يعانى بعضنا من ردود الأفعال العنيفة من بعضهم مع سوء ظن مركب فنقف في حيرة من أمرنا متسائلين عن سبب هذا التعامل والجرأة علينا، ولماذا لم تظهر بوادر لهذه الأفعال من قبل، وما السبب في كل هذا رغم أننا لم نفعل ما يستوجب هذا التسلط والجرأة!؟
والحق أننا نسأل عن السبب ونحن السبب، ونسأل عن الداء وفينا الداء، ولو وقفنا مع أنفسنا وقفة جادة لأدركنا ما سبب كل هذا ومنها :
- ذنوب الخلوات والتقصير في التوبة منها فننسي أن الجزاء من جنس العمل، وأن من هان على الله هان على الناس، وذنوب الخلوات تضعف نصر الله لعبده وتأييده، وتحرم من التوفيق في التعامل مع الناس
- كثرة المجاملات وعدم الوضوح في التعامل مع الآخرين، لم يعتد على قول كلمة ( لا ) يكلف نفسه ما لا يُطيق حتى لا يغضب عليه الناس، يتحمل الكثير والكثير حرجاً منهم، وإذا ما فعل ذلك غضب الناس من تقصيره وارتفعت الأصوات في عتابه، وقد كان يكفيه من هذا كله أن يكون واضحاً في تعامله، وأن يزن الأمور بحكمة
- قلة الفطنة وعدم التحفظ أمام كل أحد، لا يحسب لكلامه في المجامع أي حساب، يتكلم بالكلام دون وعي بتبعاته، في كلامه مطمع لأصحاب النفوس المريضة فيحملونه ما لا يُحتمل
- الثقة المفرطة بالآخرين، فكل من قابله وتبسم في وجهه باح له بأسراره، يتكلم معهم في أول لقاء وكأنه يعرفهم منذ سنين وليست كل النفوس نقية، فقد يكون منهم من يستغل هذه الثقة العمياء لتحقيق مصالح شخصية أو يتحصل منها على مكانة عند الآخرين فتأتي المصائب على هذا الواثق من حيث لا يحتسب
- ضعف الشخصية فينصاع لكل توجيه ومشورةٍ من الناس فلا يُبدي أي رأي بحضرتهم خوفاً من فقدانهم، وهذا يخسره تقدير واحترام الناس له وعدم حسبان له أي حساب
- عدم الاستفادة من تجارب الماضي، حتى أصبح بعضنا يلدغ من الجحر عشرات المرات، فكم من التشابه بين المواقف التي تمر عليه، كم بذل من نصيحة ففهمت على أسوأ وجه، كم وثق بمن لا يثق به، كم أعطى من حرمه، كم عامل بالمعروف من لا يُصلحه المعروف...مواقف تتكرر في حياته لم يأخد العبرة منها، فتتغير من حوله الوجوه ويأتي من يعامله بالسوء
اقرأ ايضاً : الإكتئاب بالميكرسكوب الطبى
اقرأ ايضاً : الإكتئاب قيد للمرأة أم واقع
اقرأ ايضاً : عدم القدرة على التعبير
