12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

كهف لاسكو بفرنسا

2024/02/17 04:50 PM | المشاهدات: 145


كهف لاسكو بفرنسا
انجي ماهر

يقع كهف لاسكو *Lascaux* في  فرنسا ببلدة بمحافظة دوردوني في بيريجور *perig* جنوب غرب فرنسا على الضفة اليسرى من نهر فيزير  *vezer*  ويُعد هذا الكهف الذي يبلغ طوله 100 قدم تقريباً واحد من أهم الكهوف الأثرية الزاخرة بالصور والرسوم الجدارية والنقوش المختلفة الأكثر قدماً في العالم أجمع، وقد أسهم في إثراء تاريخ الفن وفي تأسيس علم آثار ما قبل التاريخ. وتم اكتشاف هذا الكهف في عام 1940 من قبل مراهقون كهوفاً في جنوب غرب فرنسا، وكانت جدرانها تتضمن نقوشاً عمرها نحو 17 ألف عام، بالإضافة إلى لوحات عليها رموز وحيوانات؛ وحظي ذلك الاكتشاف باهتمام الكثيرين حول العالم، وتزايد الإقبال على زيارة الكهوف، وهو ما كان له تأثيرات سلبية على ألوان النقوش والرسوم بهذه الكهوف،وبعد ذلك بدأت أنواع من الفطريات تصيب الرسوم؛ ووفقاً للتقارير، فإنه لا يُسمح حالياً بدخول كهوف "لاسكو" سوى للعلماء فقط ، وذلك للعمل داخلها خلال أيام معدودة كل شهر . ويعد المدخل الحالي الوحيد لهذا الكهف مدخل أرضي بسبب انهيار السقف الحجري الجيري. 

أقرأ أيضًا/اياح حتي ملكة المعارك
تعود صور كهف لاسكو ورسومه ونقوشه إلى العصر الحجري القديم الأعلى (المجدلاني القديم)، وقد حدد الكربون 14، وهو عنصر يُستخدم لتحديد عمر الحفريات، تاريـخ هذه الصور بين 15000- 13500 قبل الميلاد. وقد أكسبت تلك الأعمال الفنية منطقة لاسكو جروتو في جنوب غرب فرنسا لقب “مصلى سيستين ما قبل التاريخ”.
يتميز كهف لاسكو بكثرة رسومه الجدارية وجمال نقوشه الفنية ولاسيما الرسوم التي تغطي جوانب هذا الكهف، ورُسمت باستخدام مواد سوداء اللون مصنوعة من أكسيد المنجنيز ومواد حمراء اللون مصنوعة من أكسيد الحديد. وتعتبر مثل هذه الرسوم دليلاً على المواهب الفنية التي تمتع بها إنسان ما قبل التاريخ، كما أنها دليل على مستوى المعرفة العلمية التي كانت لديه. 

أقرأ أيضًا/نظريات خلق الكون في مصر القديمة
وتتضمن رسوم كهف لاسكو صور جدارية توجد في (بناء مستدير مقبب) تعرف باسم (قاعة الثيران الكبيرة)، وهناك صور جدارية في صالة تعرف باسم (صالة الصور)، وثمة نقوش ممسوحة، وهناك صورة لحيوان مبهم النوع أطلق عليه اسم (ليكورن) وهناك أكثر من أنثى حبلى كما في مجموعة (الخيول الصينية) ومجموعة الأبقار وفي أماكن مختلفة من نفس الكهف.
ومن مشاهد هذه الصور والرسوم الجدارية صورة ثور جريح يسحق رجلاً، وحصان جريح أصابته سهام بجراح، وثور ضخم، وخيول تعدو، وبقر وحشي ورسم لطائر غريب منتصب فوق عصا، ويُقدَّر عدد نقوش الكهف بأكثر من ثلاثمائة نقش على الجوانب، وقد عثر في الكهف مصادفة على أدوات أثرية مثل: المنقاش والمكشط والنصلة والسراج والصفائح الحجرية الجيرية. وقد ضمت منظمة اليونسكو الكهف في عام 1979 إلى مواقع التراث العالمي.

أقرأ أيضًا/الملكة نفرتاري جميلة الجميلات
وقد عُثر أيضاً في كهف لاسكو على خريطة لسماء الليل يعود تاريخها إلى حقبة ما قبل التاريخ، وهو مايعكس اهتمام أسلافنا بعلم الفلك وربما كانت الكهوف أماكن لتصوير الفضاء الخارجي! وتظهر الخريطة ثور وإنسان كالطائر وطائر فوق عصا وتعرف هذه النجوم الثلاثة مجتمعة بمثلث الصيف، وتتميز بلمعانها الشديد في أواسط فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، غير أن خريطة السماء التي عُثر عليها في الكهف، ليست الدليل الوحيد على اهتمام إنسان ما قبل التاريخ بالكواكب والنجوم، فعلى مقربة من مدخل مجمع كهوف لاسكو يوجد رسم بديع لثور، وتوجد فوق كتف هذا الثور ما يبدو على شكل خريطة للثريا، وهي مجموعة نجوم تدعى في بعض الأحيان بالأخوات السبع، ويوجد داخل الثور علامات سوداء ربما تكون رسوماً لنجوم أخرى كانت في تلك الناحية من السماء، وتوجد تلك المنطقة حالياً ضمن ما يسمى ببرج الثور، مما يؤكد أن معرفة الإنسان بهذه الجهة من الكون، تعود إلى آلاف السنين.