السياسة الخارجية المصرية علي التمييز بين عدد من دوائر الحركة الخارجية فرتب البعض هذه الدوائر في الدائرة العربية، والإفريقية، ثم الدائرة الدولية.
هو تنشيط الدوائر الرئيسية التاريخية؛ العربية، والإفريقية، والأمريكية والأوروبية، وهو تنشيط ارتبط بوجود مصالح مصرية تاريخية ومستقرة في هذه الدوائر. كما ارتبط كذلك بتزايد نشاط الدبلوماسية المصرية، خاصة بعد خروج مصر تدريجيا من حالة الانكفاء علي مشكلاتها الداخلية، وهي الحالة التي فرضتها تداعيات تحولات عامي 2011، 2013.
تمثل في إحياء/ استحداث دوائر حركة جديدة. وهنا يمكن الإشارة إلي ثلاث دوائر أساسية، هي الدائرة الآسيوية، بما تشمله من أقاليم شرق، وجنوب، وجنوب شرق، ووسط آسيا والقوقاز، ودائرة شرق المتوسط، ودائرة الشام التي تقوم -حتي الآن علي مصر والعراق والأردن. ورغم أن هذه الدوائر هي جزء من دوائر تقليدية أوسع سواء الدائرة العربية، أو الدائرة الدولية، أو دائرة العالم الإسلامي، لكن تنامي مصالح مصرية محددة في أقاليم فرعية بعينها، أو تمايز أدوات السياسة الخارجية المصرية في كل إقليم من هذه الأقاليم الفرعية، يدفع في اتجاه ضرورة التمييز بين دوائر فرعية للسياسة الخارجية المصرية. هكذا، يصبح من المنطقي تمييز دائرة وسط آسيا والقوقاز داخل الدائرة الآسيوية. كما يصبح من المنطقي أيضا تمييز دائرة الشام داخل الدائرة العربية. هذا التمييز لا ينهض علي تناقض مع الدوائر الأوسع بقدر ما ينهض علي وضوح أكثر للمصالح المصرية في هذه الدوائر الفرعية الجديدة.
إحياء/ استحداث دوائر جديدة للحركة المصرية الخارجية جاء نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل
القراءة الدقيقة من جانب القيادة السياسية وصانع القرار المصري لطبيعة التحولات التي تجري في هيكل النظام العالمي والتغير الجاري في موازين القوى الدولية، بهدف التأقلم مع هذه التحولات، واستكشاف التحديات والفرص التي تنطوي عليها، وصولا إلي ضمان أن تكون مصر جزءا من النظام العالمي الجديد المرتقب
مركزية قضية التنمية ضمن أولويات وأهداف السياسة الخارجية المصرية، إذ لا يمكن الوصول إلى فهم متكامل للسياسة الخارجية المصرية، بما في ذلك استحداث بعض دوائر الحركة الخارجية، دون استحضار قضية التنمية كمدخل مهم. واللافت للنظر في هذا السياق أيضا التكامل الواضح بين قضيتي التنمية والأمن في الحركة الخارجية المصرية، خاصة داخل الدوائر الجغرافية المباشرة. ثالثها، تنوع وتعقد المصالح المصرية في العالم الخارجي، والتي باتت تشمل مصالح نوعية جديدة مثل الاندماج في أسواق الطاقة العالمية كفاعل قادم جديد، والتأقلم مع التحولات المتسارعة التي تحدث داخل هذه الأسواق. ومن بين هذه المصالح الجديدة أيضا سعي مصر إلى تصدير خبراتها وفائض قدراتها في مجالات مثل تنمية البنية التحتية والحرب علي الإرهاب، وغيرهما من الخبرات المهمة.
اقرأ ايضاً مصر والرمال السوداء
اقرأ ايضاً الإدمان القاتل.....التدخين