أيها المسكين أبشر لا تقل مقهور
استعن بالله وانظر للبلاء أجور
إن تأخر كشفه بالدعاء تحور
فمدد يداك بالدعاء صامتا وجهور
انظر لمن أنبت الزرع بين الصخور
انزع همومك فإنه بين الصخور زهور
تفني الحياة بأسرها فكن بها وقور
ليست حياة فارهة حبها مغرور
لم تك باقية فكأن طول عمرك تزور
أدب طباع قلبك وكن لحزنك صبور
لست أول من جرح لا تكن محسور
صعب عد ظلمها قد ضيقت صدور
قد طغي ظلمها وانتثر سمها فجور
هلا رأيت مخالبا قد شبهت بصقور
إن تحدثت الجبال لخاطبتك عقور
ويحك ألم بنا البلاء وشملنا مكسور
قد تعاظم جرحنا ولم نجد منصور
لم يسلم من شرورك غائب وحضور
فإذا طمعنا بعطف لم تجيبي شعور
فعطف لم يعد بأرضه لما سقيت البور
أوه كم طال ظلامها وغردت بشرور
شهد التعازي ما الخلد عليك بمذكور
راحلة بظلمك وملذات مائدتك تغور
فمن أرادك فإنه يرمي معك محشور
رغبا ورهبا عد إليه وابتهل رب غفور
صبرا جميلا إن الصبر طريقه مجبور
هون هموما بذكرك الرحمن وكن شكور
هون فإنها راحلة ويظل عملك محصور
وأطلب العون من ربك تلقاه مسرور
تجزي جنة الخلد تنسي بها كل ضجور
جنة يجري بها العسل واللبن بحور
وإحسانا من الرحمن أحل لنا الخمور
يطوف الولدان ونعيم ورائحة عطور
وكل ما تشتهي وسكن الجنة قصور
ولباس من حرير وذهب ولؤلؤ منثور
وطعام لم تراه وفاكهة لا تحيطها قشور
فلا حرا أو بردا فجنة وأنت بها طهور
وكل ما تشتهي تجده حاضرا محضور
فاصبر لدنياك علي ما بها من ظلم وجور
فما نيل الجنان إلا بالصبر وإنه ببذور
فازرع صالح الأعمال وكأنها للنبات جذور
تحصد جنة تنسيك مر الصبر وكأنه منحور
اقرأ ايضا: هل مات المعتصم
اقرأ ايضا: سر السعادة
اقرأ ايضا: تجافى الورد