المرض وإرادتك على التخلص منه ستجعلك تتغلب عليه.
