12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

مدينه سانت كاترين

2024/03/09 08:52 AM | المشاهدات: 159


مدينه سانت كاترين
محمود مرعي

ترجع تسمية المدينة إلى القديسة كاترين (سانت كاترين) التي ولدت بالإسكندرية في نهاية القرن الثالث الميلادي ووصفت بالحكمة والعقل والحياء، وتربت على محبة السيد المسيح، والتحقت بالمدارس، وتثقفت بعلوم الكتاب المقدس. ولما بلغت الثامنة عشر أتمت دراسة اللاهوت والفلسفة وتعمّدت. في عام 307م حضر القيصر مكسيميانوس إلى الإسكندرية، فأمر بعبادة الأوثان، واضطهد القديسة، وعذبها حتى أنه أمر بقطع رأسها في 25 نوفمبر سنة 307م. وبعد استشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جثمانها ويطيرون به ويضعونه على قمة جبل في سيناء، فانطلق الراهب إلى قمة الجبل، فوجد الجثمان كما نظره في الرؤيا، فحمله إلى كنيسة موسى النبي، ثم نُقل الجثمان بعد ذلك إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس الميلادي. وعُرف الدير باسم دير سانت كاترين، وأُطلِق الاسم على المدينة كلها.
إقرأ أيضاً / الامبراطور الروماني دقلديانوس
يقع دير طور سيناء أو دير القديسة كاترين الأرثوذكسي عند قدم جبل حوريب، المذكور في العهد القديم، حيث حصل موسى على لوح الوصايا وهو الموقع الذي يقدسه المسلمون أيضاً ويدعونه جبل موسى. والمنطقة مقدّسة للديانات السماويّة الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام. تأسس الدير في القرن السادس وهو الدير المسيحي الأقدم الذي حافظ على وظيفته الأساسية. يقصد الدير أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، ويديره رئيس الدير وهو أسقف سيناء، والذي لا يخضع لسلطة أية بطريرك أو مجمع مقدس ولكن تربطه علاقات وطيدة مع بطريرك القدس لذلك فإن اسمه يذكر في القداسات، ورهبان وكهنة الدير من اليونانيين وليسوا عرباً أو مصريين، شأنهم شأن أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس التي يسيطر عليها اليونانيين من عهود طويلة، ويتبع الرهبان نظام القديس باسيليوس الكبير (329م - 379م) أحد تلاميذ الأنبا باخوم (290م - 348م) حيث ينذر الراهب نفسه لحياة التقشف والعبادة مع العمل المشترك جنباً إلى جنب. وفي عام 2002 قررت لجنة اليونسكو إدراج المنطقة ضمن قائمة التراث العالمي.
إقرأ أيضاً / الملك بيبي الثاني فرعون السلالة السادسة
يحيط الدير سور عظيم يحتضن عدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض تصل أحياناً إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز معوجة، وبناء الدير يشبه حصون القرون الوسطى، وسوره مشيد بأحجار الجرانيت وبه أبراج في الأركان، ويبلغ ارتفاع أسواره بين 12 و15 متر، ويعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادي حين أمرت ببنائه الإمبراطورة هيلانه والدة الإمبراطور قسطنطين سنة 432م ثم أكمل في عهد الإمبراطور جوستينيان سنة 545م ليكون معقلاً لرهبان سيناء، وسمي في العصور التالية باسم دير القديسة كاترين. من أهم مباني الدير الكنيسة الكبرى التي ترجع إلى عهد الإمبراطور جيستيان في القرن السادس الميلادي والتي صممت على شكل البازيليكا الرومانية الذي كان شائعاً وقت بنائها عام 527م، وتقع في الجزء الشمالي من الدير وتسمى أحياناً الكنيسة الكبرى أو الكاتدرائية، وقد عرفت باسم كنيسة التجلي وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة وهي 12 عمود تمثل شهور السنة وعلى كل جانب يوجد 4 هياكل يحمل كل منها اسم أحد القديسين وفي صدر الكنيسة حنية مستديرة حلي سقفها وجوانبها بالفسيفساء وتحتها يوجد التابوت الذي وضعت داخله بقايا جثة القديسة كاترين داخل صندوقين من الفضة، أما أقدس مكان في الكنيسة فهو هيكل الشجرة الذي يعتقد أن موسى وقف فيه عندما تجلى الله له وخاطبه. وتتمثل باقي أبنية الدير في الكنيسة الصغيرة التي شيدت فوق جبل موسى، كنيسة الموتى وهي حجرة لحفظ جماجم الموتى، كنيسة العليقة خلف كنيسة الدير الرئيسية، وبجوار العليقة المقدسة مقام النبي هارون، مسجد الحاكم بأمر الله وهو مسجد صغير أمام الكنيسة الرئيسية بني من اللبن والحجر الجرانيتي في عهد الفاطميين تنفيذاً لرغبة الوزير أبو النصر أنوشطاقين في عام 500هـ/1106م، وهناك مخطوط في الدير ينص على أن الجامع بني في عهد الحاكم بأمر الله، المسجد القديم ويقع بجوار الكنيسة الكبرى، المكتبة الغنية بالمخطوطات وتقع في الطبقة الثالثة من بناء قديم جنوب الكنيسة الكبرى، وتضم مخطوطات نادرة وعدداً من الوثائق والفرمانات التي أعطاها الخلفاء والحكام للدير.
إقرأ أيضاً /جبل موسى جبل سيناء
تقع المدينة في قلب جنوب سيناء على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر بمنطقة جبلية وعرة المسالك، حبتها الطبيعة بجمال أخاذ يضم سلسلة جبال فريدة من نوعها مع طيب المناخ وجودة المياه العذب. تبعد المدينة 300 كم عن قناة السويس، وتبلغ مساحتها 5130 كم مربع، وتشتهر بالسياحة الدينية وسياحة السفاري وتسلق الجبال، ويميل الطقس في منطقة جبل كاترين دائماً إلى البرودة بحكم ارتفاعه عن سطح البحر، حيث تنخفض درجات الحرارة ليلاً إلى ما يقرب من 10.5 درجة مئوية وتقل شتاءً حتى تنخفض إلى ما دون الصفر وتتساقط الثلوج. تضم سانت كاترين قريتين رئيسيتين هما قرية الطرفة على بعد 23 كم اتجاه مدينة أبو رديس، وقرية السعال على بعد 50 كم من الدير، يتبعهما 31 تجمع بدوي، ويعيش بها ما يقرب من 9 آلاف نسمة موزعين على 37 وادي، يعمل معظمهم بأعمال الزراعة والرعي والخدمات السياحية.

تستقبل سانت كاترين الرحلات القادمة من مطار القاهرة ومطار شرم الشيخ والتي يكون أغلبها لأغراض سياحية بمطار سانت كاترين الدولي الذي يقع على بعد 20 ميل بحري شمال شرق المدينة. أُسْتُلِمَ المطار في عام 1982 حيث قامت سلطة الطيران المدني المصرية على إدارته. يضم المطار صالة ركاب تصل سعتها إلى 80 راكب/ساعة وذلك نظراً لانخفاض حركة السفر الجوية بالمنطقة في مقابل التنقل البري. فيما يصل سانت كاترين بباقي مدن محافظة جنوب سيناء عدة طرق برية تتمثل في طريق نويبع/سانت كاترين/النفق، طريق وادي فيران/سانت كاترين.