دائمًا ما يتردد على مسامعنا حين الصمت أنه علامة للرضا
الصمت علم أصعب من علم الكلام، يُصعب أحيانًا تفسيره، فمن الممكن أن يُعبر به عن الاحترام والإهانة والرضا والسخط واللامبالاة والمُبالاة كلها، وليس فقط للرضا.
يُحكم عليه من جانب واحد، أنه طالما لم نستطع البوح أو الرد فبذلك نكون راضين، مُسالمين وموافقين، وليس من الممكن أن نكون ساخطين، كارهين ورافضين.
اقرأ أيضًا:مكانه لابناء في لاسلام
ولكن يشق عليهم فِهم أن في كثير من الأحيان الحديث لا يتسع لما نود أن نبوح به، نجد الكلمات أصغر من شرح وتعبير كل ما نريد، في تلك الحالة فقط يتسع الصمت لكل شيء
أغلب لحظات الصمت كانت وجعًا لا يُحكى وبُكاءًا خفيًا، فالصمت أعظم من تفاصيل البوح وأكبر من إدراك المستمع.
فبماذا نَصِف ألم الفقد؟
أو وجع الخُذلان، أو مرارة الانتظار، أو الفشل، أو الخيبة، وحده الصمت يسع لكل تلك الآلام، فيقول الصمت ما لا ينطق به الكلم.
صمت للحفاظ على الود وصمت من أجل أثر الكلمات الذي لا يُمحى
اقرأ أيضًا اثر لا يمحي
قيل: "ندمت على الكلام مرات وما ندمت على الصمت مرة"
فهو يأتي بعد نفاذ المحاولات، ويعني انتهاء الفُرص وسحب اليد التي دامت على العطاء، وسكون اللسان الذي استمر طويلًا في الكلام ثم وجد أنه لا فائدة منه.
وفي بعض الأحيان تكون أفضل طريقة تعبر بها عن نفسك هي البقاء صامتًا، فالكثير من الصمت يكون في الأساس ناطق.
اقرأ أيضًاالفرق بين التوكّل والتواكل