12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

لا ضرر ولا ضرار

2020/05/08 06:17 AM | المشاهدات: 3409


لا ضرر ولا ضرار
فرح هاني

عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري -رضى الله عنه- أن الرسول -صلي الله عليه وسلم- قال: "لا ضرر ولا ضرار".

والضرر في اللغة العربية: ما كان عن غير قصد، أما الضرار ما كان عن قصد. والشريعة تنفي الضرر والإفساد سواء وجوده أو رفعه أو إزالته بعد وجوده. 
======
اقرا أيضا/كيفية الإقلاع عن النميمة
======

عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: (المسلم من سَلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هَجر ما نهى الله عنه) متفق عليه. 

فالإسلام نهى عن إيذاء النفس أو إيذاء الناس بما نقول أو بما نفعله، وأمرنا أن نتق الله في أفعالنا و أقوالنا حيث قال الله: {ودافعهم بالتى هى أحسن}، وكان الرسول -صلي الله عليه وسلم- لا يقول ولا يفعل إلا الخير والصواب ولا يضر أحداً أبداً، وأمرنا بتغير الخطأ والشر إلي الصواب والشئ الحسن فمثلاً أمرنا بالقول الثابت والقول الحق اللين الجميل، أمرنا بإزالة الأذى الذي في الطريق، أمرنا أن نرضي أنفسنا وضميرنا بما يتفق مع الإسلام وتعاليمه. 
======
اقرا أيضا/التوبة في الإسلام وشروطها
======

يجب علينا تجاه ديننا ومجتمعنا أن نتحد وأن نكون دوماً في طريق واحد وأن نبتعد عن أذى بعضنا البعض أو أذى أنفسنا وكان هذا من أقوال الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث أن عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع في بقلبه، وهذا أضعف الإيمان) رواه مسلم.

وهذا الحديث يؤكد علي أننا يجب أن نتجنب أذية أنفسنا وأهلنا ومجتمعنا فمثلاً إذا وجدنا حجر في الطريق العام فنغيره ونزيله بعيداً عن الطريق وهذا تغير باليد، أما مثلاُ إذا رأينا أحد قبح الألفاظ دائماً يقول ما يخدش حياء للناس فنذهب إليه ونتحدث معه حتى يتغير وهذا تغير المنكر باللسان، أما إذا رفض فندعو الله له بصلاح الحال وهذا تغير بالقلب وهذا أضعف ما يمكننا أن نقدمه.

لذا يجب علينا إتباع حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسماع كلام الله عز وجل فقال تعالي: {كنتم خير أمه أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتهون عن المنكر وتؤمنون بالله} [آل عمران: ١١٠]
فالله -عز وجل- جعلنا خير أمه للناس وجعل فينا خير الناس أجمعين محمد -صلي الله عليه وسلم- وأمرنا أن نؤمن به وأن نأمر بالمعروف والخير وننهى عن المنكر ونغيره ونبتعد عن أذى أنفسنا والأخرين.

فهذا سيعم بالخير على الفرد بالصلاح والفلاح وعلى المجتمع بالوحدة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفعل الخيرات والوحدة والتمسك بحقوق غيرنا وعن أمة الإسلام جميعا أن تكون خير أمة أخرجت للناس كما قال الله عز وجل.