12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

مصر والرمال السوداء

2022/11/19 12:41 AM | المشاهدات: 1735


مصر والرمال السوداء
محمد فرحانه


هي ثروة مصرية مهدورة منذ ٨٠ عام هكذا، وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسي عن الرمال السوداء التي بدأت مصر آخيراً أولى خطوات إستغلالها بهدف استخلاص المعادن الثقيلة من هذه الرمال وتسويقها محليًا وخارجيًا، حيث تنبأت مصر أخيرًا أنها تمتلك احطياطيات ضخمة من الرمال السوداء الغير مستغلة فكان إفتتاح أول مجمع مصانع للرمال السوداء في منطقة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، لإستغلال ما يسميه المصريون اليوم بالكنز المهدر من خلال فصل المعادن الثقيلة، وإنشاء مصانع لتحقيق قيمة مضافة للمعادن المستخلصة، ورغم أن فكرة هذه المصانع بدأت منذ ٦٠ عامًا من الآن عندما كانت نسبة الرمال السوداء في ستينيات القرن الماضي أكثر بكثير من الكمية الموجودة حاليًا، لكنها تراجعت جراء ما تقوله الحكومة المصرية عن استغلالها السيء للرمال السوداء عبر إدخالها في مواد البناء ومصانع الإسمنت والحجر الرملي، إلى أن الإرادة السياسية في مصر كانت اليوم واضحةً أن زمن تحويل الرمال السوداء لثروة مصرية كبرى قد بدأت خاصة أن الطموح المصري يرفض تصدير المواد الخام التي ستستخرج من الرمال السوداء بصورتها الأولية بل لتصنيعها في مصر، وتحقيق فتوحات بأثقل الصناعات؛ لكن ماهى الرمال السوداء؟ وكيف ستتحول لثروات في مصر؟ 

إقرأ أيضا .خطر ظاهرة التنمر

هذه الرمال التي تعد رواسب شاطئيةً تأتي من منابع النيل وتكونت على ضفاف إلتقاء الماء المالح بالعذب على مدى آلاف السنين، وأخذت لونها الأسود من التركيز الهائل من المعادن فيها وفق تقديرات هيئة المواد النووية المصرية تضم مصر حاليًا أحد عشر موقعًا تنتشر بها الرمال السوداء التي تحتوي ستة معادن إقتصادية رئيسية إضافية إلى أخرى ثانوية، وكل معدن مستخرج من الرمال السوداء يمكن إستخدامه في طيفٍ واسعٍ من التطبيقات الصناعية كما يدخل كلٌ منها في ٤١ صناعة مختلفة من بينها التكنلوجية الدقيقة، وتصنيع السيارات والطائرات والخلايا الشمسية إضافة إلى السراميك والبطاريات و حتى الإطارات والأدوات الصحية والحرارية.
 واليوم تعد مِصْرُ من بين ثلاثة دول تمتلك الرمال السوداء بكميات ضخمة حيث لا يمكنه إيجاد هذه الثروة إلا في دولتين أخريين هما البرازيل والهند، ورغم أن لا يوجد إحصائيات دقيقة عن كمية الرمال السوداء الموجودة بمصر إلى أن التقديرات الرسمية تتحدث عن إمتلاك مصر نحو ٥ مليار طن من الرمال السوداء والتي تكفي لمدة ٢٠٠ سنة قادمة وذلك لحساب المناطق التي تم إكتشافها  حتى الآن مع قابلية زيادة الاحتياطي حال إكتشاف مناطق أخرى .

إقرأ أيضا .مقدمة في علاقات العامة

وفي وقتٍ تعظم مصر إستفادها من مجمع مصانع الرمال السوداء عبر البعد البيئي المتمثل في تطهير السواحل المصرية على إمتداد ٤٠٠ كم من رفح حتى أبو قير من الأثار المشعة السلبية للمعادن الموجودة بالرمال السوداء تمهيدًا لتقديم الأراضي الساحلية لإستخدامها في المشروعات الإستثمارية إضافة إلى انعدام الإمبعاثات الكربونية لهذه المعادن الموجودة في الرمال، إلى أن كل هذا يبقى فوائد جانبية أمام الثروات الكثيرة التي تنتظر مصر حصدها من خلال مشروع الرمال السوداء الذي كان ظهره الاول منذ ثلاث سنوات فقط رغم أن أبحاثه موجودة منذ ستينيات القرن الماضي؛ فاليوم بلغت التكلفة الاستثمارية للمشروع الممتد على  ٣٥ فدانًا وتكلفته ٢٠٣.٣ ملايين دولار مما يجعله الأحدث من نوعه على مستوى العالم، حيث تم إستخدام تكنولوجية حديثة متطورة ويضم مشروع إستثمار الرمال السوداء مجمع مكون من ٦ مصانع متجاورة كل منهم مختص بمعدن معين من الرمال السوداء .
كما يوفر المشروع بوضعه الحالي بحسب المسؤليين المصريين نحو خمسة آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بنسبة تزيد ٨٥% من نسبة العمالة التي يجري تشغيلها ما يعني توفير عمل لخرجين جامعة كفر الشيخ من المهندسين إضافة إلى خريجي التعلم الفني بعد إنشاء قسم تعدين لتشغيل الخريجين.
مما يؤدي هذا المشروع إلى زيادة مصر من الاحتياطي النقدي الأجنبي، تحدث أحد الباحثين في المجال الإقتصادي ان الرمال السوداء هي بترول مصر الذي قال عنه الرئيس السيسي إنه ظل حديث إستثماري منذ ستينات القرن الماضي، إلا ان لن يكون أحد متحمسا لهذه الفكرة حتى تحدثت الحكومة الحالية عن إستغلال الرمال السوداء قبل خمسة أعوام .
وأنت هل تعتقد أن الرمال التي لا طالما كان طابعًا بيئيًا التي نمت علي ضفاف الأنهار ستتحول إلى مليارات الدولارات التي ستنهال على مصر .