12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الإسطول في عهد الدولة العربية

2020/09/29 09:38 AM | المشاهدات: 614


الإسطول في عهد الدولة العربية
ميرنا عبدالوهاب الغنام

 

 

مع اتساع حركة الفتوحات الإسلامية وامتداد أملاكها من انطاكية شمالًا حتى برقة غربًا ، صار من الضروري وجود إسطول إسلامي يدافع عن تلك الممتلكات المترامية الأطراف خاصة في مواجهة أعداء المسلمين ألا وهم الروم البيزنطيين خاصة وأن سفن بيزنطة قد اعتادت على مواجهة جند المسلمين في الساحل وتهديدهم في الداخل ، لذا كانت الحاجة ماسة لوجود قوة بحرية تساند القوة البرية( الجيش) وبناء على ما سبق كتب معاوية بن أبي سفيان نتيجة إدراكه لتلك الأمور ، وكتب إلى الخليفة عمر بن الخطاب يصف له حال السواحل، ويستأذنه في ركوب البحر واستخدامه في عمليات الغزو والجهاد، ولكن عمر بن الخطاب لم يجب معاوية، فقد كان عمر يرى أنه من الخطورة في هذه المرحلة المبكرة أن يغزو  المسلمين البحر خاصة وأنهم ليسوا مهرة في البحر وركوبه ، ولا يستطيعوا بخبرتهم البحرية القليلة أن يجاروا البيزنطيين المتمرسين في شئون البحر المتمرنين على ركوبه لذا رأى أن السماح للمسلمين بركوب البحر قد يعرضهم لأخطار هم في غنى عنها ومن هنا جاء رفض عمر بن الخطاب عرض معاوية بن أبي سفيان.

بل الأكثر من ذلك أنه أرسل إليه يطلب منه ترميم الحصون الساحلية وشحنها بالمقاتلة وإقامة الحرس على مناظرها واتخاذ المواقيد لها و في الوقت نفسه أرسل إلى عمرو بن العاص يطلب منه الإهتمام بأمر الإسكندرية وأن يزيد من عدد المرابطين بها وألا يغفل أمر البيزنطيين وخطرهم. 

ولما آلت الخلافة إلى عثمان بن عفان استمر في سياسة عمر بن الخطاب البحرية وأرسل إلى معاوية بن أبي سفيان في الشام يأمر بتحصين السواحل وشحنها بالمقاتلة وإقطاع من ينزله إياها القطائع وكتب إلى عبدالله بن سعد واليه على مصر يأمره بنفس الأشياء. 

وقد أتت تلك السياسة البحرية التي انتهجها عمر بن الخطاب ومن بعده عثمان بن عفان، بثمار إيجابية فقد نجحت في صد الإعتداءات البيزنطية البحرية التي تعرضت لها سواحل الشام و سواحل مصر عام ٢٥ هجرية.

وبالرغم من نجاح تلك السياسة إلا أنها لم تكن تفي تمامًا بأغراض الدولة وسياستها، لذا كرر معاوية بن أبي سفيان العرض السابق على الخليفة عثمان بن عفان الذي وافق على ركوب المسلمين البحر مشترطًا على معاوية ألا يجبر الناس على ركوب البحر وترك الأمر لإختيارهم وأن يحمل ويعين من يختار الغزو في البحر طائعًا وأن يعد جيوشًا تكون في السواحل تحرسها في حال غياب الجند في البحر هتهدأ نفوس الناس ويرغبوا في سكنى السواحل فتكبر عمارتها ويشتد بها أزر سلاح البحرية ففعل معاوية .

وقد أنشأ المسلمون أول دار لصناعة السفن البحرية في جزيرة الروضة بمصر، ففيها كانت تصنع السفن التي تستطيع الإشتراك في المعارك البحرية فضلًا عن السفن النهرية وعقب إنشاء تلك الدار إنشاء واحدة أخرى في الأردن بمدينة عكا، وذلك بناء على أوامر معاوية بن أبي سفيان إثر الهجوم البيزنطي البحري التي تعرضت فيه سواحل الشامل عام ٤٩هجرية وقد نقلت تلك الدار في عهد هشام بن عبدالملك إلى مدينة صور ، وفي أثناء ولاية حسان بن النعمان على بلاد المغرب وفي خلافة عبدالملك بن مروان تم إنشاء دار لصناعة السفن بتونس وذلك لإنشاء الآلات البحرية لمساندة الجيوش البرية في بلاد المغرب.

واستمر اهتمام الدولة الأموية بسلاح البحرية الإسلامية خاصة في عهد الوليد بن عبدالملك الذي ازدهرت في عهده صناعة السفن في جزيرة الروضة والقلزم والإسكندرية في مصر.