سر جاذبية الشخص الغامض

دعني في صمتي في إحساسي المكبوت 

لا تسأل عن ألغاز غموضي وسكوتي 

دعني في لغزي 

لا تبحث عن أغواري 

إقنع من فهم أحاسيسي بالأسرار

 لا تسأل إني أحيانا لغز مبهم أبقى في الغيب مع الأسرار ولا أفهم روحي 

لا تعشق أن تحيا مثل الناس 

أنا أحيانا أنسى بشريّة إحساسي حتى حبّك..

حتى آفاقك تؤذيني 

فأنا روح أسبح كالطيف المفتون

إني كالليل : سكون، عمق، آفاق 

إني كالنجم : غموض، بعد، إبراق 

                         « نازك الملائكة»

كل إنسان يمر بعدة مراحل عمرية مختلفة وفي كل مرحلة ومع تقدمه بالسن تتغير شخصيته 

حتي يستقر علي شخصية واحدة منهم والكثير من الأشخاص يفضلون الشخصيات الغامضة ويتطلعون لأن تأخذ شخصيتهم طابع الغموض، ولكن قليل جداً من يكون غموضه حقيقي، ففي الوقت الحالي أصبح الكثير من الأشخص يتصنعون الغموض ليحظون بقدر أكبر للفت الأنظار، بينما الشخص الغامض حقًا ستتمكن من تمييزه بينهم

دائماً الشخصية الغامضة لها تأثير كبير على الأخرين بسبب الفضول الذي يتسم به أكثر الناس، ومن هنا يأتي إهتمام الأخرين بالشخصية الغامضة، وحب استكشفهم للغز تلك الشخصية، وكلما زاد فضول الأشخاص كلما زاد اهتمامهم بالشخصية الغامضة

-وهناك بعض السمات التي تميز الشخص الغامض عن غيره:-

-ومن أبرز الصفات التي يتحلى بها الشخص الغامض قلة الكلام، فهو يسمع أكثر مما يتحدث، يتبع مبدأ (خير الكلام ما قل ودل)مما يجعله قوي التركيز وشديد الملاحظة.

-لا يتحدث عن أسراره أو مشاكله لأي شخص ونادراً إذا تحدث للأشخاص المقربين منه، ودائماً يختار الأسرار والمعلومات السطحية عن حياته ليخبرهم بها؛ وهذا يعطي انطباع بأنه قوي والناس في العادة تنجذب نحو الأقوياء، ولكن هذا ليس تصنع منه بل هي شخصيته بالفعل.

-لاينجرف في تيار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأنه يعلم أن هذا النوع من الاتصال بين البشر ألغي قدر كبير من الخصوصية فبسهولة يستطيع الناس التعرف علي بعضهم البعض وتكوين وجهه نظر معينه عن كل شخصية دون معرفة الحقيقة، أي يأخذون ظواهر الأشياء وليس باطنها.

-يجعل من يتحدث معه في حالة من التعجب؛ لأنه مبدع وغير تقليدي في اختيار الجمل والكلمات ولديه قدرة في التلاعب بالألفاظ، وتلك الطريقة هي الأقوي في جذب انتباه الأخرين كما أنها لها سحرها الخاص في البقاء في ذهن الحاضرين حتي بعد انصرافهم أكثر من الجمل والعبارات العادية التي ينساها الناس بمجرد انصرافهم.

-غالبًا يتسم الشخص الغامض بالحكمة والذكاء وحسن التصرف، حيث أنه بعيدًا عن الاندفاع ويجيد التفكير بعمق، كما يمكنه الاحتفاظ بأسرار الآخرين والتستر على عيوبهم.

وأخيراً الشخص الغامض ليس لغزاً كبيراً كما يعتقد البعض، بل هو إنسان رازين، حكيم، واعي ومدرك لما يفعله؛ لذا فهو جذاب بكل المقاييس.