ظاهرة خبيثة أضرت بالشباب والفتيات والمسئولين والمجتمع كله، نكتب عنها تحذيرا للمسلمين من الوقوع فيها.
المحتوى:
إن اللّٰه رب العالمين قد أرسل محمدا ﷺ بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وإن مما أرسل اللّٰه به محمدا ﷺ صون الأعراض وستر العورات وتكريم المرأة وصيانتها عن متناول العابثين من الرجال، ومن نظر في كتاب اللّٰه أو سنة رسوله ﷺ يرى ذلك واضحا جليا، قال تعالى: "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ..." سورة الاحزاب.
فأمرها بالقرار في البيت وعدم الخروج منه إلا لحاجة تقدر بقدرها، ونهاها عن التبرج كتبرج الجاهلية الأولى، ولعل القارئ يتعجب أن علم ما تبرج الجاهلية الأولى: قال بعض العلماء: المرأة تخرج من بيتها تمشي وسط الرجال، فهذا تبرج الجاهلية الأولى.
اقرأ أيضا: الصلاة في الإسلام
والتبرج: هو إظهار الزينة في غير موضعه، فنهيت المرأة عن ذلك، وأمرها اللّٰه رب العالمين ألا تبدي زينتها إلا ما ظهر منها، فقال تعالى: "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ..."
إذا كان اللّٰه رب العالمين قد أعفى المرأة من الأذان والإقامة لكي لا يظهر صوتها، وحرم عليها الخضوع بالقول، والضرب بالرجل فيسمع صوتها، وأعفاها من عبادات كثيرة فرضت على الرجال؛ فكيف بلباسها وخروجها به.
إذا كان قال عن القواعد كبيرات السن {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ...} وإن يستعففن خيرا لهن، فكيف بالشابات المتبرجات...
إن كلامي هنا ليس موجها إلى البنات أو النساء فقط، بل هو موجه إلى الرجال أيضا، ف "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكلكم مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..."
وليعلم كل أب أنه مسئول عن صون ابنته أمام اللّٰه ثم أمام الناس والمجتمع، فإذا تركها تخرج متبرجة تلبس ثياب الكاسيات العاريات؛ فقد أضر بنفسه وبمجتمعه وبابنته، وعلم أنه إنما أخرجها لتفتن الشباب وتضل من يقابلها، فليتق اللّٰه في الجميع، وليتحل بالغيرة على عرضه، وليعمل ما يستطيع في الحفاظ على عرضه...
اقرأ أيضا: اللهُمَّ قنا عذابك يوم تبعث عبادك
وإذا سمعنا تحذير النبي ﷺ من فتنة النساء، فلا نحمل المسئولية كاملة على الرجل بل للمرأة الخارجة من بيتها متبرجة نصيب كبير من هذا التحذير، فهي سبب فلم تكن الذئاب يوما ذئابا لولا أن الخراف خراف.
