12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

المسجد الأبيض في فلسطين

2024/01/21 05:01 PM | المشاهدات: 185


المسجد الأبيض في فلسطين
انجي ماهر

المسجد الأبيض في الرملة مسجد أثري يعود بناؤه للعهد الأموي في فلسطين، يقع في البلدة القديمة لمدينة الرملة الفلسطينية. أمر ببناءه الخليفة سليمان بن عبد الملك في عام (715 – 717) وتمّ الأنتهاء من بنائه في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز عام 720 م بعد فتح فلسطين وبلاد الشام كلها، وبعد أن أصبحت الرملة أحد المراكز المهمة للجيوش المسلمة الفاتحة والمتجهة إلى مصر. أعيد بناء المسجد مرة أخرى في عهد المماليك. لم يبق اليوم من المسجد سوى المئذنة الكبيرة، لذا تطلق عليه سلطات الإحتلال الإسرائيلية اسم «البرج الأبيض» بدل «المسجد الأبيض». تجدر الإشارة إلى أن المسلمين كانت لهم مناسبة دينية منذ مئات السنين في هذا المسجد كانوا يطلقون عليها «موسم النبي صالح»، والذين يعتقودن بوجود مقامه في الجزء الشمالي من المسجد.

أقرأ أيضًا/النظام السياسي في إسرائيل "الجزء الأول"
لقد شيّد المسجد من الرخام والحجر المحلي وأُطلق عليه المسجد الأبيض، ويُوصف بأنه من أكثر جوامع البلدة القديمة في فلسطين جمالًا وروعة، وما يميز جماله وهندسته المعمارية الفريدة تلك المئذنة مربّعة الشّكل ذات المسقط المستطيل وبها خمسة طوابق مزيّنة بنوافذ ومحاريب للتهوية والإنارة، ويبلغ طول المئذنة 27 مترًا بناها الخليفة هشام بن عبد الملك من أعمدة من الرخام، بالإضافة إلى أن أبواب المسجد الرئيسية مشيّدة بخشب السرو وخشب الأرز، ومنحوت عليها عبارات اسلامية.

في عام 1034 تمّ تدمير المسجد بعد زلزال شديد وقع في بلدة فلسطين القديمة، وأصبح الجامع الأبيض كومة من الأنقاض. وفي عام 1047 تمّ إعادة بناء المسجد بإشراف من المهندس المعماري إلياس بن عبد الله. وفي عهد الدولة الأيوبية ألحق بالمسجد سور غربي وميضأة واسعة في عام 1190. وفي عام 1267 بدأت المرحلة الثالثة لترميم المسجد بعد أن تمّ إنهاء الاحتلال الصليبي للقدس، بناء على أوامر من السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، وتمّ دمج القبة ووضع المنبر وتشييد مئذنة، لكنها هدمت بعد زلزال كبير، وهو ما جعل السلطان محمد الناصر بن قلاوون يأمر بتجديد المئذنة في 1318. وأخر ترميمات الجامع حصلت في زمن السلطان العثماني محمد رشاد 1844-1918 ميلادي.

أقرأ أيضًا/فضل شهر رجب والأعمال المستحبة فيه
يجسّد المسجد بهيكله الحالي مراحل متميّزة من التجديد والبناء في أزمنة تاريخية مختلفة، حيث شيّد مجمع مباني المسجد على ثلاث مراحل رئيسية. المرحلة الأولى كانت في فترة الأمويين، عندما تمّ تشييد السور الذي يُعدّ من أقدم مباني المسجد، وأيضًا الجدار الشرقي مع الرواق، والصهاريج الجوفية الثلاثة.

يقول د. مختار السعيد، الخبير الأثري: أقدم الإحتلال الإسرائيلي على تدمير ومحو الكثير من الآثار العربية والفلسطينية داخل مدينة الرملة، وكان من بين هذه الآثار المسجد الأبيض، وأطلقت الدولة العبرية عليه اسم «البرج الأبيض»، خاصة وأنه لم يتبق من المسجد حاليًا سوى المئذنة، بالإضافة إلى أن الرملة تعجّ بقوات عسكرية وأمنية إسرائيلية مكثفة ودوريات أمنية متنقلة، لا سيما وأنها تبعد عن مدينة تل أبيب العبرية بحوالي خمسة كيلومترات فقط. ويضيف: إن المسجد يحتوي على جدار طويل يضمّ القبلة التي تواجه مكة المكرمة، مع محراب في وسط الجدار، كما أن سقف المسجد يبدو أنه ينتمي إلى مرحلة لاحقة من التجديد تمّ تنفيذها في الفترة الأيوبية. كما كشفت الدراسات الأثرية أن النصف الأيمن من المسجد ينحرف نحو ست درجات شمالاً من اتجاه الشرق والغرب.

أقرأ أيضًا/دولة فلسطين العربية
من أسماء المئذنة:-
مئذنة النبي صالح: بسبب الأعتقاد السائد أن أسفلها مغارة دفن فيها النبي صالح.

برج الرملة: لأنّ نابليون جعل منها برجًا حربيّاً للمراقبة.

برج الأربعين شهيدًا: بسبب الاعتقاد السائد أن أسفلها رفات 40 صحابيًا شهيداً